كان اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية قد عقد مؤتمرا صحفيا بمقر أمن الدولة أعلن خلاله عن التفاصيل الكاملة لضبط المتورطين في واقعة استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات تلك الجريمة التي هزت وجدان كل المصريين وأدمت القلوب قبل العيون وأثارت حالة من الغضب في نفوس المصريين الشرفاء. تم خلال المؤتمر عرض فيلم تسجيلي تضمن اعترافات المتهمين الذين نفذوا الجريمة حيث قال محمود الأحمدي عبدالرحمن الطالب بكلية اللغات والترجمة وهو من أبوكبير بالشرقية: انه انضم لجماعة الإخوان الإرهابية عام 2012 عن طريق زملائه في جامعة الأزهر التي يدرس فيها وأوضح انه شارك في اعتصام رابعة بعد ثورة 30 يونيه وكان بين الطلاب الذين يلقون الشماريخ علي قوات الشرطة أمام الجامعة وشارك في قطع الطرق ثم توجه إلي بلدته أبوكبير بالشرقية وانضم للجان العمليات النوعية التي نفذت عمليات قطع طرق والاعتداء علي مرافق الدولة وفي مقدمتها الكهرباء. اضاف انه التقي كلا من سيد المنوفي وشمس تنفيذا لتوجيهات يحيي موسي وهذه أسماء حركية لهما وطلب مني المنوفي ان استعد للذهاب إلي قطاع غزة لأتدرب تدريبات عسكرية هناك في معسكرات خاصة بحركة حماس وتوجهت إلي سيناء حيث التقيت مهربين من البدو ساعدوني حتي وصلت إلي غزة والتقيت بعض العناصر من حركة حماس منهم أبوحذيفة وأبوياسر وأبوعمر والأخير ضابط مخابرات في حماس وهو أكثر واحد تعامل معي وأخذت دورة في التعامل مع أسلحة متنوعة وتدربت علي كيفية تصنيع المتفجرات وتفخيخ السيارات. كما تدربت علي حرب العصابات وتخطي الحواجز المشتعلة واستمرت الدورة شهر ونصف الشهر لكني مكثت في غزة حتي تمكنت من العودة لمصر بعد 3 شهور تقريبا وكنت علي اتصال بعد عودتي إلي مصر مع ضابط المخابرات الحمساوي أبوعمر وذلك عن طريق "النت" وتم توصيلي بالإخواني الهارب يحيي موسي الموجود في تركيا واسمه الحركي "خالد" وكان يتم التواصل معه عبر "اللاين". أضاف انه كلف من قبل يحيي موسي بالاستعداد والمجموعة لعملية كبيرة يتم فيها استهداف النائب العام المستشار هشام بركات وتم ربطي بعد ذلك عن طريق "اللاين" مع آخر اسمه أحمد جمال واسمه الحركي "علي" وهو مسئول مجموعة رصد وهو الذي أوصلني بواحد آخر اسمه اسلام ثم تقابلت أنا وأحمد جمال وذهبنا إلي المنطقة التي يقطن بها النائب العام بمصر الجديدة ودرسنا المنطقة وأبلغت يحيي موسي بما حدث وقال لي: ان العملية ستنفذ بسيارة مفخخة. قال الأحمدي: سافرت بعد ذلك إلي بلدتي بالشرقية وتحصلت علي المواد المتفجرة عن طريق إخواني يدعي أسامة وقمت بنقلها إلي شقة في الشيخ زايد داخل حقائب وقام "هشام" وهو الاسم الحركي لأبوقاسم قد اشتري لي برميل كبير قمت بخلط المواد المتفجرة فيه وتقريبا يمتلئ ب80 كيلو جراما ثم أخبرت يحيي موسي بما حدث وقلت له: احنا جاهزين.. وقال لي: التنفيذ سيكون يوم 28 يونيه واحضر لي أبوالقاسم سيارة الاسبرانزا ووضعت العبوة في