تعقد نقابة الصحفيين جمعية عمومية طارئة اليوم لمناقشة واقعة اقتحام مقر النقابة للقبض علي عمرو بدر ومحمود السقا الصحفيين وشهدت الساعات الماضية عملية حشد كبير من جانب مجلس النقابة لضمان مشاركة عدد كبير من الأعضاء يأتي هذا فيما استمر اعتصام الصحفيين لليوم الثالث علي التوالي ووقعت مشادات كلامية بين عدد من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين وأعضاء الجمعية العمومية وبين قوات الأمن المتواجدة بشارع عبدالخالق ثروت بعد منع القوات دخول صحفيين ومتضامنين مع المعتصمين. علي جانب آخر تقدم يحيي قلاش نقيب الصحفيين ببلاغ رسمي إلي المستشار نبيل صادق النائب العام ضد اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة لاقتحام قوات الأمن مبني نقابة الصحفيين. عقد مجلس النقابة مؤتمرا صحفيا لإعلان بيان النقابة حول اليوم العالمي لحرية الصحافة والاستعداد لاجتماع أعضاء الجمعية العمومية. شارك في المؤتمر يحيي قلاش نقيب الصحفيين وجمال عبدالرحيم سكرتير عام النقابة وخالد ميري وكارم محمود وخالد البلشي وحنان فكري وأبوالسعود محمد وأسامة داوود ومحمود كامل من أعضاء مجلس النقابة والإعلامي حمدي رزق وخالد داوود وعدد من أعضاء الجمعية العمومية. وجه يحيي قلاش نقيب الصحفيين التحية لأعضاء الجمعية العمومية لدفاعهم عن النقابة مضيفا ان الجمعية العمومية علمت مجلس النقابة درسا عظيما يكمن في أنهم سيخوضون المعركة معا إلي أن ننتصر لكرامتنا وكرامة مصر. أكد قلاش خلال كلمة له في مؤتمر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة انهم تقدموا ببلاغ للنائب العام رسميا ضد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة عن واقعة اقتحام مبني النقابة. قال يحيي قلاش بيان النقابة حول اليوم العالمي لحرية الصحافة جاء فيه: "كنا نود أن نحيي اليوم العالمي لحرية الصحافة ونحن نكمل احتفالنا باليوبيل الماسي للنقابة بخطوات تعزز حرية الصحافة في مصر وتحسن صورتها في مجال الحريات العامة بعد أن صنفت باعتبارها ثاني أكثر دول العالم سجنا للصحفيين". أضافت النقابة أن مصر جاء ترتيبها رقم 159 بين دول العالم في مؤشر حرية الصحافة موضحا أن العقلية الأمنية أصرت علي أن تكمل المشهد بجريمة اقتحام مقر نقابة الصحفيين معقل الحريات وحصن المصريين جميعا. أشارت النقابة إلي أنه في الوقت الذي كنا ننتظر فيه خطوات تنفيذية لإصدار القانون الموحد للصحافة والإعلام وإقرار التعديلات الخاصة بمنع الحبس في قضايا النشر وتنفيذ وعود الإفراج والعفو عن زملائنا اختارت الحكومة أن تهنئنا بعيد حرية الصحافة بمزيد من الانتهاكات وباقتحام غير مسبوق لمقر النقابة والقبض علي زميلين جديدين ليرتفع عدد الصحفيين الموجودين خلف الأسوار لأكثر من 29 زميلا في قضايا متنوعة بعضهم وصلت مدة حبسهم الاحتياطي لما يقرب من ثلاثة أعوام. أشارت النقابة إلي أن اليوم العالمي لحرية الصحافة يحل هذا العام وموقع مصر يتراجع في كل التقارير العالمية حول الحريات الصحفية وبدلا من أن تبدأ الحكومة في تنفيذ خطوات فعلية للخروج من هذا الوضع كانت المفاجأة هي تصعيد الحرب ضد الصحافة والصحفيين ممثلة في نقابتهم وبدلا من أن يكون اليوم فرصة للاحتفال بعيد الحرية أصر البعض داخل السلطة أن يكون يوما جديدا للحداد وأن يضيف إلي أسباب التراجع سببا جديدا ان نقابة الصحفيين المصريين وهي تحيي اليوم العالمي لحرية الصحافة". شدد مجلس النقابة علي أنه لابد أن نضع بين أيدي الرأي العام مجموعة من الحقائق حول أوضاع الحريات الصحفية وهو ما سنوجزه في مجموعة من الوقائع وهي أن قوات الأمن اقتحمت مقر نقابة الصحفيين أول مايو 2016 واعتدت علي حرس المبني واختطفت صحفيين زميلين بدعوي انهما مطلوبان من النيابة العامة وانه علي إثر هذه الجريمة غير المسبوقة في تاريخ النقابة التي