إذا كنت تود معرفة الحقيقة الكاملة والمؤلمة للحرائق المتكررة في قلب القاهرة.فلابد ان تبحث عن الاسباب التي نادت إليها وساعدت علي تضاعف حجم الخسائر سواء في الممتلكات او الارواح. بداية الكارثة كانت الشوارع الضيقه التي لا تستطيع دخولها سيارات الاطفاء ولا يوجد بها اي عامل من عوامل الامان والسلامة فضلا عن اشغالات الباعة الجائلين واصحاب المحلات وتحويل الشقق الي ورش واستغلال اسطح العقارات في انشطه غير مسموح بها وسط الكتل السكنية وفي النهاية تقع الكارثة وكله يبكي علي ليلاه وتضيع الحقيقة بين استهتار المواطنين وفوضي المحليات . "المساء" انتقلت الي مناطق بين الحارات بباب البحر والرويعي بالعتبة والمناصرة بشارع محمد علي. ورصدت الاوضاع علي الطبيعة.. حيث وجدنا مخالفات اصحاب المحال التجارية الذين احتلوا نهر الطريق وعرضوا بضائعهم واعاقوا حركة المرور لضيق الشوارع فضلا عن سوء التخطيط والتردي الذي وصلت اليه المنطقة بسبب عدم وجود اي عوامل للآمان والسلامة بتلك المحال .. اما في منطقة الرويعي بالعتبة ورغم الحريق الذي أكل الاخضر واليابس وجدنا الباعة الجائلين مازالوا يفترشون الطرقات والشوارع بجوار الحواجز الحديدية التي وضعتها قوات الدفاع المدني بدلا من اخلاء المكان وكأن المسئولين لا يستوعبون الدرس. الامر الذي يهدد بكارثة جديدة في حالة تجدد الحرائق "لا قدر الله" . الوضع في الرويعي لا يختلف كثيراً عن باقي المناطق فالشوارع ضيقة جداً لا تستطيع سيارات الاطفاء الدخول اليها والعقارات تحولت الي ورش لتصنيع وبيع الاثاث فضلا عن اشغالات اصحاب المعارض علي نهر الطريق التي امتدت عدة امتار تحت مرأي ومسمع من الجميع . المواطنون وأصحاب المحال التجارية القوا بالمسئولية علي المحليات واتهموهم بالرشوة مقابل التغاضي عن تلك المخالفات وارجعوا السبب في حدوث تلك الحرائق الي سيطرة الباعة الجائلين علي الطرقات وطمع اصحاب العقارات وتحويل الشقق السكنية الي ورش وعدم وجود أي عامل من عوامل الامن والامان وعدم تطبيق القانون ..وطالبوا بنقل الباعة الجائلين الي اسواق حضارية وتحرير محاضر ضد اصحاب العقارات المخالفة الذين حولوا منازلهم الي أنشطة تجارية ومحاسبة المسئولين من اصحاب النفوس الضعيفة بالمحليات . صلاح راغب "محامي من اهالي بين الحارات بباب البحر" ازمة العشوائيات اصبحت قنابل موقوتة يجب حلها والتعامل معها بحرفية كبيرة من جانب المسئولين. فسوء التخطيط والفوضي واشغالات المحال التجارية وسيطرة البلطجية عليها أصبح أمراً طبيعياً بها ولكنه ينذر بكارثة اذا لم تتدخل الحكومة لاعادة تخطيط هذه المناطق وإعادة المظهر الحضاري لها . شريف محمد عسل "صاحب محل بكلوت بك" يؤكد : ان فساد المحليات سبب كل البلاوي . فنجد بعض مسئولي المحليات من ضعاف النفوس يتغاضون عن تجاوزات المحال التجارية واصحاب العقارات الذين حولوها من السكن لورش مقابل المال او خدمات ولا احد ينفذ القانون وكل شئ يمر دون عقاب ومن هنا تحدث جميع الكوارث . رمضان محمد "صاحب محل بمنطقة بين الحارات" يقول : ان سرقة التيار الكهربائي تسببت في حريق من قبل بالمنطقة وسيارات المطافي لم تستطع الدخول لموقع الحريق بسبب ضيق الشوارع ولولا قيام الاهالي باطفاء الحريق بالجهود الذاتية لكانت المنطقة دمرت بالكامل بسبب تأخر وصول المطافي. طالب احمد شريف "صاحب محل بمنطقة بين الحارات" المسئولين بتشديد الرقابة علي المناطق التجارية والعشوائية للتأكد من التزام اصحاب المحلات بتطبيق اشتراطات الامان والسلامة والحد من تجاوزات الاشغالات . عثمان محمود "عامل بمحل بالرويعي" يقول : بيوتنا اتخربت وخسائر اصحاب المحلات بالملايين ..النيران أكلت الاخضر واليابس .. نأكل اولادنا منين ؟! محمود مصطفي "صاحب محل ملابس بالعتبة" يقول : سرقة التيار الكهربائي والوصلات العشوائية بالمنطقة والاحمال الزائدة وسيطرة الباعة الجائلين منذ زمن طويل علي المنطقة قد يؤدي الي تكرار الحرائق من جديد والحل في تطهير المنطقة من الباعة الجائلين . محمد إبراهيم واحمد الدسوقي "باعة جائلين بمنطقة الرويعي": حسبنا الله ونعم الوكيل .. المسئولين تركوا كافة المخالفات من اصحاب العقارات والمحال وتصيدوا لنا الاخطاء واتهمونا باعاقة وصول سيارات الاطفاء الي موقع الحريق وغيره. وتناسوا اننا تركنا محافظاتنا ونقف بالساعات يوميا للحصول علي لقمة العيش وتوفير حياة كريمة لاسرنا .