شنطة السيارة ولكن لم يتم التنفيذ في 28 يونيه لتغيير مسار موكب النائب العام وآخبرنا يحيي موسي وقال التنفيذ غدا وهو اليوم الذي تم فيه التنفيذ فعلا حيث تقابلت مع أبوالقاسم في شارع جانبي وكان مفروض أبوالقاسم هو الذي يصور لحظة التفجير وكنا واقفين علي بعد 25 متراً من السيارة المفخخة وعند وصول موكب النائب العام كان معايا جهاز ريموت قمت بتفجير العبوة به وهو يقوم بتوصيل الدائرة الكهربائية وهو خاص بأجهزة الإنذار ونظرا لكبر حجم التفجير سقطت أنا وأبوالقاسم علي الأرض وبعد دقائق أرسل لي يحيي موسي رسالة علي اللاين قال لي "ايه الأخبار".. قلت له: "تم التنفيذ". اضاف انه تلقي مكالمة بعد تنفيذ العملية بأسبوع عبر اللاين من ضابط المخابرات الحمساوي أبوعمر بارك لي علي نجاح العملية ثم تلقيت مكالمة من يحيي موسي عبر اللاين طلب مني إعداد عبوتين تفجيرتين كبيرتين لاستهداف احدي الشخصيات الهامة في مصر ووضعتهما في سخانين كهربائيين وتم توفيرهما لي عن طريق إبراهيم الشرقاوي واسمه الحركي إسماعيل الشاعر وتسلمتهما من إبراهيم قطب واسمه الحركي أحمد وجهزت بالفعل العبوتين وقمت بوضعهما في سيارتين ولكن انكشف أمرهما. أما أبوالقاسم منصور وهو من أسوان فقال: انضممت للجماعة عام 2007 وشاركت معهم في التظاهرات التي قاموا بها وكافة الأنشطة حتي وصلنا إلي اعتصام رابعة وشاركت في أحداث المنصة والحرس الجمهوري وكنت مسئولا عن الحراك الثوري داخل كلية الدعوة بالأزهر وتنظيم الفاعليات بالحرائق داخل الحرم الجامعي حتي تم تكليفنا بالاضراب بالجامعة لايقاف العمل بالجامعة. اضاف انه تلقي تكليفا من يحيي موسي بالانضمام للعمل معه في العمليات النوعية وأن يشارك في تصنيع المتفجرات سيتولي شراء السيارات التي سيتم تفخيخها للاستخدام في العمليات الإرهابية وكنت اشتريها بأسماء ناس باستخدام بطاقات رقم قومي فقدها أصحابها وكان يرسل لي يحيي موسي الأموال عن طريق واحد من عناصر الإخوان اسمه أحمد ومن بين السيارات التي اشتريتها من سوق السيارات سيارة ماركة اسبرنزا وقال لي يحيي موسي: ان هذه السيارة هي التي سيتم بها تفجير موكب النائب العام. اضاف انه في يوم 28 يونيه توجهت بالسيارة إلي الشقة التي يقيم بها الأحمدي في الشيخ زايد ونزلنا العبوة التفجيرية معا ووضعناها في السيارة الاسبرنزا وقمت بقيادة السيارة وطلبت من الأحمدي أن يأتي بالمواصلات إلي المنطقة التي يقيم فيها المستشار هشام بركات وحينما وصلت إلي المنطقة قمت بوضع السيارة في مكان قريب من محل سكان النائب العام ثم حضر الأحمدي واقترب من السيارة وقام بتفعيل العبوة التفجيرية وأصبحت جاهزة للتفجير عن بعد ثم حضر أحد أفراد مجموعة الرصد وقام بركنها في ملف سيمر منه النائب العام ولم يتم التنفيذ في هذا اليوم لأن الموكب غير خط سيره. أشار إلي انه في يوم 29 يونيه تحرك موكب النائب العام وكان معايا كاميرا فيديو لتصوير لحظة الانفجار تنفيذا لتعليمات يحيي موسي وكان إلي جواري