احتفلت بحلول عيدها الماسي في 30 مارس الماضي دعا مجلسها إلي اجتماع عاجل لأعضاء الجمعية العمومية ودخلت أعداد من الصحفيين في اعتصام مفتوح بمقرها. نوهت النقابة إلي أن محاصرة قوات الأمن لمقر النقابة ومنع الدخول إليها والدفع بالبلطجية ولأرباب السوابق للاعتداء علي حرم النقابة وترويع أعضائها وسبهم وقذفهم بأحط الألفاظ قد تكررت مؤكدة انها تقدمت قبل أيام من واقعة جريمة الاقتحام ببلاغات إلي النائب العام ضد العدوان عليها وعلي أعضائها بما في ذلك احتجاز نحو 46 صحفيا والاعتداء عليهم وتكسير معداتهم ومصادرتها أثناء ممارستهم أعمالهم في يوم واحد "25 أبريل 2016". أشارت النقابة إلي أن ظاهرة زوار الفجر ومداهمة منازل الصحفيين واعتقالهم والاستيلاء علي أرشيفاتهم وأدوات عملهم عادت مرة أخري موضحة أنها وصلت لها شكاوي تفيد بتعرض الصحفيين المحبوسين لانتهاكات بالغة منها الحرمان من الزيارة والحرمان من العلاج وكذلك منع دخول الأطعمة والملابس الخاصة. تقدمت النقابة بالعديد من البلاغات حول وقائع الانتهاكات لم يتم التحقيق فيها كما لم يتم الاستجابة لطلبات متكررة من النقابة لزيارة الزملاء المحبوسين قائلة: "وفق إحصاء بالأسماء تضمنه التقرير السنوي المقدم من مجلس النقابة إلي الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين في مارس 2016 هناك نحو 27 زميلا ارتفعوا خلال الأيام السابقة إلي 29 رهن الاحتجاز في قضايا متنوعة من بينها قضايا تتعلق بمهنتهم سواء علي ذمة المحاكمة أو محكومين بأحكام غير نهائية أو باتة أو من دون توجيه أي اتهامات إليهم وبين هؤلاء من تجاوز احتجازه الحد الأقصي للحبس الاحتياطي". شددت النقابة علي انه من المؤسف له أن صنفت لجنة حماية الصحفيين الدولية صنفت مصر في الموقع الثاني "بعد الصين" من حيث اعداد الصحفيين المحبوسين مشيرة إلي أن اللجنة قالت انها منذ بدء رصدها في عام 1990 سجل عدد الصحفيين المحبوسين في مصر خلال العام الحالي أعلي رقم بالمطلق. وأشارت النقابة إلي أنه أمام هذه الأوضاع المتردية واقتحام مقر النقابة بقوات من الشرطة قرر مجلس النقابة الدعوة لاجتماع عاجل لأعضاء الجمعية العمومية لتدارس هذا الحدث الجلل واتخاذ ما يناسبه من قرارات للرد عليه بما يحفظ كرامة المهنة ويصون حرمة النقابة. شددت نقابة الصحفيين علي أن تلك الأزمة تستلزم توحد الجمعية العمومية لمواجهة هذا الخطر الداهم داعية جميع الصحفيين للوقوف صفا واحدا حفاظا علي كرامة مهنتهم ومشددة علي انها بيت للصحفيين كافة مهما اختلفت توجهاتهم وتثق في وعي أبناء المهنة وتصديهم للمحاولات الهادفة لشق الصف وفتح ثغرات للعدوان علي النقابة والحط من كرامة الصحفيين. وذكرت نقابة الصحفيين ان النقابة مجلسها الذي انتخبته جموع الصحفيين قد أكدوا انها منفتحة علي كافة الاقتراحات والآراء لمواجهة هذا العدوان غير المسبوق علي الصحافة والصحفيين مشددة علي أن شعار الجماعة الصحفية في هذه المعركة الشريفة هو "نقابة واحدة.. قضية واحدة.. مصير واحد". وردد قلاش خلال المؤتمر هتافات منها "عاشت حرية الصحافة وعاشت كرامة الصحفيين". قال جمال عبدالرحيم سكرتير عام نقابة الصحفيين ان البعض يحاول الوقيعة بين الجماعة الصحفية والشعب ولكن محاولاتهم ستفشل بإرادة الجماعة الصحفية. أضاف عبدالرحيم ان نقابة الصحفيين التي خرجت منها ثورتان عظيمتان ستنتصر علي أي محاولات من الداخلية للوقيعة بين الشعب والجماعة الصحفية. مشيرا إلي أن نقابة الصحفيين لها دور كبير في احتضان كل فئات الشعب موجها الشكر لكل أعضاء الجمعية العمومية الذين تفاعلوا ورفضوا إهانة نقابتهم. أعلن خالد البلشي رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين عن منع قوات الأمن المتواجدة بشارع شامبليون مرور وفد من النقابات المستقلة للوصول لمقر نقابة الصحفيين للتضامن مع الصحفيين.