الخيانة أنواع ودرجات ككل شيء كالكراهية والبذاءة وكل قبيح.. وما يحدث الآن خيانة متنوعة الدرجات والألوان.. هناك خائن عن عمد وهؤلاء من باعوا أنفسهم.. فلا نستطيع القول بأنهم باعوا الوطن فهم لا يملكونه حتي يبيعوه ولا حتي بالنصب كمن باع العتبة الخضراء.. ولكن يبيع الخائن نفسه.. وهناك من يخون لأنه غير واع ولا فاهم.. وهناك من يخون تطوعا نتيجة الغباء ولكنه يرفض الجلوس في مقاعد المتفرجين.. والخائن الذي يبيع نفسه ليس أخطر من الخائن الغبي أو الجاهل فهؤلاء أشد خطرا لأنهم الأكثر.. والأزمات التي تمر بها مصر واحدة وراء الأخري أبطالها الفئة التي تخون نتيجة الجهل والغباء وعدم اعمال العقل.. والذين يمرون بفترة مراهقة سياسية وديمقراطية ووطنية.. فقد استيقظوا من غفلتهم علي ثورة وقرروا أن يقودوا المجتمع ولم يتسلحوا بأي شيء من ذهب يحارب بخلة أسنانه.. فكانت فوضي وعبثا لا يقدره عقولهم التي لا تري في الصورة غير أنه لابد أن يكون.. فتحول لمحلل سياسي واقتصادي وأخيرا عسكري.. وها هم يقودون البلد نحو كارثة جديدة وربما تكون الأخيرة.. فعلي مدار سنوات فشلت كل المحاولات عن طريق من باعوا أنفسهم من خائنين بالدرجة الأولي.. فشلوا لأن الشعب يراهم ويعرفهم فهم قلة وإن كانت الدولة تتعامل مع هؤلاء وعند سقوطهم لا ينهضون.. ولكن الخونة غير المرئيين ولا المعروفين حتي لأنفسهم.. فهم لا يعرفون أن الغباء والجهل أخطر علي الوطن من الخائن البائع لنفسه.. فعدد نموذج الخائن الغبي المتطوع بجهل أكثر بكثير ربما يفوق نصف الشعب.. ولذا وجب التعامل مع هؤلاء في فترة الأزمات الكبري التي تهدد الأوطان بشكل حاسم وربما قاس.. "فالذي يضيع وطن.. والذي سيشرد شعبا". أنا لا أدعو للعنف وإنما أدعو للاستقرار للتفكير لترك الأمور للمتخصصين ووسائل التعبير كثيرة ليس منها وقف حال الساقية التي تروي الأرض حتي وان كانت تدر القليل من الماء.. ياسادتي حذار أن نقع في بئر الخيانة للوطن فقط لأننا نرغب في ممارسة الفتوي السياسية وغيرها من فتاوي لا تبعد كثيرا عن جريمة فتوي ارضاع الكبير وبول الإبل.. الفتوي التي تحطم عقلا تصيب الجاهل وحده.. وفتوي الخائن المتطوع لابس ثوب الثورة تصيب الشعب بأكمله.. فكروا في نسائكم وبناتكم فكروا يا سادة حتي لا نقف ذات غباء نباع علي قارعة الأوطان.. لو ضاع الوطن فمن يشترينا.. فالأوطان لا تباع حتي نشتري غيره. ورغم هذا لا أدعوكم للصمت والخنوع والذل.. ولكن علينا أن نختار متي نتكلم وندرس ما نتكلم عنه ولمن نوجه الخطاب.. وقتها نصبح من الثائرين إذا ثرنا ولا نسقط في بئر الخيانة ويعمدونا بالذل والعار ونعيش عالة علي أوطان الغير.