المفاجأة السارة التي فجرها نجوم الاتحاد السكندري سيد البلد في أول مباراة يقودها الشيخ مختار مختار المدير الفني للفريق بالفوز علي الإسماعيلي بهدف قاتل في عقر دار الدراويش أسعد الملايين من جماهير زعيم الثغر.. وأثبت من جديد أن الدوري مازال فيه الكثير وأنه لا يوجد شيء مضمون لأي فريق.. فالاتحاد تعرض لكبوة شديدة في المباريات العشر الماضية.. وهو ما دفع مجلس إدارته لإقالة مدربه الفرنسي.. وكان الجهاز الفني بقيادة مختار علي موعد مع واحد من أصعب الاختبارات بمواجهة الإسماعيلي أحد أعضاء مثلث القمة للكرة المصرية وفي عقر داره.. ومن الواضح أن اللاعبين كانوا عند الظن بهم ومستوي المسئولية فقد استشعروا خطورة موقف ناديهم العريق.. وفي الوقت نفسه نجح مختار مختار في استنفار طاقاتهم وحماستهم وأن يطمئنهم بأن مشوار الدوري مازال طويلاً وأن الوقت متاح لتعويض ما فاتهم والحفاظ علي مكانة ناديهم في دوري الكبار وأن كرة القدم لا تعرف المستحيل ووضح من أداء لاعبي الاتحاد وروحهم القتالية في الملعب أن الجهاز الفني نجح في بث الثقة في نفوسهم وتأهيلهم نفسياً وذهنياً لاستعادة لغة الانتصارات والنتائج اللائقة.. وأعتقد أن هذا الفوز الغالي للاتحاد علي الدراويش سيكون بمثابة نقطة تحول في مسار الفريق في المرحلة القادمة وحافزاً كبيراً لبذل مزيد من الجهد من أجل استمرار مسيرة الانتصارات وانطلاقاً من هذه المفاجأة السارة لنجوم الاتحاد ومن قبلها فوز حرس الحدود لأول مرة هذا الموسم علي المصري البورسعيدي صاحب المركز الثالث فإنما هي بمثابة رسائل قوية بأن خريطة الصراع علي درع الدوري والمربع من الصعب أن يتوقع أحد كيف ستكون نهايتها.. لأن الأندية التي تسعي لتأمين موقفها بجدول المسابقة وحتي المهددة بشبح الهبوط ومن اقترب من الهبوط بالفعل مثل غزل المحلة وحرس الحدود كلها باتت تتسم بالشراسة والخطورة الشديدة وصولاً للأندية التي تلعب من أجل الشهرة وترك بصمة مثلما فعل غزل المحلة بتعادله مع الأهلي وفوز حرس الحدود علي المصري.. ولعل هذه الأجواء تجعل بطولة الدوري هذا الموسم أكثر إثارة ومتعة وسخونة وتؤكد ارتفاع وقوة المنافسة خاصة بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك بعد أن استقدما المدربين الأجنبيين ماكليش الإسكتلندي لقيادة الزمالك في رحلة الدفاع عن اللقب ومارتن يول لقيادة الأهلي لاستعادة درع الدوري وباقي البطولات بعد أن خسر الفريق الجلد والسقط الموسم الماضي.