* سيدتي: أعرف أنك ربما تستغربين شكواي ولكنها تؤرق حياتي.. مشكلتي غريبة بعض الشيء وقد تحتاج للطب النفسي. أنا زوجة منذ عام واحد لرجل أحببته بكل كياني.. رجل لم ولن أتخيل حياتي بدونه.. أحببنا بعضنا وتزوجنا وأنجبنا طفلاً جميلاً.. وزوجي من الرجال الذين يصفون بالرائعين.. حنون.. كريم.. طيب ورومانسي لديه مشكلة واحدة هي والدته نعم.. فحماتي تلك السيدة المسيطرة بخيوط من حرير علي ابنها تخنقني.. فهو لا ينام إلا إذا علم أنها نامت ولا يأكل إلا إذا أكلت وأخذت الدواء ولانسافر للفسحة إلا وهي معنا.. وعندما تأتي لزيارتنا يتحدث إليها هامسا بالساعات وإذا دخلت يصمت أو يغيران الموضوع وإذا سألته يقول لي أشياء تخص أمي.. هذه التصرفات تؤرقني وتشعرني بالغيظ منهما.. إنه يتنفسها عشقاً. في بداية الأمر قلت ربما لأنه الوحيد لديها خاصة والأب متوفي وأن ابنتها تقيم في أمريكا.. ولاتأتي إلا كل عامين.. وحماتي ترفض السفر بعيدا عن ابنها وتركه.. حتي أنني شجعتها للسفر بعد زواجنا لتري أبنتها فلم تبق غير شهر وعادت تركض شوقاً إليه. لي صديقة قالت لي ربما يكون لديه عقدة كعقدة أوديب ويكون ممن يحبون أمهاتهم بشكل غير طبيعي.. خاصة أنه غضب عندما ضحكت معه ذات يوم وقلت له "ماتيجي نزوج طنط لعمي" غضب وأصبح لا يرغب في دعوة عمي عندما تكون والدته عندنا حتي أقسمت له أنها فكرتي وعمي لم يطلب هذا الطلب بل لم يسمع به أصلاً.. هذا الموقف أكد شكوكي. وأخيرا قررت إرسال إيميل لك لعلك تجدين لي الحل الذي يخلصني من تلك العلاقة الغريبة جدا.. فقد بدأت في كراهيتها فأنا أولي بهذا التعلق من زوجي لا هي لقد تمتعت به 29 عاما.. وعليها فطامه منها شاءت أم أبت. ** عزيزتي: قلت أن لك طفلاً فمن تلك البداية أقول لك: احذري فكل ما ستفعلينه أو تقولينه.. سيرد لك بنفس السيناريو وبنفس الحوار.. فالديان لا يموت وكل شيء قد يؤجل حسابه إلا عقوق الوالدين. يا عزيزتي أرد عليك من سطورك ومن شكوتك.. قلت إن الله رزقك بزوج يحبك وتحبينه.. كريم ورمانسي.. طيب وحنون.. ما الذي ينقصك من زوجك؟ لقد منحك كل ما عليه تجاهك لم يقصر ما الذي تريدينه بعد ذلك؟! تريدين حق أمه!! ألاترين أنك غريبة وأنك طامعة وأنك تتصرفين بشكل أناني طفولي.. هل تتوقعين منه أن ينسي أمه ويرسل لها رسالة شكر وتقدير علي حسن الخدمة لمدة 29 عاما.. وعليها أن تذهب لحال سبيلها!! زوجك رجل راق يعرف كيف يفصل في علاقته النبيلة الجميلة بأمه وبين حقوقك وما عليه نحوك.. فأسرار أمه ليست حقا لك وعلاقته بأمه من حقهما ألا ينشرها لك أو لغيرك ولا تبحثي عن شيء ربما يسيء إليك. لو أن هناك احتياجاً للطب النفسي فهو لك أنت.. كيف تفكرين بشكل شاذ في علاقة بريئة عظيمة ليست للبيع ولا للمساومة فلا تضعي نفسك علي محك التجربة والاختيار.. لأنك لن تكسبي ستتحولين من تلك المحبوبة الجميلة لشخص يرغب ويبحث عن الكراهية والتفرقة.. وقد تكونين الثمن للنهاية المتوقعة. وتخيلي معي الأمر معكوساً أن هناك أسراراً بين والدتك وأخوتك أو إخوتك أو أي شيء ترغب أن تسر به لك ولا ترغب أن يعرف زوجك.. هل يسعدك أن يتهمك بعقدة ما لأنك بارة بأهلك؟ يا عزيزتي اتق الله في نفسك وحياتك وزوجك وأسرتك ولا تنظري لما متع الله به غيرك من أمور لك مثلها.. وتخيلي معي أن أبنك كبر وأصبحت تلك علاقته بك أي بار كأبيه بجدته فأصبح بارا بك هل يسعدك أن تسمعي مثل قولك لو صدر عن زوجة ابنك؟ اعتقد لا وأعتقد أن ستحزني حزنا كبيرا لو فعلت ما تفعلينه والذي يصل بك للكراهية لأم كل جريمتها أنها تحب أبنها الذي أحسنت تربيته فيرد لها الجميل الذي مهما فعل فلن يرد لها زفرة الم من آلام الحمل والمخاض.. اتقي الله وتذكري وصية النبي بالأم.. وافعل يا ابن آدم ما تشاء كما تدين تدان أما غيرته من فكرة زواجها فهذا موضوع يتفق عليه أكثر من ثمانين بالمائة من الرجال والشباب الشرقيين ولا غرابة فهذا منهج تفكير ونمط حياة ومجتمع فلا تفكري بشكل ملتو لتصلي لنتيجة تضر بك.