كان شهر رمضان عند الخلفاء الفاطميين يمثل شكلا آخر مختلفاً عن باقي الشهور.. ففيه تقام الزينات وتنصب الاشمطة "الموائد" وتقدم فيها لكل الناس أشكال وألوان من الاطعمة والحلويات.. ولعل صور الجمع الثلاث الأخيرة من شهر رمضان تؤكد هذا المعني.. فقد كان الخلفاء يقومون بأداء صلاة الجمعة في الجمع الثلاثة الأخيرة من رمضان.. في جوامع الحاكم والأزهر وعمرو علي التوالي.. وكان صاحب بيت المال يقوم في صباح كل يوم من الجمع الثلاث الأخيرة - بالإشراف بنفسه علي تأثيث المساجد التي يصلي فيها الخليفة وكان يضع في المقصورة كل ما هو غالي ونفيس وجميل من ستائر وارضيات ويضع علي جانبي المنبر لوحتين الأولي علي الجانب الأيمن وكتب عليها البسملة والفاتحة وسورة الجمعة وعلي الجانب الآخر البسملة والفاتحة وسورة المنافقين.. وقبل وصول الخليفة بقليل كان قاضي القضاة يقف وبيده مبخرة ويقوم بتبخير المنبر والقبة التي يقف الخليفة تحتها وقت القاء الخطبة.. كما يتم وضع ¢الحصيرة¢ التي يقال إن للخليفة العباسي جعفر الصادق كان قد احضرها سنة 400 هجرية في عهد الحاكم - كما ذكر الدكتور حسن ابراهيم حسن في كتابه تاريخ الدولة الفاطمية. المهم ان الخليفة كان يرتدي في يوم الصلاة ثوبا من الحرير الأبيض ويضع علي رأسه عمامة من الحرير الابيض ايضا "ويبدو انه ما يروي من أحاديث شريفة حول منع الرجال من ارتداء الحرير لم يكن قد وصل بعد إلي الخلفاء الفاطميين" وكان الخليفة يذهب إلي المسجد يحف به عدد كبير جدا من حرسه الخاص ويمر بين قرع الطبول وتلاوات مختلفة للقرآن الكريم بنغمات شعبية حتي يصل إلي قاعة الاستقبال.. وعندما يأخذ الخليفة مكانه تحت القبة يقف الوزير علي باب المنبر في مواجهة الخليفة فإذا أومأ اليه صعد وقبل يديه ورجليه.. وهكذا.