في واحة «سيوة» حيث متاهات النخيل واشجار الزيتون التي تتوسطها عيون المياه الفوارة مثل «عين كليوباترا» وآثارها الفرعونية الفريدة التى تضم معبد أمون وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر، يقع جبل «الدكرور» أشهر جبال محافظة مطروح، حيث اكتسبت رمال هذا الجبل اهمية علاجية منذ قديم الزمان حتي صار الجبل مقصدا للسياحة العلاجية يتوافد عليه المصريون والعرب والاجانب في شهور يونيو ويوليو وأغسطس وسبتمبر من كل عام. وتتميز رمال هذا الجبل بخاصية اشعاعية تساعد في علاج الروماتيزم وآلام المفاصل والروماتويد وعدد من الامراض الاخري. يقول الحاج محمد بصيص الشهير ب «شرايك»، وهو من عائلة توارثت العلاج بالدفن بالرمال فوق قمة جبل الدكرور منذ اكثر من نصف قرن، إن خطوات العلاج تبدأ من الساعة العاشرة صباحا حيث يتم حفر «مردم» في الرمال يترك حتي تتخلل أشعة الشمس الحارة التي تصل الى 40 درجة مئوية، وبعد 4 ساعات يدفن المريض وتغطى الرمال الحارة جسدة باستثناء رأسه حيث يوضع فوقها مظلة لحمايتها من أشعة الشمس الحارة وتتراوح مده بقاء المريض في المردم من 15 إلى 20 دقيقة ثم يخرج المريض إلى خيمة تبعد امتارا قليلة عن المردم ملفوفا ببطانية ويترك فيها لمدة لاتزيد عادة علي 30 دقيقة. ويشير الحاج محمد إلى أنه يتم تقديم مشروب الحلبة الساخن الي المريض داخل الخيمة ليساعد على تفتيح المسام في الجلد وبمجرد خروجة من الخيمة يتم نقله إلي حجرة بعيدا عن تيارات الهواء ويمنع من الاستحمام بالمياه او استخدام المروحة ويتناول وجبات ساخنة عبارة عن مرقة دجاج ويستطيع تناول وجبة علي العشاء بدون مياه اومشروبات مثلجة، ويكرر الجلسات يوميا حتي يشعر بالتحسن بعد 3 جلسات ويتم تدليك جسم المريض بزيت الزيتون والخل وينصح بعدم الاستحمام عادة لمدة اسبوع من العلاج او الوجود في غرف او اماكن مكيفة او بها مراوح ولذا يفضل المترددون علي هذه المصحات البدائية عدم السفر من سيوة الي محافظاتهم بالاتوبيسات المكيفة وركوب الميكروباصات. ويقول ناصف جعفر (55 عاما) احد المترددين للعلاج برمال الدكرور إنه يأتي سنويا الي واحة سيوة للعلاج بالدفن بالرمال في جبل الدكرور، حيث يعاني من الرطوبة في ساقة وأنه يشعر بالراحة بعد العلاج ويستعيد نشاطه وحيويتة من جديد. وأشار إلى أن هذه المصحات في هذا المكان النائي اسعارها غير مبالغ فيها وهي بالوجبات حيث يوجد غرف وشاليهات باسعار زهيدة، مما يؤكد ان اصحابها قانعون بالمكسب المعقول ولا يستغلون المرضي الذين يتوافدون عليهم من محافظات مصر وعدد من الدول العربية، بالاضافة الي اعداد قليلة من الدول الاوروبية حتي ان الفقراء من المرضي لا يتقاضون منهم ثمنا للعلاج.