محمود الأحمدي لتفجير العبوة بالريموت وما أن تم تنفيذ العملية هربنا في سيارة حمراء "هاتشباك". قال جمال أحمد محمود واسمه الحركي "علي" من مواليد 1995 انه تلقي تكليفا من يحيي موسي الهارب في تركيا بمراقبة منزل النائب العام ورصد الخدمات والقوات التي تتولي تأمينه سواء في توجهه لعمله أو عند عودته وهي موتوسيكل و3 سيارات وأبلغت بها. قال محمد عدلي سالم من مواليد 89 طالب بكلية اللغات والترجمة: انه انضم للجماعة في 2009 وشاركت في كل الفاعليات الطلابية وحضرت اعتصام رابعة كلها . اضاف تواصلت مع د.يحيي موسي وتواصلت مع مجموعة من الأفراد التابعين للجان النوعية وسافرت إلي السودان ودخلتها عن طريق الحدود الجنوبية بمعاونة بعض المهربين ومكثت فيها 8 شهور في مدينة الخرطوم وتواصلت وأنا هناك مع د.يحيي موسي عن طريق برنامج "اللاين" وبعد 8 شهور طلب مني العودة إلي مصر علشان نستكمل عملية مهمة وبعد العودة إلي مصر اتصل بي يحيي موسي وأعطاني عنوان شقة في مدينة الشيخ زايد ومكثت فيها 15 يوما وتلقيت بعد ذلك اتصالات من الأحمدي وبدأنا نتواصل وكلفت من يحيي موسي بأنني سأكون مسئولا عن عملية كبيرة. بعد حادث النائب العام اتصل بي أبوعمر من حماس وقال لي: المجموعة بتاعتك التي نفذت حادث النائب العام كويسه ولكن محتاجين تدريب وبعض الخبرة وبالفعل توجه البعض إلي غزة وتلقينا تدريبات لمدة 3 شهور وبعد انتهاء الدورة والعودة طلب مني أبوعمر الحمساوي ان أتوجه إلي شمال سيناءواشتغل مع أعضاء الجماعة في منطقة بير العبد بالتنسيق مع عناصر من حركة حماس. قال اللواء مجدي عبدالغفار أثناء المؤتمر الصحفي ان هناك مؤامرة ضخمة جدا من جانب جماعة الإخوان الإرهابية ومن يتعاونون معهم في الخارج والداخل لزعزعة استقرار البلاد وتخريب منشآتها والقضاء علي كافة مقدراتها وأن جهاز الأمن المصري بعون الله نجح خلال الفترة الأخيرة في كشف هذه المخططات والوقوف علي مرتكبيها. اضاف اللواء عبدالغفار انه أعلن خلال آخر لقاء له مع الصحفيين وحينما وجه اليه السؤال عن آخر تطورات الموقف في واقعة استشهاد المستشار هشام بركات قلت: ان هناك معلومات لكنها لم تستكمل وان هذا الأمر كان علي رأس أولويات عمل رجال الأمن منذ فترة طويلة وخاصة جهاز الأمن الوطني وان العمل فيه يتم بأساليب مختلفة وحديثة تستهدف اختراق أدوات التواصل الالكتروني لجمع المعلومات بطرق حديثة لم تستخدم في تاريخ الأمن المصري من قبل . أوضح اللواء عبدالغفار انه قبل هذا العمل الإجرامي بفترة صدرت صور التكليف من الإخواني الهارب في تركيا حاليا د.