بدأ بواحة سيوة وبمنطقة جبل الدكرور تحديدا موسم الدفن أو التداوي بالرمال المشعة والذي يعد تراثا علاجيا وطبيا متوارثا في سيوة مازال يمارس ويزداد انتشارا لما ينسب إلي في المأثور الشعبي من فوائد للجسم وعلاج للأمراض المستعصية وتجديد طاقة الجسم وإكسابه حيوية. وتعد واحة سيوة منتجعا طبيعيا للاستشفاء لما تتميز به من مناخ جاف وطبيعة رمالها الساخنة المشعة والتي لها من الخواص ما يجعلها قادرة علي علاج الكثير من الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل والروماتويد ولذلك كانت الواحة منذ القدم ملجأ لطالبي العلاج بالرمال ومازالت. وحسب ما يقول أهالي سيوه في هذا المجال لا أحد يعرف علي وجه الدقة متي بدأ العلاج بالردم في الرمال بواحة سيوة إلا أن البعض يرجعها إلي عصور الفراعنة كما يحكي أن ملكة مصر كيلوباترا كانت تعتاد أن تدفن سنويا بهذه الرمال كي تجدد طاقة الحياة في جسدها. ويقول محمد موسي السيوي تبدأ طقوس برنامج العلاج بالردم في هذه الأيام وحتي بداية أكتوبر من كل عام حيث يتوافد علي واحة سيوة المئات من العرب والأجانب لردم أجسادهم في الرمال الملتهبة بفضل أشعة الشمس. ويحكي بكرين حمزة أن التداوي بالرمال يتم عن طريق دفن كامل الجسم وتغطيته بالرمال تحت أشعة الشمس باستثناء الرأس الذي يترك في الظل حيث تصل درجة السخونة أحيانا إلي أكثر من 50 درجة مئوية وهو ما يحدث تحولا فيزيولوجيا وكيميائيا علاجيا يفيد الجسم. ويضيف أن القائمون علي الردم يضعون المريض داخل الحفرة بعد أن يخلع جميع ملابسه ويهيلون علي جسده بالرمال التي لا تحتمل من شدة لهيبها ويتحمل بعض المرضي المكوث في الحفرة حوالي نصف ساعة وبعضهم لا يطيقها أكثر من 20 دقيقة ثم يدخل المريض للعلاج الخيمة بعد أن يواري جسده ببطانية سميكة يظل فيها لمدة ساعة كاملة يشرب خلالها قدر استطاعته أكوابا من الحلبة والينسون والسوائل الدافئة. ويتكرر الأمر علي مدار أربعة أو خمسة أيام وفي اليوم الأخير للعلاج يتم دهن جسد المريض بالزيوت الطبيعية علي مدار ساعة كاملة وينصح بعدم الاستحمام لمدة أربعة أيام أي بعد الانتهاء من العلاج وحمامات الرمال وفقا للموروث الشعبي في سيوة. ويضيف مهدي سلامة هذه الجلسات تعالج عددا من الأمراض منها الروماتيزم وكذلك داء المفاصل كما تحسن حالات أمراض السكري والمعدة وبعض اختلالات الجهاز الهضمي والعظام وخاصة الانزلاقات الغضروفية والفقرات شرط أن لا يكون المريض مصابا بأمراض القلب.