صدق الحكماء حينما قالوا "من أمن العقاب.. أساء الأدب".. فقد وضعوا أيديهم علي الجرح وأسبابه ووصفوا الدواء الناجع لعلاجه.. بالتالي.. فإن التدخلات الخارجية في شئوننا الداخلية لا يمكن أن تتوقف أبدا طالما أننا نكتفي بعد كل تدخل وقح ببيان يستنكر هذا التدخل وكفي.. صحيح أنه غالبا ما يكون بيانا قويا ومن الجهة المنوط بها التعبير عن رفض هذا التدخل.. إلا أن هذا لا يكفي أبدا في عالم فوضوي وعديم الأخلاق. الدنيا كلها عرفت "تمامنا".. بيان ودمتم.. في حين لو كنا اتخذنا موقفا قويا من تدخلات أمريكا المتتالية واعتراضها علي أي أمر لا يعجبها أو يخالف سياستها لتوقفت عن حشر أنفها فيما لا يعنيها.. ولو كنا وقفنا بحسم للبرلمان الأوروبي ما كان قد جرؤ علي أن يتدخل بصفاقة في قضية ريجيني ويقترح إرسال لجنة تحقيق بالمخالفة لكل القوانين وكأننا إحدي جزر الموز ولو كنا عاملنا تركيا بما كان يجب أن تعامل به منذ ثورة 30 يونيه ما تمادي مخبولها في هلاوسه وحركاته الصبيانية.. لو كنا ضربنا رءوس الفتنة أولا بأول ما كانت قد جرؤت قطر علي التعقيب علي حكم قضائي أو استهانت بقضائنا.. أليس من أمن العقاب أساء الأدب..؟؟ كان المفروض في كل الوقائع التي ذكرتها ألا يكون موقفنا ضعيفا أو هادئا زيادة عن اللزوم.. لا أقصد طبعا أن نقطع العلاقات من أول غلطة لكن علي الأقل كان يجب استدعاء سفير أي دولة تتدخل في شئوننا وإبلاغه استنكارنا وتحذير بلاده من أي تدخل جديد سيواجه بمنتهي الشدة والحزم وإذا تكرر يتم استدعاء سفيرنا في هذا البلد للتشاور ومنعه من العودة إلا بعد الاعتذار للبلد المخالف.. لكن بيان وتمر الأيام وترجع ريما لعادتها القديمة مع أي حدث جديد فلا يجوز. كيف نسمح لدويلة هاموشية مثل قطر أن تصف أحكام قضية التخابر بأنها مضللة وغير عادلة؟؟.. لماذا لم يستدع سفيرها ويتم توبيخه وتحذير بلاده من أن أي تدخل آخر سيؤدي إلي قطع العلاقات؟؟.. ولأن هذا لم يحدث فإنهم سيتدخلون ويتطاولون مرة أخري لأن من أمن العقاب أساء الأدب. نعم خارجيتنا مسحت بقطر الأرض في بيان قوي لكن ماذا يفيد؟؟.. ماذا سيضير قطر عندما نتهمها رسميا بتكريس الموارد والجهود علي مدي السنوات الماضية لتجنيد أبواقها الإعلامية لمعاداة الشعب المصري ودولته ومؤسساته.. وهو الدور القذر لقطر الدولة والإعلام في أحداث " 25 زفت" التي حولتها هي وتركيا والإخوان بتخطيط من بريطانيا وأمر قيادة من أمريكا بعد 3 أيام فقط من ثورة حقيقية إلي مؤامرة كونية..؟؟ ماذا سيضير قطر عندما نقول لها إن القضاء المصري لا يضيره اطلاقا مثل تلك الادعاءات التي تكشف عن نوايا من يبوح بها وجهله بتاريخ ونزاهة ومهنية القضاء المصري الذي يمتد تاريخه لعقود طويلة وان الشعب المصري لن ينسي من أساء إليه؟؟.. كلام قوي فعلا لكنه مؤدب أوي ولا يشفي الغليل.. كان لازم يتقال لهم وبالبلدي: من أنتم أيها الصعاليك الأجلاف لكي تسيئوا للقضاء المصري؟؟.. أنتم جهلة بكل شيء وحاقدون علي أولياء نعمتكم.. هل نسيتم أن قضاءنا هو الذي أنشأ لكم قواعد التقاضي التي تتعاملون بها الآن؟؟.. إذا كنتم نسيتم وتطاولتم فها نحن نذكركم كما ان شعبنا لا ينسي الإساءة وسيردها أضعافا مضاعفة في الوقت المناسب.. كان لازم يبقي الكلام كده وأكتر كمان.. هذه الزكائب المتحركة التي تنفق علي الشر وعلي محاوره في العالم لا يفهمون في الدبلوماسية وأدب التعامل والحوار.. لكننا للأسف لم نفعل ما كان يجب أن نفعله.. ومن ثم انتظروا المزيد من الوقاحات القطرية لأن من أمن العقاب أساء الأدب. غدا.. نتحدث عن اللوبي القطري - التركي.