يحيي السيد إبراهيم موسي وهو المتحدث باسم وزير الصحة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي الدكتور محمد مصطفي حامد ومطلوب في عدة قضايا ويقود مجموعة كبيرة من كوادر التنظيم الذين يتولون أمر إحداث الفوضي في البلاد. قال وزير الداخلية: ان نفس المخطط صدر به تكليف من أحد ضباط المخابرات في حماس بغزة وذلك كواحد من عدة عمليات كان قد تم الاتفاق عليها وكان بدايتها اغتيال النائب العام الشهيد وبدأ استقطاب عناصر الإخوان الإرهابية في مصر للتدريب علي تنفيذ الأعمال التي سيكلفون بها وتعليمهم كيفية تصنيع المتفجرات وكيفية تفخيخ السيارات والتدريب العسكري علي استخدام السلاح والمدافع علي يد عناصر من حركة حماس وتم الإشراف علي عملية نقل العناصر التي سيتم تدريبها في غزة عن طريق مجموعة من البدو متسللين كما تولي هؤلاء المهربون إعادتهم إلي البلاد. اضاف وزير الداخلية ان عمليات رصد النائب العام الشهيد استغرقت أكثر من شهر قبل التنفيذ وكان يتم اطلاع عناصر من حماس علي كل صغيرة وكبيرة وأيضا مع المدعو يحيي موسي في تركيا وبعدها تم تجهيز العبوة التفجيرية وبلغ وزنها 80 كيلو جراما وتم تصنيعها بنفس الطريقة التي علم بها عناصر حماس الشباب المصريين . أشار اللواء عبدالغفار إلي انه تم نقل المواد المتفجرة من الشرقية إلي الشيخ زايد وتم خلطها وتجهيزها في برميل بلاستيك كبير وتم احضار السيارة التي تم تنفيذ العملية بها ونقلها إلي موقع الحادث وتم تنفيذ العمل الخسيس وتصويره وارسال الصورة إلي عناصر من حركة حماس ومنها إلي يحيي موسي بتركيا وكان المخطط يضم مجموعة أخري من العمليات الإرهابية يتم من خلالها اغتيال عدد من الشخصيات بالدولة وعدد من السفراء للدول الأجنبية والعربية في مصر وتم كشف عدد من العمليات التي ارتكبتها تلك العناصر وتم ضبط جميع العناصر التي شاركت في واقعة اغتيال النائب العام وعددهم 14 عنصرا فيما تم إلقاء القبض علي 48 عنصرا شاركوا في عمليات أخري . أشار في رده علي أسئلة الصحفيين ان جماعة الإخوان متورطة في جميع تلك الأعمال الإرهابية الاجرامية وان عناصر من حماس شاركوا فيها بالتخطيط والتدريب وإعداد الكوادر التي تنفذ هذه العمليات القذرة. وأشار إلي أن مصر تتخذ من الإجراءات القانونية ما يلزم لضبط كل من يشارك في هذه العمليات خاصة المتواجدين في خارج البلاد الهاربين أو من يعاونوتهم من جنسيات أخري موضحا انه لم يتبين حتي الآن إذا كانت هناك عناصر مخابرات من دول أجنبية قد شاركت في هذه العمليات من عدمه ولكن الثابت تورط أحد عناصر المخابرات بحماس فيها وأشار إلي أن مصر لم ولن تتخلي عن الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة والحصول علي كامل حقه ولن تؤثر مثل تلك الأعمال التي يرتكبها الحمساوية علي العلاقة المصرية - الفلسطينية. أوضح ان هناك بعض العمليات التي أجهضت وأمرها والمقبوضين عليهم قبل تنفيذها أمام النيابة ولا يمكن الحديث فيها الآن ولكن ما يجب أن يعلمه الجميع ان الأجهزة الأمنية المصرية تستخدم حاليا أحدث الوسائل التكنولوجية لكشف تلك المخططات. وأكد الوزير ان رجال الشرطة لم يذوقوا طعم النوم تسعة شهور حتي تم كشف مرتكبي هذا العمل الجبان. قال وزير الداخلية: انه لا تصالح مع كل من تلطخت يده بالدماء ولا تصالح مع تنظيم الإخوان الإرهابي وهذا أمر محسوم وليس محل جدل أو نقاشا.