فى بلد تتعدد فيه الروافد الثقافية و الفنية كمصر ، تعد الموسيقى الكلاسيكية أحد أهم الروافد. فبالرغم من أن الموسيقى العربية - كما هو متوقع - تحظى بشعبية لدى قطاع أعرض من الذى تحظى به الموسيقى الكلاسيكية ، إلا أن الأخيرة تتمتع بوجود جمهور مخلص و متحمس لها لمدة مائة و خمسين عاماً على الأقل ، هى عمر الموسيقى الكلاسيكية فى مصر. وعلى أعتاب العام الجديد نرى تشكيلة متنوعة من الحفلات السيمفونية التى تعزز مكانة هذا الفن العريق و تواجده ، و تعمل على توسيع قاعدته الجماهيرية. تعتبر دار الأوبرا المصرية – بطبيعة الحال – هى البيت الرئيسى للموسيقى الكلاسيكية ، فبعد إفتتاحها عام 1988 قد انتقلت تبعيات الفرق الفنية الرئيسية لها مثل أوركسترا القاهرة السيمفونى ، أوركسترا أوبرا القاهرة ، فرقة أوبرا القاهرة و فرقة باليه القاهرة ، و قد ساهمت تلك الفرق ، مضافاً إليها العديد من السوليست و المجموعات من إثراء المشهد الموسيقى فى مصر ، و إمتاع عشاق هذا الفن الراقى بتجارب فنية رائعة. وقد شهدت مصر مؤخراً محاولات جادة لتوسيع دوائر الإهتمام بالموسيقى الكلاسيكية ، فقد قدم أوركسترا القاهرة السيمفونى حفلات سيمفونية مخصصة للأطفال ، بالإضافة إلى سفره إلى الإسكندرية و دمنهور لتقديمه حفلات هناك، حيث إن أوبرا الإسكندرية و أوبرا دمنهور لا تزالان تفتقدان للفرق السيمفونية المقيمة ، فتعتمدان بالأساس على إستضافة الفرق الفنية لدار أوبرا القاهرة ، و فى عام 2015 تستضيف أوبرا دمنهور العديد من العروض الفنية من القاهرة و الإسكندرية ، حيث يقدم أوركسترا القاهرة السيمفونى و كورال الأطفال بالإسكندرية عدداً من الحفلات على خشبتها. أما فى القاهرة ، فسوف يشهد عام 2015 عدداً من الأحداث الفنية الهامة على خشبة المسرح الكبير بأوبرا القاهرة ، مثل أوبرا عايدة ، باليه دون كيشوت ، باليه سندريللا و غيرهم . أيضاً من أهم ملامح مشهد الموسيقى الكلاسيكية فى العام الحالى هو عودة المايسترو أحمد الصعيدى لأوركسترا القاهرة السيمفونى، و الذى برمج عدة سلاسل للموسيقى الكلاسيكية من أهمها سلسة حفلات سيمفونيات برامز ، بالإضافة إلى إستمرار إذاعة عروض الميتروبوليتان أوبرا فى المسرح الصغير بدار الأوبرا. إلى جانب فرق الأوبرا الفنية المتخصصة فى فنون الموسيقى الكلاسيكية ، يوجد أيضاً بعض الفرق المتخصصة فى أداء هذا النوع من الفنون ، ففى ساقية الصاوى يستقر أوركسترا الساقية الوترى ، وهو أوركسترا حجرة تأسس عام 2010 تحت قيادة محمد سعد باشا ، و يقدم حفلاً شهرياً مستضيفاً سوليستات مصريين و عالميين. و تعتبر حفلات أوركسترا الساقية للموسيقى الكلاسيكية فى معقل من معاقل موسيقى البوب و الروك و الميتال ، وهى ساقية الصاوى ، تعتبر تغييراً مهما لجمهور هذا المكان ، و قد بدأ أوركسترا الساقية الوترى مؤخراً فى الخروج من بين جدران بيته لتقديم موسيقاه فى أماكن خارج الساقية ، فى محاولة جادة لتوسيع قاعدة جمهوره ، وصرح المايسترو محمد سعد باشا بأن الأوركسترا سوف يعزف هذا العام فى جامعة النيل و فى الغردقة ، كما يعتبر محمد سعد باشا أن أحد أهم الحفلات التى يقدمها الأوركسترا هذا العام هو حفل يستضيف فيه هانى البدرى عازف الناى الشهير بالإضافة إلى ديتر كلاوس عازف الساكسوفون ، سوف يتم تقديم الحفل فى القاهرة و يعاد تقديمه بالإشتراك مع أوركسترا مكتبة الإسكندرية بمكتبة الإسكندرية خلال شهر يناير. أما عن الإسكندرية ، فإن مكتبة الإسكندرية تدلى بدلوها فى مجال الموسيقى الكلاسيكية ، فمن أهم مكونات مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية هو أوركسترا و كورال الحجرة لمكتبة الإسكندرية ، و العام الجديد ببرنامج المركز ملىء بالأحداث الفنية وخاصة فى حقل الموسيقى الكلاسيكية ، بجانب الحفلات الدورية للأوركسترا و الكورال. وسوف يقدم أوركسترا و كورال الحجرة بالمكتبة أحد أهم أعمال موزارت و هو قداس موزارت الشهير ، كما سيقدم بالتعاون مع فرقة أوبرا القاهرة أوبرتين من أوبرات الفصل الواحد الكوميدية و هما أوبرا الإمبريزاريو لموزار و أوبرا " الظروف تصنع لصاً" لعبقرى الأوبرا الإيطالية روسينى ، كما أعلن مركز الفنون عن إطلاق سلسلة لموسيقى الحجرة تحت عنوان "العين تسمع و الأذن ترى" تيمنا بسلسلة موسوعات القدير ثروت عكاشة عن الفنون و التى صدرت تحت هذا الإسم ، و أهم مايميز تلك السلسلة أنها سوف تقام دائما داخل معارض الفنون التشكيلية المقامة بالمكتبة ، حيث تتيح لجمهور الموسيقى مشاهدة أعمال الفن التشكيلى، كما توفر لجمهور الفن التشكيلى فرص الإستماع للموسيقى الراقية. ويعد كورال القاهرة الإحتفالى واحدا من أهم ملامح الموسيقى الكلاسيكية فى مصر ، و يبلغ عدد أعضاء الكورال 100 عضو ويغنى أهم الأعمال الكورالية و الأغانى الجريجورية ، كما يقدم أعمال أهم المؤلفين المصريين مثل سيد درويش و جمال عبد الرحيم وهو من إعداد ناير ناجى. وقد بدا الكورال مؤخراً فى تقديم حفلاته فى الخارج ، و حصل على جائزة "الدبلوما الفضية" من جمهورية التشيك فى مهرجان "أصوات براج". وهناك أيضا كورال الجامعة الأمريكية "كايرو كورال سوسايتى" الذى تأسس عام 1983 على يد لارى كاتلين بهدف دراسة الأعمال الكورالية العظيمة عبر تقديمها للجمهور، و هو بقيادة قائد الكورال جون بابوكيس. وقد قدم الكورال منذ تأسيسه الكثير من أهم الأعمال الكورالية مثل: القداس الألمانى ل برامز. ويقدم الكورال حفلاته بشكل مستمر خاصة فى الكريسماس و عيد الفصح ، لذلك من المؤكد أننا سنستمع لحفلاتهم فى العام الجديد.