علي بعد 20 كيلو مترا جنوب مدينة نقادة. محافظة قنا. تقع قرية الساحل. التي سقطت تماما من ذاكرة المسئولين. فعلي الرغم من أن القرية يسكنها أكثر من 10 الاف نسمة إلا أنها تعاني من حرمان تام في شتي الخدمات. فلا وحدات صحية ولامركز شباب ولا مدارس للتعليم الاعدادي أو الثانوي. ليس هذا فحسب بل إن الحصول علي كوب ماء نظيف اصبح حلما بعيد المنال لكل سكان القرية التي ربما لم يسمع عنها محافظ قنا ولا رئيس مدينة نقادة من قبل. يقول سراج محمد أحمد حسان. مهندس زراعي. وأحد أبناء القرية. ان قرية الساحل تضم العديد من العزب والنجوع منها عزبة جبر. والغوائم. وعزبة عبدالمطلب. وعزبة طه. والشراروة. وساحل بشلاو. وساحل دراو. وتعتبر هي الواجهة الجنوبيةالشرقية لمحافظة قنا. حيث تلتصق بحدود محافظة الاقصر بامتداد طراد النيل شرقا. وهي تعاني من إهمال المسئولين لها في كافة الخدمات. حيث نعاني من عدم وجود وحدة صحية بها في حين انها تمتلك أكبر كثافة سكانية بين قري الاوسط قمولا. وأقرب وحدة صحية تبعد عنها عدة كيلومترات وهي وحدة الاوسط قمولا التي ينقصها العديد من التجهيزات الطبية. فضلا عن عدم وجود طبيب مقيم بينما يقع المرضي فريسة لتجارب بعد الممرضين الذين نصبوا أنفسهم أطباء في ظل غياب الرقابة التامة من قبل مديرية الصحة بقنا. يضيف منتصر السعيد مدير العلاقات العامة بكلية الفنون الجميلة بالاقصر. وأحد أبناء القرية. قائلا ان أكبر المشكلات التي تواجه القرية هي مشكلة المياه. ويتبين ذلك من كثرة المرشحات في قري الاوسط قمولا في حين اعتمادها علي شبكة واحدة وأغلبها من المواسير الاسبستوس "الاسمنت" الممنوع استخدامها دوليا في مجال مياه الشرب. مما أدي إلي تلوث المياه ووجود رواسب وطحالب ومنجنيز. لذلك أصبحت غير صالحة للاستخدام الآدمي. هذا إلي جانب أن هذه المرشحات متهالكة. في حين يوجد مرشح صغير "موتور" بعزبة طه يخدم منطقة واحدة وهي "ترعة شعت" ويمر علينا وفي أرضنا ولا نستفيد منه في الشرب. لذلك نطالب بضرورة عمل مرشح كبير يخدم قري الاوسط قمولا بأكملها. يقول محمد سعد الدين. إن الظلام يعم القرية بسبب عدم وجود كشافات إنارة في الطرق الرئيسية. ناهيك عن عدم تجديد الاعمدة ومحولات الكهرباء منذ عام 1982 حتي الآن لدرجة ان الاعمدة آيلة للسقوط. أما بالنسبة لاسلاك الكهرباء فإنه تم تجديدها وإحلالها في مناطق معينة ولاتزال باقي المناطق بدون تجديد معرضة حياة الاهالي لمخاطر عدة. وقد حدث خلال الاعوام الماضية ان تسبب سقوطها علي المنازل في دمارها بالكامل إلي جانب إتلاف الحدائق ونفوق رءوس الماشية. يشاركه الرأي حسان محمد الضبع. قائلا إن أسلاك الكهرباء اصبحت تهدد حياتنا. كما ان الاعمدة علي وشك السقوط وهذا بسبب إهمال المسئؤلين لنا وعدم تحركهم لتغيير الواقع المرير الذي نعيشه. حتي اصبحت قريتنا محرومة من الخدمات لدرجة أننا نشعر بعزلة تامة حتي فقدنا احساسنا بتبعيتنا لمحافظة قنا. ولم نعد نعرف لا إسم رئيس المدينة ولا محافظ قنا. لأن المحافظ رغم انه مضي عدة سنوات علي تعيينه في قنا لم يفكر في زيارة القرية مرة واحدة وربما لا يعرف الطريق المؤدي إليها خاصة وان نقادة دائما منكوبة كل ما نعرفه أنهم أقالوا رئيس المدينة وعينوا بديلا له ويأتي هذا ويذهب ذاك دون ان يترك أحدهم بصمة داخل مدينة نقادة أو قراها. كما نعاني داخل القرية من عدم وجود مكتب بريد رغم ان 40% من سكان القرية اصحاب معاشات وكبار في السن. وأقرب مكتب بريد يبعد عنا حوالي 5 كيلو مترات ويسبب ذلك معاناة لكبار السن في الوصول إليه. لذلك نطالب الجهات المحافظ بالتحرك لانشاء مكتب بريد بالقرية. يقول محمد حسان. ان القرية تعاني من مشكلات بالجملة في التعليم. حيث لايوجد بها سوي مدرسة واحدة فقط قاصرة علي المرحلة الابتدائية ومعهد ديني أيضا. أما طلاب المرحلة الاعدادية والثانوية فإنهم يذهبون إلي مدارس القري الاخري والتي تبعد عدة كيلو مترات وكذلك طلاب الدبلومات يذهبون إلي مدينة نقادة التي تبعد عنا أكثر من 15 كيلو مترا في حين اننا نشكو من ندرة وسائل المواصلات بالقرية. لان السيارات ترفض المرور بالطريق المتهالك نتيجة عدم رصفه منذ وقت بعيد. أما محمد عابدين. فقال إن القرية تعاني من عدم وجود مركز شباب يخدم القرية. حتي أصبح الشباب العاطل عن العمل وهم يمثلون شريحة كبيرة لا مأوي لهم سوي ارتياد المقاهي والجلوس علي قارعة الطرقات كما اننا نعاني من تداخل الحدود بيننا وبين قري محافظة الاقصر لعدم وجود مدخل رئيسي للقرية يفصلها عن محافظة الاقصر. وربما هذا ما يجعلنا نتألم أكثر ونحن ننظر لقري الاقصر المجاورة لنا وهي تعيش حياة كلها رفاهية وطرق مرصوفة وأسلاك كهرباء عازلة وكشافات إنارة حديثة بينما نشعر إننا نعيش في القرون الوسطي كلما نظرنا لحالنا وحال قري الاقصر المجاورة لنا.