حذرت الدكتورة ايمان عبدالمنعم استاذ الفارماكولوجي "علم الأدوية" بكلية الطب جامعة القاهرة ورئيس المركز القومي للسموم من الأغذية المغشوشة والمقلدة والتي تباع في الشوارع وبجوار محطات مترو الأنفاق والتي تحمل في طياتها السم في العسل علي حد تعبيرها مشيرة الي أنها قنبلة موقوتة تسبب التسمم وفشل أجهزة الجسم.. وكلها أمراض. قالت علي مائدة إفطار "المساء" ان المركز يستقبل سنويا ما لايقل عن 12 ألف حالة تسمم ما بين تسمم بالمبيدات الحشرية والأطعمة المغشوشة أو تناول جرعات زائدة من الترامادول والمواد المخدرة. حذرت من اغراق السوق بالترامادول الصيني الذي أصاب شبابنا في صحتهم وأخلاقهم وطالبت المسئولين الضرب بيد من حديد علي المهربين وتغليظ العقوبة وتساءلت: كيف يتم السماح بدخول منتج يساهم في تدمير شبابنا بدلا من أن يساعدهم في زيادة صحتهم وقوتهم وادائهم لاعمالهم؟ طالبت بتعميم اجراء تحاليل المواد المخدرة علي جميع العاملين بالدولة وان يكون من مسوغات التعيين واجراء تحاليل فجائية للسائقين مؤكدة ان معظم حوادث الطرق ونزيف الأسفلت مصدرها تناول المواد المخدرة والتي يعتبرها البعض نوعا من المنشطات التي تضاعف كفاءتهم لكنها للاسف تدمر أجهزة الجسم وتجعل السائق غير قادر علي تقدير الأبعاد فتحدث التصادمات وكثيرا ما اكتشفنا ذلك عند استقبالنا لكثير من الحالات لاجراء التحاليل لها. أشادت بالتجربة الجديدة التي انتهجتها جامعة القاهرة مؤخرا ووضعت احد شروط القبول بالمدينة الجامعية للطلاب المغتربين التحليل لاكتشاف المواد المخدرة.. وأجرت تحاليل لكافة العاملين بها انطلاقا من مبدأ تحسين اداء العاملين بالجامعة. قالت ان المركز استقبل الفترة الماضية حالات تسمم الفلاحين وأطفالهم بسبب أقراص حفظ محصول القمح من التسوس وهي أقراص شديدة السمية "المونيوم فوسفيد" واستنشاقها يسبب التهابا وفشلا في الجهاز التنفسي وقد يودي بالحياة اذا لم يتم انقاذه في الوقت المناسب مؤكدة أهمية عنصر الوقت في انقاذ جميع حالات الاصابة بالتسمم مشيرة الي أن الدقيقة الواحدة تفرق بين الموت والحياة. حذرت من ترك المبيدات الحشرية والمنظفات المنزلية في متناول الاطفال وطالبت الامهات عدم الاستماع للخبرات المنزلية ولوصفات الجيران التي تضر أكثر مما تنفع مؤكدة خطورة تناول الطفل الماء والملح في حالة تناوله مادة كاوية لانه يسبب خللا في انسجة الاملاح بجسمه وقد يؤدي الي وفاته ومن خطورة اجبار الطفل علي تقيؤ المادة الكاوية لانه يدمر الجهاز الهضمي تدميرا مزدوجا ذهابا وايابا مطالبه بنشر ثقافة التوعية من التسمم من خلال وسائل الاعلام... لان سلوكيات كثير من المواطنين تتسم بالاستسهال والاستهتار واحيانا الجهل الذي يدفع الانسان ثمنه غاليا والدولة بالتأكيد من خلال تكلفة العلاج. قالت د.داليا أبوالهنا صيدلانية بالمركز ان تكلفة علاج التسمم باهظة وضربت مثلا بأمبولات المقاومة للتسمم بالفسيخ يبلغ ثمن الامبول الواحد 30 ألف جنيه وقد يحتاج المريض الي ثلاثة امبولات في وقت قد يكون التسمم بالفسيخ قد اصاب المستهلك بشلل جزئي لا يمكن الشفاء منه ولذلك لابد من تناول الفسيخ بحذر وبكميات قليلة ولكن وزارة الصجة تصرفها وتوفرها بالمجان للمرضي.. مشيرة الي أنه لايسمح بصرف أي أدوية للمرضي إلا بمعرفة الطبيب المتواجد وبوجود تحاليل معتمدة من المركز.. وأضافت أنه يوجد تنسيق كامل مع كافة المستشفيات بالمحافظات لاسعاف الحالات الحرجة التي لاتستطيع الوصول الي المركز بالقاهرة. حذرت د.عبير محمد عرفة "استشاري بالمركز" من خطورة شراء أي منتجات مجهولة الهوية وغير معلومة المصدر والمصنوعة تحت بئر السلم ومكسبات الطعم واللون والرائحة لانها تدمر الجهاز العصبي والقلب والكلي والرئة للانسان اي تدمر جميع اجهزته. وقالت آخر المنتجات المغشوشة التي تم اكتشافها بعض انواع البخور مجهولة الهوية ثبت خطرها علي الجهاز التنفسي. وعن حالات الانتحار قالت معظمه بين الشباب الذي أصبح لا يتقبل نقداً أو توجيا أو نصيحة ولا يقبل بشكل ونمط التربية القديمة فيري في الانتحار حلا وتخلصا من معاملة الاباء الحاسمة كذلك هناك حالات بسبب الفشل الدراسي والثانوية العامة.. أو بسبب فشل العلاقات العاطفية أو بعض ربات البيوت تخلصا من العنف الأسري وضرب الازواج وغالبا ما تكون وسيلة الانتحار هي سم الفئران. وعن أغرب الحالات التي استقبلها المركز قالت طفل رضيع عمره عام ونصف العام أصيب بالتسمم لتناوله الحشيش.. بقايا استخدام والده. أوضح محمد محمد فضل "أخصائي علاقات عامة بالمركز" ان المركز عقد بروتوكول تعاون مع البنك الأهلي وشركات البترول لاجراء تحاليل المخدرات والادمان لجميع الموظفين والمقبلين علي التعيين وكذلك الحجاج والمعتمرين. قال ايهاب مرزوق "مشرف أمن" ان العمل يسير بشكل طبيعي في شهر رمضان مثل باقي الأيام والورديات منتظمة.. موضحا أن مشكلتنا كرجال امن بمركز السموم هي التعامل مع أهالي المرضي واصدقائهم حيث ينشأ الكثير من المشاجرات بين اهالي المرضي وبينا بسبب اصرار الأهالي علي الدخول في غير مواعيد الزيارة أو رغبة أهل المريض في اخراجه ابنهم من المركز بالقوة ولكننا نتصدي لهم.