رغم مرور أكثر من 30 شهراً علي تصدع مسرح المنصورة القومي. نتيجة لتأثره بالجريمة الإرهابية التي استهدفت تفجير مديرية أمن الدقهلية في ديسمبر 2013. لوقوعه بالجهة المقابلة لها. وتقديم سلطنة عُمان منحة تصل قيمتها إلي حوالي 54 مليون جنيه مصري. لترميمه وتطويره.. إلا أن وزارة الثقافة مازالت تماطل وتسوف بشكل يدعو إلي الشك والريبة وتقديم الوزير الحالي والوزراء السابقين وعوداً بالبدء الفوري في العمل علي غير الحقيقة. وكل ما فعلوه هو الموافقة علي تحويل هذا المسرح العملاق إلي دار للأوبرا. علي غير رغبة أبناء الدقهلية الرافضين تماماً لذلك من أجل الإبقاء علي المبني كمسرح قومي لاكتشاف المبدعين وعرض الفنانين الكبار لأعمالهم علي خشبة هذا المسرح. مثلما كان يحدث في الماضي من الفنانين يوسف وهبي وعبدالمنعم مدبولي ومحمد صبحي وسيدة الغناء العربي. بنت الدقهلية التي قدمت العديد من الحفلات علي هذا المسرح في الأربعينيات والخمسينيات. من المعروف أن هذا المسرح أنشئ في عام 1869 ضمن ملحقات قصر الأميرة هانم. زوجة ابن الخديو توفيق. وأعاد المعماري الإيطالي بناءه عام 1902. ليضم مسرحاً يسع 650 فرداً. وديواناً لمجلس بلدية المنصورة. وكازينو لمجلس البلدية وصالة للبلياردو. أكد د.مهند فودة مدرس العمارة بهندسة المنصورة والمنسق العام لحملة أنقذوا المنصورة والمعنية بتراث الدقهلية أنه لم يتم شيء سوي إحاطة المبني بشدادات حديدية فقط وفي نفس الوقت تم ترميم وتأهيل مبني مديرية الأمن وافتتاحه خلال الأيام الماضية ومنذ أربعة أشهر زار المبني الكاتب حلمي النمنم. وزير الثقافة الذي استنكر الوضع. وطالب بضرورة التنسيق فيما بين الشركة المنفذة للترميم والتطوير لتحويل المسرح إلي دار أوبرا. وعقد لقاءات أسبوعية فيما بينهم لسرعة البدء والانتهاء من المشروع لأنه من غير اللائق حسب كلام الوزير أن تكون الدقهليةمسقط رأس العمالقة من المفكرين والفنانين ورجال الدولة بدون دار للأوبرا لأنها ليست أقل من القاهرة والإسكندرية ودمنهور. يشير الدكتور مهند فودة إلي أن الوزير تبخرت وعوده مثل سالفيه من وزراء الثقافة الدكاترة: جابر عصفور. وعبدالواحد النبوي. وصابر عرب.. جميعهم وعد ولم يف أحد منهم بشيء. وقدم البرلماني د.محمد فؤاد سؤالاً لوزير الثقافة في 17 يوليو الماضي حول الأسباب لتأخير العمل في ترميم وصيانة المسرح القومي علي الرغم من الإسناد المباشر من رئيس الوزراء لشركة المقاولون العرب في يناير 2014 والتمويل جاهز أيضاً منذ أبريل 2014 من خلال المنحة العمانية؟! علي محفوظ. عضو الحملة المجتمعية للرقابة علي التراث والآثار. يقول: إن ما يحدث بالنسبة لإهمال المسرح هو إهدار للمال العام. علي اعتبار أنه كان من المقدر افتتاح المسرح خلال هذا العام إلا أنه لم يتم مجرد البدء في العمل مع وجود نوع من التسويف غير المبرر نظراً لأن التمويل موجود ولا توجد ثمة أي مشكلة للانتهاء من المشروع نحن نطالب بضرورة تشكيل لجنة تضم التنسيق الحضاري وهندسة المنصورة وآثار القاهرة ونقابة المهندسين للإشراف علي المشروع لأنه مبني أثري أكثر منه معماري وتحديد موعد زمني حاسم يحاسب علي أساسه المسئول. سعد رزق. مدير المسرح السابق. كان من المفروض ترميمه بالتزامن مع ترميم مبني مديرية الأمن ويؤكد أن لهذا المسرح قيمة