توقع خبراء العلوم السياسية تطوراً شديداً في الأحداث الداخلية بتركيا عقب الانقلاب الفاشل وسوف نري تركيا جديدة وأردوغان جديداً يتعامل بقسوة مع معارضيه وسيزيد الاحتقان الداخلي لقيادات القوات المسلحة بعد عمليات الاعدام والعزل والأكثر من ذلك مساعدته للشعب في إهانتهم. * يقول د.إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة رغم فشل الانقلاب في تركيا إلا ان آثاره سوف تظهر مستقبلاً علي التطور السياسي لتركيا مشيراً إلي ان الانقلاب قدم الكثير من الدروس لقطاعات كثيرة في المجتمع التركي ولن ينجح أي انقلاب إلا بموافقة الولاياتالمتحدة. أضاف: انه من المتوقع ان يتم اللجوء لأعمال تطهير داخل القوات المسلحة التركية وبعض المؤسسات الأخري وقد بدأت هذه الخطوة بالفعل وهناك نتائج كثيرة مترتبة علي هذا الانقلاب أهمها أولاً: رغم فشل الانقلاب إلا ان شرعية النظام التركي اهتزت قد يُغري بحدوث انقلابات مستقبلية إذا لم يحدث تغيير. ثانياً: يبدو ان قيادات بالقوات المسلحة أو أفراد منها تعرضوا للإهانة علي يد قوات الأمن الموالية للنظام التركي مما يعمل علي إيجاد فكرة الكرامة المهدرة للقوات المسلحة ويغريها لتكرار العملية مرة أخري. ثالثاً: التأثير الاقليمي أو علي المستوي الدولي ومنهم الأكراد والتعامل معهم ومدي قدرة أردوغان في تقوية الجيش ليتمتع بالاستقلالية الكاملة ومن ثم يستطيع مواجهة الأكراد وهل سيظل الجيش مطيعاً في يده أم يخرج عن المسار الذي رسمه أردوغان والمشكلة الأكبر سوف تظهر في الرتب والمستويات الأقل والمتوسطة بالجيش التي قد يصعب السيطرة عليها. رابعاً: وهي نقطة مهمة جداً وهي التأثيرات الاقتصادية وتأثيرها علي الداخل التركي والاستثمارات والسياحة التي تأتي لتركيا التي إذا تأثرت سوف تؤثر علي الناحية الاقتصادية وتزيد الاستياء في الداخل وهي نقطة القوة التي يعتمد عليها أرودغان. * د.مصطفي كامل استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة قال: الوضع السياسي في تركيا سيتوقف علي الأسلوب الذي سيتبعه "أردوغان" في إدارة الأزمة وبالطبع سيستغل فشل الانقلاب لتصفية الكثير من خصومه وبالفعل بدأ بالجيش وقام بفصل 3 آلاف من الضباط ثم فصل ما يقرب من 3 آلاف قاض و8 آلاف من رجال الشرطة ولا شك ان هذه الاجراءات سوف تزيد من الاحتقان داخل القطاعات وسوف يكون لها انعكاس سلبي علي الرأي العام التركي أو قطاع منه لن يقدر الخطوات التي قام بها "أردوغان" وايضا مسلكه في انتهاك الدستور. أضاف: سوف تحدث ايضا فجوة بين القوات المسلحة وأردوغان من ناحية وبين قطاع كبير من الشعب والأحزاب السياسية التي ترفض عودة القوات المسلحة من ناحية أخري.. مشيراً إلي ان الفترة القادمة لن تشهد أي نوع من التهديدات لحكم "حزب العدالة والتنمية" لكن إذا واصل أردوغان رغبته في تعديل الدستور التركي ليصبح النظام الجمهوري سوف يزيد الاحتقان بصورة شديدة. * د.سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية قال: نحن الآن أمام تركيا جديدة "وأردوغان" آخر سواء كان الانقلاب تمثيلية منه كما يقال أو انقلاب حقيقي.. مشيرا إلي ان روح الانتقام تتقمص أردوغان في المرحلة القادمة للتخلص من المعارضين واخلاء تركيا من كل من يعارض ويقول لا لسياسته. شخصية جديدة تحكم تركيا وأصبح لديها طموح شديد في ان تعيد ما يسمي فكرة "الوالي العثماني" للمنطقة. أضاف ان أردوغان يسعي ليكون الحاكم بأمره بعد تصفية معارضيه بالاضافة للعلاقة السيئة التي حدثت بينه وبين الجيش خاصة بعد مساعدته للمدنيين في التعدي علي الجيش نتيجة رغبة "أردوغانية" قديمة في الانتقام من الجيش لكره الشديد لهم.