* يسأل السيد إبراهيم رجل اعمال بالقاهرة : هل صحيح ان الانبياء أحياء في قبورهم. وكيف نوفق بين حياتهم فيها وقوله تعالي "انك ميت وإنهم ميتون"؟ ** يجيب الشيخ عمرو حسن عفيفي من علماء الاوقاف: معلوم أن كل كائن حي لابد ان يموت. قال تعالي "كل نفس ذائقة الموت" وقال تعالي "كل من عليها فان" وقال تعالي "وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون" ويقول تعالي "إنك ميت وإنهم ميتون" وبعد موت الانسان ستكون هناك حياة له من نوع آخر. فإذا فني الجسد وصار ترابا فالروح باقية. ولها اتصال إلي حد ما بالجسد تختلف درجات هذا الاتصال من شخص لآخر. وقد قال الله سبحانه في الشهداء "ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون". وبخصوص الانبياء روي أبوداود والبيهقي ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من أفضل أيامكم يوم الجمعة. فأكثروا عليّ من الصلاة فيه. وإن صلاتكم تعرض عليّ قالوا: "يا رسول الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت بفتح الراء يعني بليت؟ فقال: "إن الله حرم علي الارض أن تأكل أجساد الانبياء" وروي أبو داود أيضاً حديث "ما من أحد يسلم علي إلا رد لله عليّ روحي حتي أرد عليه السلام" وروي أحمد والنسائي والحاكم وصححه وغيرهم حديث "إن لله ملائكة سياحين في الارض يبلغوني عن أمتي السلام "يقول السيوطي في كتابه "انباء الاذكياء بحياة الانبياء" حياة النبي صلي الله عليه وسلم في قبره وحياة سائر الانبياء معلومة عندنا علما قطعيا. لكثرة الادلة وتواتر الاخبار ومن الاخبار ما رواه مسلم ان النبي صلي الله عليه وسلم ليلة اسري به مر علي موسي وهو قائم يصلي في قبره وصح ان النبي صلي الله عليه وسلم اجتمع بالانبياء ليلة الاسراء في بيت المقدس وفي السماء. جاء في وصف موسي عندما مر به "فإذا هو رجل ضرب جعد كأنه رجل من شنوءة" ومعني ضرب متوسط الحجم أو ضعيف اللحم. ومعني جعد شعره غير سبط وشنوءة قوم من الزط سمر اللون وهذا يؤكد رؤيته البصرية. وجاء في هذا الحديث ايضا "وإذا عيسي ابن مريم قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي. وإذا ابراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم.." فهل رآهما في قريهما كما رأي موسي في قبره. أو رآهم يصلون في المسجد الاقصي حيث جاء في الحديث: فحانت الصلاة فأممتهم. وقال ابن القيم رحمة الله: الانبياء إنما استقرت أرواحهم هناك- يعني في السماء- بعد مفارقة الابدان وروح رسول الله صلي الله عليه وسلم صعدت إلي هناك في حال الحياة ثم عادت يعني في الاسراء والمعراج- وبعد وفاته استقرت في الرفيق الاعلي مع ارواح الانبياء عليهم الصلاة والسلام. ومع هذا فلها اشراف علي البدن. واشراق. وتعلق به. بحيث يرد السلام علي من سلم عليه. وبهذا التعلق رأي موسي قائما يصلي في قبره ورآه في السماء السادسة ومعلوم انه لم يعرج بموسي من قبره ثم رد إليه وإنما ذلك مقام روحه واستقرارها وقبره مقام بدنه واستقرار إلي يوم معاد الارواح إلي أجسادها فرآه يصلي في قبره. ورآه في السماء السادسة. كما انه صلي الله عليه وسلم في أرفع مكان في الرفيق الاعلي مستقرا هناك وبدنه في ضريحة غير مفقود وإذا سلم عليه السلم رد الله عليه روحه حتي يرد عليه السلام. ولم يفارق الملأ الاعلي. فحياة الانبياء بعد موتهم. وخصائصها. وكيفيتها وما يتعلق بذلك: كله أمر غيبي لا يرجع المرء من تكلف التنقير عنه بطائل. فالتسليم أولي. وتفويض العلم إلي الله هو الواجب ابتداء وانتهاء.