تواجه قري ومراكز محافظة سوهاج مشكلة نقص مياه الري التي تهدد بتدهور انتاجية المحاصيل الزراعية ، فمنسوب المياه في تناقص مستمر في الترع والمصارف ومازالت تلك الأزمة تحتل قائمة المشاكل في سوهاج وتحولت إلي كابوس مخيف يعانيه المزارعون بعد أن تحول انخفاض منسوب المياه إلي سيناريو يتكرر كل عام وبصفة منتظمة خاصة ً في موسم الصيف ، وتسبب الغياب الملحوظ لمياة الري في تأخر زراعة محصول الذرة مما يهدد بتدمير المحصول ويجد المزارعون معاناة موسمية في الزراعة بسبب نقص المياه . وبدأ مزارعو سوهاج في رفع درجة الاستعداد لمواجهة موسم زراعة الذرة الشامية والبيضاء وتوفير مياه الري وذلك عن طريق تركيب أكثر من ماكينة ري لسحب المياه , نتيجة التناقص المستمر داخل الترع والمصارف , وأصبحت المشكلة الرئيسية حاليا ً هي جفاف هذه الترع من مياه الري تماما ً وانعدام وصول المياه إلي الأراضي الواقعة بنهايات الترع ويرجع ذلك إلي عدم قيام الكراكات بتطهير بعض الترع مما ادي إلي انسداد المنافذ الخاصة لري الأراضي .
وأوضح مسؤولون بالإرشاد الزراعي أن اختفاء مياه الري من الترع والمصارف أدي إلي زيادة ملوحة التربة في مساحات واسعه من الأراضي الزراعية , وتناقص خصوبتها , الأمر الذي بنعكس بالضرورة علي جودتها الزراعية , وانخفاض جودة محاصيلها , ومن أهم المناطق التي تعاني نقصا ً شديدا ً في مياه الري , مركز أخميم الذي يمثل حوالي 14104 فدانا ً , ومركز دار السلام الذي تبلع مساحة أراضيه الزراعيه حوالي 19532 فدانا ً, ومركز المراغة والذي تبلغ المساحه المنزرعه فيه حوالي 26868 فدانا ً , والبلينا بمساحه منزرعه تبلغ حوالي 23504 فدانا ً, ومركز طما الذي تبلغ مساحة الأراضي الزراعيه فيه حوالي 15344 فدانا ً , وهذه المناطق تمثلي ثلثي محافظة سوهاج .
وقد اعتبر تقرير صادر عن البنك الدولي في 3 / 11 / 2008، أن محافظة سوهاج من أفقر المناطق في مصر، وذكر التقرير أن المحافظة تشهد أعلي معدلات الكثافة السكانية علي مستوي الجمهورية .
وأكد عدد كبير من المزارعين أنه رغم قرار وزير الري بزيادة مياه الري بالمحافظات وتوفيرها بالترع الرئيسية فإنه يبدو أن سوهاج سقطت من حسابات قرار الوزير فمازالت مياه الري تمثل مشكلة كبيرة وأصبحت شبه معدومة بمعظم الترع , كما أن نظام المناوبات غير عادل ولا يكفي ري الأراضي ذات الطبيعة الرملية التي تحتاج إلي كميات كبيرة من المياه في حالة وصولها , وممازاد من المشكلة هو جفاف المياه في معظم الترع الأمر الذي أدي إلي تلف وبوار المحاصيل الزراعية .
وقد تسبب النقص الشديد في مياه الري بمحافظة سوهاج إلي لجوء المزارعين إلي الوقفات الإحتجاجية وقطع الطريق أكثر من 9 مرات خلال 4 شهور , عبر خلالها المحتجون عن مدي استيائهم لتجاهل المسؤلين في المحافظة ووزارة الري لهذه المشكلة التي تهدد الأراضي الزراعيه وتهدد حياة المزارعين بالجوع والسجن نظرا ً لإعتماد كثير من المزارعين علي الزراعة , التي تعتبر المصدر الوحيد لدخولهم , مما تمثله الزراعه في سوهاج من أهمية كبري للمواطنين .
من جانبه أكد المهندس جمال الشيباني وكيل وزارة الري بمحافظة سوهاج , أن مياه الري متوافرة بالترع الفرعية والرئيسية ولكن توجد بعض الشكاوي بالمساقي الخصوصية وتم التنبيه علي المزارعين بتطهير تلك المساقي حتي تصل مياه الري إلي نهاية المسقي موضحا ً أن المناوبه للمياه خمسة أيام " عمّالة " وعشرة أيام " بطّاله" .