جئنا إلي القاهرة بحثاً عن فرصة عمل بعد أن فشلنا في الحصول علي عمل في محافظاتنا.. نعيش معاناة يومية من أجل لقمة العيش وتلبية احتياجات أسرنا الذين تركناهم في قرانا بمحافظاتنا المختلفة.. رصيف مسجد الخازندار شاهد علي كفاحنا.. هذا ما أكده عمال التراحيل علي مائدة إفطار "المساء". عشرات الرجال.. شباب ومسنون اتخذوا من رصيف الخازندار بشبرا مأوي لهم مع طلعة كل شمس يسارعون إلي مقر عملهم في انتظار تقديم الخدمة لمن يحتاج إليها.. لكل منهم أدوات شاكوش وأجنة وأزميل ملفوفين بعناية داخل شريط من الجلد وفي اليد الأخري كيس بلاستيك يضع فيه ملابس العمل. قالوا لدينا التزامات مادية والأنفاق علي أسر كبيرة العدد في وقت تراجعت فيه مساحة الأرض المزروعة وكثرة العمالة فكان التفكير في القاهرة باعتبارها العاصمة جئنا اليها وبصحبة أقاربنا.. أقمنا في غرف مشتركة توفيرا للنفقات ولسد جوعنا بأي طعام نشتريه.. وننطلق إلي أعمالنا مع مطلع كل شمس كل يوم ننتظر مقاولي الأنفار للعمل معهم أو أي مواطن يجري تعديلات في شقته يأتي إلينا ويستعين بنا لحمل الرتش والمخلفات والتخلص منها. طالبوا بأن ينظر إليهم المسئولون بعين الاهتمام وينتظرون جزءاً من الأراضي ضمن مشروع المليون ونصف فدان يزرعون فيها بأيديهم ويحققون لمصر الاكتفاء الذاتي خاصة من القمح حتي لا نلجأ لاستيراده وفي نفس الوقت نعمل بالزراعة التي هي مهنتنا الأصلية وقتها سنشعر بالاستقرار وراحة البال. * محمد عبدالحميد سليم من أسيوط منفلوط حضرنا إلي القاهرة بعد أن فشلنا في الحصول علي عمل في محافظاتنا حيث بات العمل قليلا في قرانا بعد انحسار مساحة الأرض المزروعة وكثرة العمالة وضيق ذات اليد ولأن لدي التزامات أسرية فأنا أب لسبعة أبناء أكبرهم في المرحلة الاعدادية وأصغرهم مولود عمره 9 أشهر ومن أجل قوت عيالي جئت للقاهرة تاركا أسرتي وأسافر لهم في الإجازات والأعياد حتي أوفر نفقات تذكرة السفر. كل ما أتمناه هو تملك 5 أفدنة ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان بدلا من جلوسنا في الشارع انتظارا لعمل قد يأتي أو لا ووقتها سنزرع قمحا يكفي احتياجاتنا ولا نضطر إلي الاستيراد بل نحقق الاكتفاء الذاتي. أضاف مقر عملنا علي الرصيف نعاني منه شتاء مع الامطار وصيفا مع حرارة الشمس ودرجات الحرارة المتصاعدة التي صبغت جلودنا.. وعند هطول الأمطار نحتمي لساحة المسجد إلي أن تهدأ الامطار ونعاود الجلوس علي الرصيف مرة أخري. محمد أحمد من أسيوط منذ 15 عاما جئت إلي القاهرة بعد أن دلني أحد أقاربي ويشهد رصيف مسجد الخازندار علي كفاحي وأنا وزملائي شركاء الكفاح الصعب فنحن كأقارب نقيم في غرف مشتركة ونتقاسم الايجار والكهرباء والماء كما نتقاسم الكفاح ونبدأ يومنا قبل شروق الشمس كل منا يصطحب ادواته استعدادا للعمل ودعوات أن نعود إلي مقار اقامتنا وقد امتلأت جيوبنا نظير أعمالنا. أضاف نحمل علي اكتافنا مئات الكيلو مترات عند التخلص من مخلفات المباني وكثير منا أصيب بالديسك وآلام العمود الفقري ورغم ذلك لا نعترف ونواصل الكفاح من أجل لقمة العيش الشريفة. قال نشكو ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه فمن يتخيل أن اسرتي تدفع 150 جنيها شهريا نظير استهلاك فاتورة الكهرباء رغم ان كل استخدامنا هو جهاز تليفزيون و5 لمبات. * خير مهدي من ملوي أعمل في هذا المكان منذ 35 عاما للانفاق علي أولادي الأربعة أكبرهم 31 