* الأربعاء القادم تبدأ ليالي مهرجان القلعة للموسيقي والغناء. الذي يعد من أهم أنشطة الأوبرا الصيفية في القاهرة. ولهذه الدورة أهمية خاصة. حيث يتم الاحتفال باليوبيل الفضي لهذا الحدث الفني المهم. الذي بدأ عام 1988 بفكرة من د.مصطفي ناجي. وبإشراف من المايسترو شريف محيي الدين. وكان الهدف من إنشائه التعريف بالموسيقي العالمية والجادة. وتعريف جمهور منطقة القلعة بهذا التراث العالمي وأشكاله. فشاهدنا روائع بيتهوفن "الفانتازيا" و"الكورالية" وتعرف الجمهور لأول مرة علي الرباعي الوتري. والعزف المنفرد علي الآلات المختلفة. وتحمل أبناء الكونسرفتوار العبء في إحياء هذه الحفلات ولقد أعطي فرصة للكثير من شباب العازفين. والمؤلفين والموسيقيين. وكان سبباً وراء ظهور المواهب. ثم انتقلت تبعيته للأوبرا. مما أتاح فرصة لتطوره وتكوين أفكار جديدة واجتذاب الكثير من محبي المعرفة والمثقفين. وحافظ علي أهدافه لمدة خمس سنوات كمهرجان ثقافي مجاني. وأتذكر أن دورته الخامسة كانت علي مستوي عال من التنظيم والرقي. وكانت قد بدأت فكرة تعدد المسارح. مما أعطي فرصة للتنوع بين أشكال الموسيقي المختلفة العالمية والفلكلورية والجاز المصري والعالمي. والموسيقي الخفيفة وأغاني الطرب.. ولكن كانت الغلبة لفنون الأوبرا من أغان أوبرالية وموسيقي كلاسيكية ومؤلفات مصرية. والتي تعرف عليها الجمهور علي مدي السنوات الخمس. ولهذا شهدت هذه الدورة إقبالاً جماهيرياً كبيراً أكد أن هذه الفنون يجب ألا تكون حكراً علي فئة معينة. ثم بدأت تتغير طبيعة المهرجان وأصبح يميل للترفيه وأصبح يعتمد علي نجوم الطرب مثل مهرجان الموسيقي العربية لتختفي الموسيقي الأوركسترالية وبعد عن هدف إنشائه الأول إلا أنه أصبح يمثل خدمة تمتزج فيها الثقافة مع الترفيه. وأصبحت الفرق التي تلقي إقبالاً جماهيرياً سواء في الفنادق الكبري أو الأوبرا في متناول الأسر المتوسطة والفقيرة. ونعترف أن هناك جهداً كبيراً يبذله كل من د.رضا الوكيل. المشرف الفني علي المهرجان. وفوزي عبدالله. المسئول عن إعداد وتنفيذ البرنامج. ولهذا لا نطلب التغيير والعودة إلي أهدافه الأولي بعد 20 سنة استقرت أوضاعه علي هذا الشكل. ولكننا نطالب بأن يكون هناك مهرجان آخر يقدم للشعب فنون الأوبرا الثقافية بشكل مبسط يجذبهم ويعرفهم علي هذه الفنون. وخاصة أن فرقة الأوبرا لديها رصيد من الأوبرات القصيرة والمترجم حوارها باللغة العربية. وبعضها تعليمية مثل أوبرا "حب موتسارت" والتي من خلالها يتعود الناس علي فن الأوبرا. أيضاً هناك فرق الأوركسترا والباليه والرقص الحديث لديهم العديد من العروض التي تصلح أن تقدم للجماهير في مسرح الهواء الطلق. ووسط هذا الجو الساحر. ليمثل البعد الحضاري لمصر وأنا علي ثقة أن د.إيناس عبدالدايم سوف تدرس هذا الأمر. وأنها قادرة علي تنفيذه.. وأخيراً بما أن الاحتفال باليوبيل الفضي نتمني أن يكون مؤسسو هذا المهرجان من المكرمين.