ما كان يخشاه مزارعو محافظة سوهاج من تأثير أزمة نقص المياه علي أراضيهم الزراعية في فصل الصيف اصبح واقعاً مريراً يعانون منه. الأمر الذي أثر علي محاصيلهم الزراعية مصدر رزقهم الوحيد. فيما مسئولو الري بالمحافظة يكتفون بالصمت "المرير". لكن تمر الايام والاسابيع. والحال علي ماهو عليه. فالارض عطشانة تشكو ظمأ والمزارعون الفقراء يواجهون تلف محاصيلهم الصيفية بعد ان نقصت المياه في الترع والمصارف. وصار المزارع في حيرة من أمره. يقول رمضان عبدالجابر "مزارع بأخميم" ان مساحات واسعة من الارض الزراعية مهددة بالبوار بسبب نقص المياه وكثيرا من المحاصيل الصيفية اصبحت معرضة للتلف. مشيراً الي ان هناك أزمة حقيقية تواجه المزارعين علي مستوي محافظة سوهاج نتيجة نقص مياه الري. ويضيف محمد ثابت بقرية الديابات مركز أخميم ان هناك حالة من الجفاف بالترع والمصارف بالمحافظة وان المحاصيل الزراعية في فصل الصيف تحتاج الي الري المنتظم ولكن بسبب نقص المياه يتم ري تلك المحاصيل كل شهر. بل نجد معاناة اثناء عملية الري الأمر الذي يعرضنا لخسائز مادية كبيرة. وأكد محمد الظريف رئيس جمعية ابناء نزة لتنمية المجتمع بجهينة ان أكثر من 5 آلاف فدان يتم زراعتها في مركز جهينة معرضة للتلف والبوار بسبب جفاف ترعتي "سبعين وثمانين" بمشروع غرب طهطا. ويعاني مزارعو تلك الأراضي من عدم وصول المياه لري ارضهم الزراعية. بالرغم من تلك الأرض جبلية ورملية تحتاج الي المياه باستمرار ويتم الري بالمناوبة كل اربعة أيام. وهناك قرار بان تلك الأرض مهما نقصت مياه الري لابد من ان تصل اليها المياه لانها ذات طبيعة رملية تحتاج الي المياه بصفة مستمرة. لكن وصل العطش لما يزيد علي 3 اسابيع. حيث لاتوجد مياه بالترعتين جفت فيهما المياه. مشيراً الي ان ارضه المزروعة بالخضار تعرضت للتلف. وقال الظريف انه توجه الي مهندس الري بجهينة يشكو له نقص مياه الري فقال له: "ان حصة سوهاج نقصت 40% من المياه" واضاف الظريف ان معظم المزارعين لجأوا الي المياه الارتوازية. وقال هشام عبدالعال مزارع بجهينة ان ارضه منزرعة بمحصول الفول السوداني. فيما وصف عبدالله إبراهيم مزارع بمركز العسيرات نقص مياه الري بالمحافظة بالكارثة التي حلت علي المزارعين وارضهم ومحاصيلهم الزراعية في ظل تجاهل تام من المسئولين بالري وتقاعسهم عن حل الأزمة التي تهدد المحاصيل بالتلف من المياه خاصة ان محاصيل الصيف الذرة الشامية والفول السوداني والسمسم تحتاج الي المياه باستمرار. وقال خليفة سيد مزارع ان تأثير نقص مياه الري علي الأرض الزراعية فيه خراب لبيوتنا ومصدر رزقنا. فنحن اكل عيشنا ورزقنا الوحيد من ارضنا الزراعية. وأشار جيد محمد علي نائب النقيب العام للفلاحين بسوهاج الي ان هناك نقصاً وجفافاً في ترعة الجرجاوية التي تمد اراضي قري ام دومة والحامض والدلنجات وكثيو من القري بطما وطهطا بالمياه الامر الذي يؤثر علي الزراعات المنزرعة بمحاصيل الصيف "السمسم والذرة الشامية والفول السوداني" تلك المحاصيل تحتاج الي الري كل اسبوع علي الأكثر مشيراً الي ان كثيرا من المزارعين لجأوا مع نقص المياه وجفاف الترع والمصارف الي استخدام المياه الارتوازية لري الأرض لكن الذين لا يجدونها. واضاف السيد عبدالمجيد بالمعاش الي ان عملية التطهير لا تتم بصورة مستمرة بالترع والمصارف بالمحافظة. مما ادي الي انتشار الحشائش والاشجار وورد النيل الأمر الذي يعوق وصول المياه الي الأرض الزراعية في عدد من المناطق بالمحافظة. من جهته اعترف المهندس محمد عبدالقادر ميدر عام الري بسوهاج بأن هناك ازمة ليست علي مستوي محافظة سوهاج بل علي المستوي العام في مصر في نقص مياه الري وان هناك انخفاضاً في المناسيب بسوهاج اثر علي وصول المياه الي الترع والاراضي الزراعية بالاضافة الي ان جميع المزارعين يريدون الري في توقيت واحد. الأمر ادي الي وجود مشكلة نقص المياه. كما ان بعض المراكز مثل البلينا وجوجا ودارالسلام الري الارض بها بنظام الري ب"الراحة" وهناك انخفاض منسوب المياه بسوهاج يرجع الي ترعة نجع حمادي بمحافظة قنا المتحكم الرئيسي في حصة سوهاج من المياه. علاوة علي انه يجب علي سوهاج ان توفر حصة اسيوط من مياه الري. كل تلك العوامل ساعدت علي وجود ازمة في نقص مياه الري بالمحافظة. لكن الأزمة في طريقها للانتهاء خاصة ان هناك جهوداً تبذل من وزارة الري لتوفير مياه الري بجميع انحاء محافظة سوهاج.