منذ أيام.. خرج علينا الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي قناة "فوكس نيوز" الاخبارية الأمريكية يعترف بمنتهي الاستهتار بأن الفشل في وجود خطة لما بعد التدخل العسكري لحلف الناتو في ليبيا عام 2011 والإطاحة بالعقيد القذافي هو أكبر خطأ ارتكبه خلال رئاسته لأمريكا. وزعم أوباما ان مهمته الأولي الآن هي هزيمة داعش.. وانه أكثر الرؤساء الأمريكيين الذين قضوا علي عناصر إرهابية خلال السنوات الأخيرة.. !!! هكذا رؤساء أمريكا بوجه عام.. وهل ننسي بوش الابن الذي مارس البلطجة وغزا العراق لتدميره وبعد أن تم له ما أراد قال: "احنا آسفين".. معلومات المخابرات كانت "غلط" وصدام لم يكن يملك أسلحة نووية.. وها هو أوباما بعد أن جعل ليبيا مركزاً استراتيجياً للإرهاب عامة ومقراً بديلاً لداعش يقول: ان عدم وجود خطة هي أكبر أخطائه ولا ينقصه سوي أن يقول هو الآخر: "احنا آسفين".. !!! مع هذا.. وحتي أنشط ذاكرة "الأخ" أوباما.. أضع أمامه حقائق يتغافل عنها عمداًَ وتجعله أسوأ رئيس أمريكي بل أكثر سوءاً من بوش الابن الذي دمر العراق: * أولاً.. أنت يا أخ لم تخطئ في ليبيا فقط بل أخطأت في أربع دول أخري غيرها: أخطأت في العراق عندما زرعت فيها تنظيم داعش لتفتيت أرض الرافدين.. وأخطأت في سوريا التي دعمت الدواعش فيها مالياً وتسليحياً لاسقاطها وتقسيمها كما ترغب إسرائيل.. وأخطأت في تونس.. عندما دعمت الإخوان فيها لإسقاطها وركوب الحكم وأخطأت بل أجرمت مع مصر.. مصر يا أوباما "الجائزة الكبري" لمحوها من فوق الخريطة وتفتيتها إلي "كانتونات".. هل نسيت "النونوة" في فبراير 2011 مطالباً برحيل مبارك "ناو" وليس في سبتمبر؟؟.. هل كانت لديك خطة أيضاً لما بعد مبارك ولما بعد زين العابدين غير ركوب الإخوان للحكم.. ؟؟ * ثانياً.. ولأني مصري أتوقف قليلاً عند مصر لتعريتك وكشف كذبك.. ألم يصرح روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي الأسبق بأن الفريق الأمني الأمريكي خلال أحداث يناير 2011 أوصي بالتعامل مع مبارك بشكل مختلف ونصحوك بالبحث عن حلول أخري تجنب الاطاحة به ولا تؤثر علي استقرار المنطقة لأن مبارك كان حليفاً استراتيجياً مهماً لكنك رفضت وانصعت لرأي 3 فقط من الصف الثاني للفريق الأمني وقلت للكل بمنتهي الغرور وهذا وصف جيتس وليس وصفي أنا أستطيع أن أقوم بعمل كل واحد منكم أفضل مما يقوم به؟؟.. ألم تتسبب الاطاحة بمبارك كما قال جيتس في حالة اغتراب هيمنت علي علاقات واشنطن بباقي الدول العربية في المنطقة التي رأت مدي السهولة التي تتخلي بها أمريكا عن حلفائها مثلما حدث من قبل مع شاه إيران؟؟.. ألم تتحول المنطقة بسبب أغراضك إلي مستنقع إرهابي وبحور دم.. ؟؟ * ثالثاً.. ألم تتفق مع الإخوان في مصر علي بيع العريش ورفح والشيخ زويد بمبلغ 8 مليارات دولار لاقامة الدولة الفلسطينية عليها وقبضوا الثمن فعلاً منك ومن أجل ذلك أصابتك لوثة عندما أطيح بهم ومازلت تعاني منها حتي اليوم.. ؟؟ * رابعاً.. ألم تقل وزيرة خارجيتك السابقة هيلاري كلينتون في مذكراتها ان بلادك اتفقت مع الإخوان في مصر علي إعلان الدولة الإسلامية "داعش" في سيناء يوم 5 يوليو 2013 إلا أن الاطاحة بالخائن مرسي وجماعته قبلها بيومين أربك إدارتك.. ؟؟ يا أخ أوباما.. ليبيا ليست خطأك الوحيد.. كلك أخطاء وللناس أعين.. وللناس أيضاً عقول.. والتاريخ لم ولا ولن يرحمك أبداً.. ملفك سيتم فتحه كاملاًً في يناير القادم.. ولسوف