أثرية وفنية خالدة. حيث عرض عليه كل من يوسف وهبي وأمينة رزق مسرحية "بيومي أفندي" ومحمد صبحي. مسرحية علي مظهر. إضافة إلي عبدالمنعم مدبولي ويوسف شعبان مسرحية مطار الحب في السبعينيات. وقدمت أم كلثوم عدة حفلات رائعة في الثلاثينيات والأربعينيات. وأشار إلي أن تصميم المهندسين الإيطاليين للمسرح جعل منظومة الصوت فيه غير مسبوقة. وتسمح للجمهور في أي مكان بالاستماع الواضح ويعلو المسرح شخشيخة في المنتصف تعمل كتكييف طبيعي. ومازالت زخارفه بألوانها الطبيعية علي الجدران القائمة حالياً. ويطالب مدير المسرح السابق بإلغاء مشروع الأوبرا وعودة المسرح إلي إشراف البيت الفني للمسرح. لأن المنصورة في حاجة شديدة إلي مسرح متطور. الفنان عادل عفر. المدير الحالي لمسرح المنصورة. يؤكد أن المنصورة في حاجة شديدة إلي مسرح قومي. وليس داراً للأوبرا. لأن هناك 35 فرقة مسرحية بالدقهلية والمحافظات المجاورة في حاجة ماسة لعرض أعمالهم. وتنمية مهاراتهم واكتشاف المبدعين منهم. إلا أن مديرة الأوبرا استغلت علاقاتها للتأثير علي كبار المسئولين بوزارة الثقافة من أجل ضم مسرح المنصورة إليها. وتحويله إلي دار للأوبرا. ونطالب باستقلالية مسرح المنصورة القومي. كما كان وعدم ضمه للأوبرا. لتعظيم الاستفادة منه نتيجة لذلك.. من أجل أبناء الدقهلية.. وقال: إن الأوبرا الوحيدة في مصر حتي الآن هي أوبرا عايدة فقط. ولا يوجد سواها لعدم وجود مؤلفين أو كتاب للأوبرا. وهذه مهزلة كبري. نظراً لأن الأوبرا حينما أحيت حفلاً للرئيس الصيني قدمت خلاله أوبرا عايدة باللغة الإيطالية. لأنه لا يوجد سواها.. وفي نفس الوقت فإن المسارح التي تم ضمها بالإسكندرية ودمنهور للأوبرا لا تعمل سوي 25 حفلة طوال العام موسيقي عربية وإنشاد ديني. وتظل مغلقة بعد ذلك طوال العام.. وأشار مدير المسرح إلي أن هناك مخالفات قانونية منها الاستعانة بالمقاولين العرب كمقاول واستشاري في آن واحد. فمن يراقب من؟!.. وهذه مخالفة قانونية واضحة.. ومنذ عدة أشهر اختفي عدد من الشبابيك والأبواب الأثرية للمبني في ظروف غامضة. كما أن الشركة وضعت سقالات حول المبني منذ عامين. تتكلف شهرياً حوالي ربع مليون جنيه. أي أن هناك "6" ملايين أهدرت دون داع حتي الآن بسبب التراخي في البدء في العمل. أضاف عادل عفر أن هناك مذكرة سيتم تقديمها إلي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء برفض تحويل مسرح المنصورة إلي دار للأوبرا موقع عليها ثلاثة آلاف من الفنانين والمثقفين المهتمين بالحركة المسرحية. في مقدمتهم الفنانة عفاف شعيب. وسوسن بدر. وفردوس عبدالحميد. والمخرج محمد فاضل. ومحمد رمضان. ومحمود الحديني. ورمسيس مرزوق ومحفوظ عبدالرحمن. المهندسة منال السيد عبدالرحمن. أطالب بالإبقاء علي مسرح المنصورة القومي. للاستمتاع بالفن المسرحي الراقي لأنه لا يوجد مسرح بالمحافظة يقدم أعمالاً مسرحية.. وفي نفس الوقت أنشطة الأوبرا لن تلقي إقبالاً من الجماهير. محمد الشاعر. يشير إلي أن الدقهلية محافظة المبدعين. ولكن الطابع الريفي يغلب علي معظم الناس. وبالتالي فإن المسرح سيلقي قبولاً أفضل من أنشطة الأوبرا التي لا تتعدي الحفلات الموسيقية وفرق الموسيقي العربية والإنشاد الديني. وأعتقد أن قصر الثقافة يستطيع أن يؤدي هذا الدور وبشكل أفضل مما تؤديه الأوبرا.