عاما وأصغرهم 17 عاما أعيش بعيدا عنهم في غربة وأنا في بلدي اضطرتني الظروف ففرص العمل في قرانا منعدمة والعائد قليل واحتياجات الأسرة لا تحتمل. أضاف نحن أرزقية إذا اشتغلنا كسبنا وإذا مرضنا انقطع العمل وجفت الفلوس في وقت لا يشملنا التأمين الصحي ولا ينطبق علينا التأمينات والمعاشات لأننا نعمل عمل حر. قال محمود السيد 32 سنة محافظة أسيوط متزوج ولديه ثلاثة أبناء.. نعمل في المعمار منذ سنوات منذ حضورنا إلي القاهرة بعد أن ضاقت علينا الأمور في بلدنا أسيوط. أوضح انه يعمل في المعمار بكل أشكاله مثل التكسير والشيل والتشوين. أوضح انه يسافر إلي بلده كل 40 أو 50 يوما للاطمئنان علي أسرته وأولاده وقضاء 10 أيام راحة من العمل. أضاف محمد عبداللاه 24 سنة سوهاج.. نأمل في العمل بالمشروعات القومية التي يعلن عنها الرئيس السيسي مثل مشروع المليون فدان الذي يوفر ملايين فرص العمل. قال نتحمل العمل في نهار رمضان لنحصل علي 70 أو 80 جنيها في اليوم ونصرف منها علي طعامنا وسكننا لكنها تزيد في أيام بعد رمضان. عادل إبراهيم "عامل باليومية" يقول جئت من الصعيد منذ 30 عاما إلي القاهرة هربا من الفقر والعوز حالما بحياة أفضل وأعول 6 أولاد ولكني اصطدمت بالواقع الأليم. أضاف: استيقظ كل يوم في السادسة صباحا. وأخرج من المنزل حوالي الساعة 7 صباحا متجها إلي مسجد الخازندار حيث تجمع عمال التراحيل الذين يعملون في أعمال البناء والتشيد وأجلس علي الرصيف وأمامي العدة المكونة من "شاكوش وأزميل وأجنة" في انتظار الفرج والرزق عن طريق مرور أي مقاول يمر علينا ليختار عددا منا للعمل سواء كان بناء أو هدم جدار أو حائط أو حمام أو حتي مبني كاملا.. ولكن في رمضان الحال واقف ومفيش شغل. أوضح أحمد بيومي "عامل باليومية" ان الشغلانة صعبة وعايزة مجهود كبير لكن ظروف الحياة أصعب والأسعار في الطالع وإحنا شغالين يوم و10 لأ نجلس في الشارع بدون عمل.. نجيب منين ونكفي بيوتنا ازاي.. اليومية ما بين 80 جنيها في اليوم وبصرف حوالي 10 جنيهات أكل ومواصلات والباقي أصرفه في أيام العطلة وبستلف عليه كمان. اشتكي نادي حسنين "عامل باليومية" من قلة الشغل ووقف الحال وغياب العدالة الاجتماعية ومقاولي الانفار ما بيرحموش ولا حقوق ولا علاج ويوم فيه شغل و10 مفيش.. نفسنا نشتغل كل يوم.. عشان نلاقي قوت أولادنا.. وطالب الحكومة بتوفير معاش ضمان اجتماعي يسانده في الكبر والاهتمام بالطبقة الفقيرة واتخاذ قرارات ترفع العبء عن كاهلهم. أكد مرعي الشرقاوي "عامل باليومية" ان عمال التراحيل فئة مهمشة في المجتمع المصري ونعاني الأمرين كل يوم من أجل تدبير قوت يومنا حتي نستطيع مواصلة الحياة.. وطالب الحكومة بتوفير فرص عمل للشباب وخاصة ان العديد منا مؤهلات عليا ومتوسطة حتي لا ننضم لصفوف البطالة. قال أدهم الشرقاوي "عامل باليومية": نجلس دائما امام مسجد الخازندار حتي نتمكن من قضاء حاجتنا بالمسجد فضلا عن شهرة هذا المكان بوجود عمال التراحيل به وأطلق عليه سوق العمال.. وأطالب المسئولين بالنظر بعين الرحمة لظروفنا الاجتماعية والاقتصادية السيئة خاصة اننا لسنا موظفين بالحكومة بل نعمل بالشارع ولدينا أسر وأطفال لا نراهم بالشهور انتظارا للرزق. طالب هشام حسن "عامل باليومية" بتمليك الفلاحين الأراضي لاستصلاحها وزراعتها بدلا من الانتقال الي القاهرة والعمال في اعمال خدمية لا تستفيد منها الدولة خاصة ان مصر دولة زراعية بالاساس.