أكد خبراء القانون الدولي أن الاتفاق التركي - الأوروبي بشأن النازحين الي أوروبا عبر تركيا مجحف للاجئين وغير انساني ومخالف ويضرب بمواثيق القانون الدولي وخصوصا اتفاقية جنيف لعام 1951 التي تلزم الدول بالتحقق مع احقية اللاجئين في الاقامة المؤقته لحمايتهم وتوفير حياة آمنة لهم عرض الحائط. اضافوا ان الاتفاق يراعي مصالح القارة العجوز وتركيا ويتخذ من بعض العمليات الارهابية التي وقعت أخيرا في بروكسلوباريس مبررا لتضييق الخناق علي اللاجئين وخصوصا السوريين الفارين من جحيم الصراعات المسلحة والموت برصاص التنظيمات الارهابية والتخلص من أعبائهم دون مراعاة حالاتهم الانسانية دون تطبيق للقانون الدولي ومن ثم فهو بمثابة رصاصة الرحمة علي اللاجئين التي تزهق ارواحهم وتعيدهم الي الموت المحقق في بلادهم برصاص الارهاب. يقول سعيد طلعت حرب "خبير دولي بالأمم المتحدة" ان الاتفاق التركي - الاوروبي بشأن اللاجئين يخالف المواثيق الدولية اذا لم يراع مصالح اللاجئين الفارين من جحيم الحروب في بلدانهم حيث جاءت نصوص الاتفاق لحماية مصالح تركيا وأوروبا بالمخالفة للقانون الدولي. اشار حرب الي اتفاق تركيا - اوروبا للحد من تدفق اللاجئين لاوروبا وخصوصا السوريين يضرب بمواثيق حقوق الانسان عرض الحائط ويتعامل بقسوة ووحشية مع معاناة اللاجئين الفارين من الموت في جحيم الحروب والصراعات المسلحة والجماعات الارهابية المسلحة ويضيق الخناق عليهم ويضع في طريقهم اجراءات غليظة تعوق نجاتهم من رصاص التنظيمات المتطرفة. حيث يفرض الاتفاق عقوبات مغلظة علي اللاجئين حالة عدم الالتزام ببنود الاتفاق. وهو اتفاق غير انساني. اضاف حرب ان الاتفاق لايخرج عن كونه جسرا لعبور اسطنبول الي الاتحاد الاوروبي للانضمام له بعد رفض استمر طويلا ومقابل لم يراع زيادة اعداد العالقين في الجزر اليونانية او المنتظرين ترحيلهم عبر الحدود التركية دون معرفة وجهتهم المتجهين اليها اذ فضلت تركيا التعاون مع اوروبا علي حساب ملايين اللاجئين الفارين من جحيم الحروب. محمد يونس استاذ القانون الدولي جامعة حلوان يقول: ان ما حدث جريمة ضد الانسانية رغم ان لكل دوله الحق في حماية حدودها واراضيها من المهاجرين واللاجئين بصورة غير شرعية الا ان البعد الانساني والذي تتفق عليه كل المواثيق والثوابت الدولية لايغفل ضرورة احتواء الفارين من جحيم الحروب والصراعات الدامية والمسلحة ولكن حسب الاتفاق المبرم بين اوروبا وتركيا فانه يسهم بشكل غير مباشر في قتل وتشريد وابادة اللاجئين الفقراء والمعدمين فالذي لم يقتل بالرصاص والمتفجرات والقنابل سيلقي حتفه بفضل هذا الاتفاق الجائر والظالم لكل لاجئ يرغب في ان يجد ملاذا آمنا لحين عودته لوطنه مرة أخري مع توفير كافة الاجراءات واتخاذ كل السبل القانونية والامنية لتأمين الدول التي تستقبلهم حتي لاتكون عرضة لهجمات ارهابية كما حدث في باريس واخيرا في بروكسل. اضاف يونس ان هذا الاتفاق يحتاج الي تعديل واعادة نظر حتي لايصبح رصاصة رحمة في قلوب اللاجئين. يري د. عبدالسند يمامه استاذ ورئيس قسم القانون الدولي جامعة المنوفية ان الاتفاق التركي الاوروبي حول اللاجئين يعد اعتداء صارخا وعدوانيا يرسم ملامح جديدة للتمييز العنصري بين البشر اذ انه يعمل علي تحجيم تدفق اللاجئين ووضع آليات تحد من وجودهم بالجزر اليونانية والاراضي التركية التي اتخذها اللاجئون معبرا للهروب من الموت المحقق وتحديدا في ظل اشتعال الصراع في سوريا فقد نص الاتفاق علي اعادة اللاجئين الذين يصلون من تركيا الي اليونان اعتبارا من 20 مارس للقضاء علي الهجرة غير الشرعية ووضع ضوابط صارمة في ظل تنامي الارهاب باوروبا ولا اري ان نتخذ مبررا بالعمليات الارهابية لذبح اللاجئين واعادتهم الي بلادهم. أكد يمامة ان الاتفاق ينص علي اعادة المهاجرين الذين يعبرون من تركيا الي الجزر اليونانية بدءا من 20 مارس الجاري دون ان يحدد ما اذا كانوا مؤهلين للحصول علي وضع اللاجئ ويستحقون الحماية التي كفلها القانون والمواثيق الدولية وهو ما يعتد مخالفة واعتداء علي اتفاقية جنيف لعام 1951 التي تلزم الدول بالتحقق من احقية اللاجئين في الحصول علي اقامة مؤقته لحمايتهم وتوفير حياة كريمة لهم.. الامر الذي يعني ان الاتفاق التركي الاوروبي قائم علي مصلحة الطرفين فقط وليذهب اللاجئون الي الجحيم. يقول د. احمد عبدالحميد استاذ القانون الدولي بجامعة بنها: عند قراءتك للاتفاقية الصدمة كما اسميها تجد ان هناك لعبا من تحت الطاولة ومصالح واتفاقيات قد ابرمت علي دماء وأرواح المهاجرين واللاجئين والمساكين دون وازع من ضمير أو من انسانية بالعكس فقد تم توقيعها بروح وفكر شرير لايهدف الا حماية وتأمين مصالح تركيا وأوروبا مستغلين الهجمات الارهابية التي ضربت بروكسل ومن قبلها باريس ليقوما بتمرير الاتفاقية القاتلة لاحلام اللاجئين في توفير وضع آمن لهم بعيدا عن أرض الموت والقتل والنازحين منها. يضيف سوف يتسبب هذا الاتفاق في مزيد من المعاناة والقلاقل لاوروبا وسوف يخلق مزيدا من الضحايا والشقاء لملايين اللاجئين. اضاف د. عبدالحميد لقد ضربت مصر أروع الأمثلة كدولة لها ضمير إنساني وتحترم المواثيق والقوانين الدولية حيث ترفع مصر راية الباب المفتوح امام اللاجئين السوريين وغيرهم وتوفر لهم معاملة متساوية لمواطنيها في القطاعات الخدمية والحياتية في الوقت التي تضيق اوروبا وتركيا الخناق عليهم وتسهم مع النظام السوري الذي يتصارع مع المعارضة في نزاعات مصلحة دامية تتسبب في قتل الاف البشر ونزوح ملايين اللاجئين الي أوروبا.