ربما - أقول ربما - يستشعر د. هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب. ونائبه د. محمود الضبع الحرجَ الشديد في موقفهما الآن من الشاعر والباحث فتحي عبد السميع ... لعل توجيهاتي ما قد صدرت إليهما بضرورة التخلص من هذا الصداع الذي استشري بآخرة من الوقت في رأس وزير الثقافة المصري حلمي النمنم بعد أن سُلّت أقلام بعينها وشُحذت أعمدة ومقالات للهجوم علي اختيارهما لفتحي عبد السميع مديرا لتحرير إحدي سلاسل الإبداع بالهيئة العامة للكتاب ... وموطن الحرج - الذي هو ظن - أنهما مطالبان الآن بتراجعهما عن اختياراتهما وإعفاء الشاعر من مهمته. إذ لا قِبَل بوزارة الثقافة بهجوم الكُتّاب والصحفيين في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد !! خاصة وأن الهجوم الذي شنَه بعض هؤلاء الكُتَّاب تضمن أدلةً وبراهينَ وإثباتاتي أن الشاعر المذكور الذي تم اختياره إرهابي وإخواني ومتطرف. ويرتاد " الجريون " ليحتسي هناك البيرة والمنكر والعياذ بالله!! الأمر الذي يشكل خطرا علي توجهات مصر الثقافية والسياسية خلال الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد أيضا ... صحيح جدا أن الشاعر المذكور لم يضبطه أحد مجتمعا مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين. وصحيح جدا أيضا أنه لم يخرج في مظاهرة ضد النظام. وصحيح أيضا أنه لم يدخل " الجريون " هذا مرة واحدة في حياته. وصحيح أنه لم يذق طعم البيرة من قبل إلا أنه إخواني سمعه الكثيرون يقول في قصائده إنه يحب الأصدقاء والعصافير والشجر ويحب إخوانه. كما شوهد أكثر من مرة يجلس علي مقهي " البستان " في القاهرة في صحبة إخوانه. وشوهد علي مقهي " صالح " هناك يحتسي مشروبا غامضا ورغم غموضه كان أصفر اللون ... كما أشارت الكتابات الصحفية إلي أنه ينتمي إلي بقعة جغرافية تشكل خطرا علي الثقافة المصرية» فهو من "الصعيد" - وليس من الإسماعيلية مثلا - والصعيد المعقل الحقيقي لحسن البنا. ومقر عدد كبير من قيادات الإخوان. كما أن "الصعيد" هذا مصدر رئيس لكل أنواع الخمور والمخدرات والسلاح. وكل كلام يقال عن منجز أو مشروع هذا الشاعر هو من قبيل ذر الرماد في العيون. أو التقية التي اتخذها لتنفيذ أجندة الجماعة التي ينتمي إليها " جماعة الإخوان السكرانيين " ..!! فهي التي ساعدته علي أن يصدر عشرة دواوين شعرية. أي نعم تنتمي كلها لفضاء الحداثة الشعرية لكنها ذات صلة بكتابات آخرين ساعدوه علي كتابتها لتصدر باسمه. وعلاقات الشاعر المذكور بدوائرَ استخبارية معروفة. وهي الدوائر نفسها التي ساعدته علي إنجاز أهم كتابين في تاريخ العلوم الاجتماعية في السنوات العشر الأخيرة. كتاب " القربان البديل " و كتاب " طقوس الثأر ". ولا يمكن أن يطعن في هذا حصول كتابه الأول علي جائزة الدولة التشجيعية منذ أسابيع قليلة. فلا شك أن أعضاء اللجنة كلهم سيحالون للتحقيقات قريبا ... كما أن عضوية الشاعر المذكور في اتحاد كُتّاب مصر. وسفره للخارج ممثلا لمصر أكثر من مرة. وقصائده ودراساته وقراءاته المنشورة في مختلف الصحف والمجلات والدوريات المصرية والعربية ليست دليلا علي براءته. بل ربما كانت أكثر الأدلة علي حقيقة الاتهامات الموجهة إليه. فهي كلها تكشف عن نفوذه واتساع دائرة علاقاته كعضو فاعل وفعّال وفعيل في تلك الجماعة - جماعة الإخوان السكرانيين - المعروف عنها تشعبها وانطلاقها في الداخل والخارج !! ولا يمكن دفع كل هذه الاتهامات بالقول إن تاريخ الشاعر الثقافي والأدبي يؤكد علي أنه كان عضوا بالأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر أكثر من دورة. ولا الادعاء بأن أمانته العامة للمؤتمر ذات نفسه تستبعد كل ما يقال. بل العكس تماما. فالفترة التاريخية المشار إلي عضويته أو أمانته تلك كانت هي الفترة نفسها التي كان فيها محمد بديع عضوا بأمانة مؤتمر الأدباء "لجنة الأبحاث تحديدا" متنكرا في اسم " عبد الحافظ بخيت " وهو ما لاحظه آنذاك عضو علماني ليبرالي - لا يرتاد الجريون - وهمس به لرئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وقتها لكنه لم يلتفت إليه !! وليس آخرا ما يشاع مِن أن المذكور بتوليه مهمة الإشراف علي سلسلة " الإبداع المعاصر " بالهيئة العامة للكتاب سيؤثر تأثيرا بالغ الخطورة علي حركة الإبداع المصري بانتمائه المعروف لقصيدة النثر وقصيدة التفعيلة. الأمر الذي يشكل هو الآخر خطرا حقيقيا علي الهوية المصرية ... ولما كان كل ذلك كذلك فليس علي د. هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب. ولا علي نائبه د. محمود الضبع أن يستشعرا أي حرجي في استبعاد المذكور الذي سبَّب صداعا بآخرة من الوقت في رأس وزير الثقافة المصري حلمي النمنم !!!