هذه المرأة ذكرها الله في كتابه علي لسان الهدهد: "إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم "23" وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون" فقد كانت ملكة علي سبأ. وهي منطقة في اليمن قريبة من صنعاء. وقد أعطاها الله من كل وسائل التمكين في الأرض. وكان عرشها مزخرفاً بالذهب والجواهر. وكان قصرها عظيماً. وبه 360 طاقة ناحية المشرق. ومثلها ناحية المغرب. وقد تم بناؤه بحيث تدخل الشمس كل يوم من طاقة وتغرب من مقابلتها. فيسجدون لها صباحاً ومساءً. وحينما علم سليمان عنها ما قاله الهدهد. أرسل معه الملأ من قومها. فأسندوا الأمر إليها لثقتهم بها "قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين" فقررت أن ترسل هدية لسليمان لتختبره إن كان ملكاً أو نبياً "وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون" ولكن سليمان رد عليها قائلاً: "أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون "36" ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون". فلما رجعت إليها الرسل بمقولته هذه عرفت أنه نبي وقررت الذهاب إليه هي وممثلون عن قومها ليتبعوه. وسأل سليمان من كان في مجلسه عمن يأتيه بعرشها قبل وصولها "قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين "38" قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين "39" قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم" وأمر سليمان بتغيير ملامح عرشها ليختبر ذكاءها "قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون "41" فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنها هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين" وأراد أن يظهر لها بعض نعم الله عليه. فأمر الشياطين أن تبني له قصراً من زجاج أسفله ماء "قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين".