العبارات في بني سويف التي تربط بين شرق النيل وغربه تحولت إلي كارثة حيث أصبحت مصدرا للكثير من الحوادث المفجعة التي يضيع ضحيتها العشرات من المواطنين وعلي فترات متقاربة. 4 معديات متهالكة تخدم المحافظة بالكامل ويعتمد عليها السكان في الانتقال من شرق إلي غرب المحافظة والعكس لتأدية مصالحهم اليومية. أسباب عديدة وراء هذه الكارثة تعود إلي افتقاد المحافظة للكباري العلوية التي تربط شطريها باستثناء كوبري بني سويف العلوي.. بينما كوبري الواسطي الذي يخدم شمال المحافظة مازال تحت الانشاء منذ فترة طويلة والكوبري الثالث كوبري الفشن الذي يخدم جنوب المحافظة أعلن عن انشائه منذ سنوات طويلة ولكنه مازال سرابا. حوادث كثيرة شهدتها المحافظة بسبب هذه الكارثة آخرها سقوط أتوبيس من معدية أشمنت بمركز ناصر ووفاة 20 من مواطني قرية بن حدير بمركز الواسطي. كذلك كانت مدينة الفشن قد تعرضت لحادث سقوط السيارتين النقل 77516 و1832 من أعلي معدية نقل الركاب والعربات التي تربط شرق الفشن من قرية الحيبة إلي مدينة الفشن. يقول محمد حسين مرعي موظف بقرية الحيبة ان الأهالي يعانون من رحلة العذاب اليومية مع المعديات القديمة المتهالكة مما يعرض الطلاب والموظفين للمخاطر يوميا وسمعنا عن أكثر من وعد حكومي بانشاء كوبري يقضي علي هذه المعاناة ويحقق تنمية لأهالي قري الظهير الصحراوي ويخلق مجتمعاً عمرانياً وزراعياً جديداً بصحراء شرق النيل ولم يتحقق هذا الوعد طوال السنوات الخمس الماضية. ويؤكد توفيق أبوزيد من مركز ببا اننا كنا سعداء الحظ بتسيير معدية جديدة بمركزنا تابعة للوحدة المحلية ولكن لم تدوم فرحتنا أكثر من 6 أشهر حتي فوجئنا بتعطل المعدية أكثر من مرة وتوقفها عن العمل حتي اضطررنا للمجازفة باستعمال المراكب الصغيرة في التنقل وكانت سببا بالعديد من حوادث الغرق للمواطنين. ويطالب طارق الوكيل عضو مجلس محلي المحافظة بسرعة الانتهاء من افتتاح كوبري الواسطي علي النيل والذي يعد محوراً هاماً لربط الطريق الصحراوي الغربي بمحافظات البحر الأحمر والقناة واشار ان الكوبري مر علي انشائه أكثر من 8 سنوات عاني فيها الأهالي الكثير من المخاطر للتنقل بين الفيوم والواسطي وقري جنوب حلوان وان افتتاح الكوبري حسب وعود المسئولين قبل نهاية العام الحالي سيساهم بقدر كبير في رفع وتخفيف الأحمال علي كوبري بني سويف الذي توقفت فيه حركة مرور سيارات النقل عليه طوال 45 يوما منذ 5 أشهر وتسببت في تعرض الكثير من مصانع المناطق الصناعية بشرق النيل للخسائر المالية بل طالت إيرادات مشروع المحاجر التابع للمحافظة وانخفضت بمقدر 3 ملايين جنيه من حصيلة نقل الرمال والزلط والرخام من المحاجر التابعة للمحافظة. اضاف لقد طالب أكثر من مستثمر من أصحاب المصانع ورجال الأعمال بسرعة تدخل المحافظ لدي رئيس الوزراء ووزراء النقل والاستثمار والصناعة بسرعة اعتماد انشاء كوبري اضافي بمدينة بني سويف يساهم في تخفيف حركة السير بالكوبري الوحيد علي النيل بالمحافظة كبديل للكوبري الذي انخفضت كفاءته الهندسية وكحل حاسم يقضي علي مشكلات وكوارث المعديات والصنادل التي تعبر النيل وعانت منها المحافظة علي مدي العشر سنوات الأخيرة. ويؤكد محمد سعيد موظف بالزراعة بمركز ناصر ان هذه العوامات تشكل خطرا حقيقيا يهدد أرواحنا في كل لحظة بسبب قيام القائمين عليها بتحميلها أكثر من طاقتها الفعلية وحمولتها القانونية المقررة فهي تحمل علي متنها كل شيء بدءا من البشر ومرورا بالسيارات الملاكي وسيارات النقل الثقيل وانتهاء بالمواشي والدواب بمختلف أنواعها. كما ان العاملين بهذه العوامات يخالفون رسوم أجرة الركوب المقررة ويقومون بتحصيل مبلغ 50 قرشا من كل فرد بدلا من 25 قرشا فقط نظرا لانها الوسيلة النهرية الوحيدة لدينا. اضاف ان مركز ناصر يضم ثلاث عوامات نهرية اثنتان منها تعملان عند حدود قرية اشمنت والثالثة تعمل داخل قرية الشناوية مع العلم ان العوامة الأخيرة حمولتها 30 راكبا وتتخطي حمولتها ما بين 300 إلي 400 راكب ولا يوجد بها طفايات حريق كما ان مخلفاتها من الزيوت تلقي مباشرة في النهر. يؤكد ان مسئولي العوامة لا يلتزمون بتعريفة الركوب فنقل السيارة الملاكي تسعيرتها 125 قرشا بينما يصر أصحاب العوامة علي 4 جنيهات. ويؤكد محمد ابراهيم عويس عضو مجلس محلي محافظة ان هذه العوامات تفتقد لكثير من وسائل الأمان من أطواق النجاة وطفايات حريق وقوارب انقاذ وان المواطنين يصابون بالذعر في حالة حدوث أي اهتزاز من العوامة وطالب بمتابعة وتشديد الرقابة علي العوامات وإجراء صيانة دورية علي العوامات وقال انه لابد من وجود ميكانيكي طوال ساعات العمل اليومية خوفا من حدوث أي أعطال. أما المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف فقد أكد انه يولي موضوع المعديات أهمية خاصة حيث انها الوسيلة الوحيدة في مراكز المحافظة لربط غرب المحافظة بشرق النيل والعكس حيث تنقل السيارات والأهالي ومواد البناء من منطقة شرق النيل حيث المحاجر للرمال والزلط والطوب "البلوك الأبيض" ولذلك لابد ان تكون وسيلة آمنة. اضاف ان محافظة بني سويف يجري في حدودها نهر النيل بطول 80 كيلو مترا ولذلك لا يكفي كوبري وحيد علي النيل في عاصمة المحافظة وعمره ربع قرن من الزمان مع ازدياد الضغوط عليه ولذلك فقد أصبحت الحاجة ملحة لانشاء كوبري جديد علي النيل يخدم جنوب المحافظة وان كان ذلك يستغرق عدة سنوات. مع العلم ان كوبري الواسطي قارب علي الانتهاء منه ومن المنتظر ان يتم افتتاحه وتشغيله نهاية العام الجاري. اكد بيبرس انه تحدث مع اللواء عادل عامر مدير الإدارة العامة للببيئة وشرطة المسطحات المائية لتشكيل لجنة فنية لمراجعة المعديات الموجودة بالمحافظة وبيان مدي صلاحيتها وتوافر شروط التراخيص ومطابقتها للسير في الملاحة النهرية من عدمه حفاظا علي أرواح المواطنين.