فجأة وبلا مقدمات وجدت نفسها مسئولة وحدها عن أولادها الثلاثة بلا دخل أو مؤهل أو حتي إرادة تعينها علي البحث عن عمل أو تعلم مهنة فقد كانت الصدمة أكبر من قدرتها علي التحمل حيث تم القبض علي زوجها في قضية مخدرات وصدر الحكم ضده بالسجن 15 سنة ومصادرة كل أموال الأسرة. وبعد أن كانت الأسرة تعيش في قمة المجتمع سقطت إلي القاع بدأت تبيع في كل شيء حتي أثاث البيت لتنفق علي أولادها ثم أخذت تطرق أبواب الأهل والمعارف الذين سبق أن ساعدتهم مراراً في أزماتهم ولكنهم تهربوا منها لأنها أصبحت عاراً عليهم لأنها زوجة السجين. هبت "سميرة جوهر" واقفة تبحث عن عمل يناسبها فتوجهت إلي جمعية رعاية أسر المسجونين وطلبت منحها رخصة كشك ظلت تسعي وتلح عليها حتي حصلت عليها وبقرض من جمعية رجال الأعمال أقامت الكشك ثم لجأت إلينا لمساعدتها علي توصيل الكهرباء إليه وشراء ما يلزم من بضاعة. وفقنا معها بتبرعات أهل الخير حتي خرج مشروعها للنور وفي البداية لم يتقبل أولادها مجرد وقوف أمهم في كشك حتي أصبح يدر عليهم دخلا ثابتا أعاد لهم كرامتهم وسدد ديونهم فأخذوا يتناوبون إدارته في العطلات الصيفية أو بعد خروجهم من مدارسهم ليخففوا الحمل عن أمهم.