علي الرغم من جائزة المليون جنيه" التي أعلنت عنها غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي لأعمال الدراما الرمضانية الخالية من مشاهد التدخين وتناول المخدرات. إلا أن الحلقات الأولي لأغلب الأعمال جاءت صادمة كالعادة ولا تخلو مشاهدها من أبطالها يقومون بالتدخين وتناول الشيشة والخمور وأداء وصلات الرقص وغيرها من المشاهد الموذية لأبصار وأسماع المشاهدين وتصدرت مسلسلات "وعد" و"الكيف" و"أبو البنات" و"الطبال" قائمة الأكثر خروجا عن النص لما شهدته في حلقاتها الأولي من مشاهد التدخين للسجائر والشيشة إضافة لوصلات الرقص الطويلة داخل الملاهي الليلية وصالات الديسكو. بينما ابتعدت أعمال مثل "هي ودافنشي" و"نيللي وشريهان" و"وولد فضة" عن تلك المشاهد حتي كتابة تلك السطور. * الفنانة ليلي طاهر قالت: للأسف بالفعل معظم الأعمال لا تخلو مشاهدها من التدخين والدخان وغيرها من المشاهد المقحمة والتي لا تليق بحرمة الشهر الكريم. حتي في المواسم السابقة كذلك شهدت تواجدا واضحا لتلك النوعية من الأعمال. مضيفة قرار الجائزة محاولة من الدولة للارتقاء بالعمل الفني والبعد عن الاسفاف الرخيص. وأن يعود الفن المصري للريادة لما كانت عليها فضلا عن أن "المليون جنيه" هي مجرد تشجيع المنتج والمؤلف علي أن يقدموا أعمالا هادفة ونظيفة. مشيرة إلي أن المسئولية أصبحت للمنتج. إذن ماذا يريد المنتج وخاصة في هذا الوقت الذي أصبح كل شيء تجارة. والمنتج دائما ما يبحث عن العمل غير المكلف مقابل أن يربح من وراءه الكثير. ولا يهمه الرسالة الفنية التي يخدم من خلالها المجتمع. * توافقها الرأي الفنانة فردوس عبد الحميد وتقول: أصبحنا نشاهد في السنوات الأخيرة أعمالا ضارة جدا بالمجتمع وسيئة في توجهاتها. وهذا القرار يعد خطوة جادة ورائعة من الدولة. مؤكدة علي أن هذا الحافز سوف يدفع الكثير من صناع الدراما في التفكير مرات للفوز بالجائزة وأن يحصل علي تكريم من الدولة بأن مسلسله نظيف. مضيفة: الفن أمن قومي ومن خلاله تستطيع الدولة أن توصل رسالتها لكافة طبقات المجتمع وأن نحميهم من المخدرات والتدمير العقلي. واصفة من يهاجمون هذا القرار بأنهم أناس مغرضون لأن الفن والثقافة أداه من الممكن أن تكون هدامة أو ترفع وترتقي بأخلاقيات وعقول المشاهد. * المخرج محمد النقلي: السياق الدرامي لأحداث المسلسل هو الذي يفرض نفسه ويفرض علي فريق العمل وجود تلك النوعية من المشاهد من عدمه فلا يمكن لاحد أن يقحم هذه المشاهد دون وجود سياق درامي واضح ومكتوب في نص الورق وسيناريو الأحداث منذ البداية. تماما كما في مسلسل "الكيف" الذي أقوم بإخراجه في الموسم الحالي. ومن الطبيعي من مسلسل اسمه "الكيف" ان يتناول قضايا ومشاهد للتدخين والمخدرات وغيرها علي سبيل العلاج وحل القضية التي تؤرق المجتمع ككل. المؤلف والسيناريست مجدي صابر قال: للأسف الشديد وكعادة كل عام تأتي معظم الأعمال لا تخلو من مشاهد التدخين وتناول الخمور والمخدرات بل وتذهب لأكثر من ذلك باقحام وصلات الرقص ومشاهد يتم تصويرها بالكامل داخل الملاهي الليلية وغيرها من المشاهد التي لا تراعي حرمة الشهر أو المشاهد في مشاهدة نظيفة. وفي الحقيقة أري أن قرار وزارة التضامن رائع ويدفع للإشادة به والثناء عليه لكنه للأسف بلا طائل منه أو فائدة خاصة وان الأعمال بالفعل جري تصويرها والانتهاء منها حتي قبل الإعلان عن الجائزة. اضافة إلي أن مليون جنيه لن تشكل اهتماما لدي صناع المسلسلات يتكلف الواحد منها قرابة الثلاثون مليون. وكنت أفضل أن تكون الجائزة معنوية وتقديرية لأن المليون جنيه أولي بها مشروعات الوزارة لدعم المواطنين الذين يحتاجون بالفعل لهذه الأموال. * يتفق معه المنتج محمد زعزع ويقول: قرار جائزة المليون جيد جدا ومشجع والدولة تريد من خلال هذه الجائزة أن تشجع صناع الأعمال الدرامية أن يقدموا أعمال نظيفة. من خلال مسلسلات رمضان التي تحظي بنسبة مشاهدة عالية ويلتف حولها الناس. وأن تصل الرسالة بطريقة أسرع. وأري أنه قرار ناجح للحد من مشاهد المخدرات التي انتشرت في السنوات الأخيرة. خاصة بعد المحاولات الدعاية الكثيرة وكان أخرها حملة "أنا أقوي من المخدرات" للفنان محمد رمضان وغيرها. ولكنه للأسف قرار متأخر. لأن الإعلان عنه جاء بعد انتهاء الكتابة من أغلب الأعمال وبدء التصوير فيها فهل المنتج يهمه الجائزة المليون جنيه. في حين أن عمله يكلف أكثر من 30 مليونا. أم انه يفكر في صحة الإنسان التي هي أهم بكثير من الملايين. مشيرا إلي أنه يجب علي الدولة أن تصدر "تحذير عام" للقائمين علي الميديا "التليفزيون" أن يمنعوا منعا باتا عرض المسلسلات التي تحتوي علي مشاهد المخدرات أو شيشة أو عري وغيرها. ولا يذاع علي الشاشات. وبالتالي يخسر المنتج ويجبر علي أن يقدم أعمالا نظيفة حتي لا يخسر أمواله.