الرئيس الأمريكي باراك أوباما. الذي تنتهي ولايته مطلع العام القادم. اعترف بخطأ التدخل العسكري في ليبيا.. ومن قبله اعترف نظيره السابق جورج بوش الابن عقب خروجه من البيت الأبيض بخطأ غزو العراق!! كلا الاعترافين جاءا بعد خراب مالطة.. فها هي ليبيا تغوص الآن في وحل الإرهاب الذي أصبح يحدد المصالح الأمريكية والأوروبية بشكل مباشر. مثلما تم تدمير أرض الرافدين وتقسيمها ديموجرافياً علي أساس طائفي.. فماذا استفاد الليبيون والعراقيون من الاعترافين؟!! بوش الابن "الجمهوري" ياما "حزق" وأكد أن صدام حسين يملك أسلحة نووية ودمار شامل. ولابد من الإطاحة به حماية للأمن القومي الأمريكي وإسرائيل.. وجَيَّش الدنيا بأسرها لذلك. وتم له ما أراد عام 2003 بالبلطجة بعيداً عن مجلس الأمن والأمم المتحدة بأسرها. ومن ثم دمر العراق وقسَّمه طائفياً. وسرَّح الجيش القوي. وبالطبع لم يعثر علي ذرَّة نووية واحدة. ولو بالكدب. وها هو هذا البلد العزيز علي قلوبنا ينزف. ويحمد اللَّه علي نعمة البقاء علي قيد الحياة. ولو بثلاث إدارات. هذا البوش المعتوه. بعد أن نفَّذ مؤامرته التي أعلن عنها صراحة عقب أحداث 11 سبتمبر بثلاث كلمات فقط هي: "إنها حرب صليبية". ثم تراجع عن المسمي واستمر في تنفيذه.. اعترف بعد انتهاء ولايته أن أمريكا أخطأت. وأن غزوها للعراق تم بناء علي معلومات مخابراتية خاطئة وغير دقيقة!! ياسلام.. بالبساطة دي.. تُدمرون بلداً وتقتلون وتعذبون شعبه في "بوغريب" وغيره بأقذر الأساليب. وتشنقون رئيسه وقادة نظامه. وتُسقطون جيشه. وتزرعون إرهابيين في كل مكان به بقرار عنتري تآمري.. ثم تقولون: "آسفين.. أخطأن"؟!! وأوباما "الديمقراطي" جاء ليستكمل ما بدأه بوش "الجمهوري". حيث انتهج نفس أسلوب ملالي إيران في تصدير الثورات التخريبية إلي تونس ومصر وليبيا وسوريا في تزامن غريب ومريب.. وأخذ "ينونو" هنا وهناك.. وبالفعل تم إسقاطها جميعاً.. إلا أن تونس لحقت نفسها. ومصر استردت البوصلة سريعاً. ورد الشعب "القلم" الذي تلقاه صفعات مدوية علي قفا العم سام. ودلاديله.. ويقيت سوريا مشتعلة بهدف تقسيمها. وليبيا تغوص في الإرهاب الذي أصبح يهدد مصالح ودول الغرب جميعاً.. وهنا فقط أفاق "القتلة" ليتبرأوا من جريمتهم.. أوباما يلقي اللوم علي فرنسا وإنجلترا. وهيلاري كلينتون والناتو. ويتهم الجميع بأنهم أغرقوا ليبيا في الفوضي.. وباريس ولندن يردان بأنهما كانتا حليفتين وثيقتين لواشنطن في الصح والخطأ. والخير والشر. وكل واحدة منهما تردد سراً وعلناً ما معناه قول الشاعر: "وهل أنا إلا من قبيلة.. إن غوت.. غويت.. وإن ترشد قبيلة أرشد"؟!! وهكذا يا سادة.. تضيع دول الشرق الأوسط إلا مَن رحم ربي.. بين مقامرات ومؤامرات غربية. وغباء إعلام يزيف الحقائق لصالح الغُزاة. وطمع خَوَنة وعملاء في مكاسب حقيرة. ولو مُحيَت دولتهم من فوق الخريطة.. ثم.. ثم اعترافات شكلية أحقر.. لا يمكن أن تعيد الحياة والحياء إلي وجوه أكلتها النار من جذورها. وإلي دول علي وشك التكبير عليها أربعاً. ويقيني أننا سوف نسمع اعترافاً مماثلاً في نهاية مدة حكم مَن سيأتي بعد أوباما عن سوريا. التي أري أنه لم يعد أمامها سوي طريق من اثنين: استمرار حرب التدمير إلي ما لا نهاية.. أو التقسيم الفيدرالي إلي ثلاث دول "كردية وسُنيَّة وعلوية". ألا لعنة اللَّه علي كل ظالم.