رغم فشل محاولة الانقلاب العسكري علي حكم أردوغان في تركيا وفقا لما تم تداوله في وسائل الاعلام فلاجدال انها سوف تكون لها انعكاسات سلبية وقوية في كل الأحوال علي الداخل التركي. من المؤكد ان مجرد حدوث هذا التمرد داخل القوات المسلحة التركية لابد ان يلفت النظر علي انه تجسيد لعدم رضا قطاع من الشعب التركي علي سياسات اردوغان ومواقفه. من المؤكد انه وحتي مع عدم نجاح الانقلاب فإنه سوف تكون له تأثيرات علي غرور وصورة اردوغان التي سوف تهتز. ماحدث يشير الي ان هناك انقساما في الشارع التركي عبرت عنه قطاعات الجيش التي سعت إلي التخلص من حكم اردوغان. الاحداث الدموية التي صاحبت انقلاب تركيا العسكري الذي لم يحالفه التوفيق هذه المرة اسفرت عن مصرع مايقرب من 300 شخص واصابة مايزيد علي 1500 آخرين . واعتقال مايقرب من 3 آلاف شخص إنها لم تكن سوي مؤشر عن عدم الرضا عن سياساته في الداخل والخارج. يدخل ضمن اسباب الاعتراض علي الحكم الأردوغاني تدهور علاقات تركيا بدول الشرق الاوسط والعالم وتوريطها في نزاعات وصراعات محلية واقليمية. يضاف الي ذلك ايضا ما اتخذه من اجراءات ضد المعارضين والتي جعلت حكمه ينحرف نحو الاستبدادية. من ناحية اخري تعد الازمة السورية والدور الذي قام ويقوم به اردوغان علي رأس القضايا التي أدت الي تصاعد الانقسام داخل تركيا. هذا الانقسام امتد الي حزبه حيث اصبح يعاني من الخلافات والصراعات والتخارج منه. من ناحية أخري فلا يمكن التغافل عما سوف يصيب الاقتصاد التركي وحالة الازدهار التي شهدها في السنوات الاخيرة. كل الدلائل والشواهد والتقارير تشير ان معدلات النجاح الكبيرة التي كانت قد تحققت أخذت في التراجع والتردي. هذا الامر الذي سوف يمتد الي حياة الاتراك ومستوي معيشتهم ستكون له تأثيرات سلبية علي ما كان يتمتع به اردوغان من تأييد شعبي. علي ضوء ما جري في تركيا في الساعات القليلة الماضية فإن العالم كله يترقب الانعكاسات والتطورات. التوقعات تقول انه سوف تكون هناك محاكمات واقصاءات وعقوبات ستطول نتائجها الاوضاع الداخلية واستقرار الدولة التركية. ليس امام اردوغان في تعامله مع الاحداث الصدمة.. سوي طريقين اولهما اللجوء الي تصعيد سياساته الاستبدادية للحد من قوة معارضيه وإما ان يعيد حساباته ويراجع سياساته وأن يخضع للعقل والحكمة ويجنح الي اصلاح مواقفه بالصورة التي تلقي القبول الذي يحقق الصالح العام التركي .