تسبب الانقسام العربي.. واختلاف وجهات النظر.. والأنا النفسي في إهدار فرصة نادرة في حصول مرشح عربي لأول مرة علي رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم أغني وأشهر اتحاد رياضي في العالم وذلك عندما تمسك المرشحان العربيان الأمير علي بن الحسين الأردني.. والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة البحريني رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بخوض انتخابات تلك الدورة الانتخابية ومنافسة باقي المرشحين الثلاثة الفرنسي جيروم شامبين والسويسري جيان انفانتينو والجنوب أفريقي طوكيو سيكسوال. كان من المفروض ان تتضافر الجهود وراء مرشح واحد هو الأمير علي بن الحسين الذي سبق وتقدم لخوض الانتخابات السابقة أمام جوزيف بلاتر الرئيس السابق في نهاية مايو الماضي علي نفس المنصب وأجبر بلاتر علي خوض جولة تصويت ثانية لحسم الفائز ثم قرر الانسحاب من السباق لمصلحة العجوز السويسري والذي عاد بعد أيام قليلة وانسحب من المنصب بعد فضائح الفساد والمنظمة العالمية. ليعود ابن الحسين مرة أخري لاستمرار خوض الانتخابات الجديدة معتمداً علي المساندة العالمية السابقة ومتعشماً من وقوف العرب في كل البلاد العربية المنتشرة في قارتي أفريقيا وآسيا مع باقي المساندين له من باقي دول العالم وهو ما كان مفروضاً فعلاً وأملاً أن يكون للعرب رجل علي رأس دولة كرة القدم للمرة الأولي. إلا أنه واجه تمسكاً وتحدياً من زميله العربي الشيخ سلمان إبراهيم بالتمسك والاصرار علي خوض ذات الانتخابات مما أحدث انقساماً عربياً وأفريقياً وآسيوياً حول المساندة العربية الآسيوية وانضمت إليها قارة أفريقيا حتي باتت الصورة مهزوزة ومشوشة بين الاتحادات الكروية في الوسط العالمي استفاد منها المرشح الأوروبي انفانتينو السويسري سكرتير الاتحاد الأوروبي ويحصل علي أعلي الأصوات 115 صوتا بعد جولة الإعادة لتضيع الفرصة العالمية لمرشح العرب ليعتلي المنظمة العالمية. كما أهدر ضياع المنصب علي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بالذات ترسيخ مكانتها العالمية عندما نظمت أفريقيا كأس العالم للعبة في 2010 لأول مرة وكذلك رئاسة الفيفا لأول مرة أيضاً حتي ولو بصفة مؤقتة والذي تولاه الكاميروني عيسي حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي. وكان لأثر هذا الانقسام هي خسارة المرشحين العربيين معاً بل ما هو أكثر منح المرشح السويسري فرصة الفوز بالمنصب عندما حصل علي باقي الأصوات التي منحته المنصب لاعتلاء المنظومة والتي حصل عليها من أصوات الأمير علي خلال الجولة الثانية ليرفع رصيده من 88 صوتاً إلي 115 صوتاً في حين كان المطلوب 104 أصوات. ولا يبق أمام العرب إلا ان يوفي السويسري انفانتينو بالوعود التي قطعها علي نفسه والذي فاز علي أشلاء وخلافات العرب والأفارقة هي ما أعلن عنها أثناء حملته الانتخابية بتخصيص 5 ملايين دولار لكل اتحاد وطني كل 4 سنوات للمساهمة في تطوير اللعبة في مختلف بلدان العالم وكذلك وعده بزيادة الدول المشاركة في بطولة كأس العالم لتصل إلي 40 دولة. خلاف إنهاء كافة الخلافات بين الدول حول تنظيم المونديال العالمي في روسيا 2018 وقطر 2022 بما اكتسبه من خبرة واسعة في العمل بالاتحاد الأوروبي من 2004 في تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي والسلطات الحكومية فضلاً عن مجموعة اللغات التي ينطبق بها مثل الايطالية والانجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية كما أنه قد فطن لما حدث للعجوز بلاتر من الطرد بسبب الفساد الذي أحدثه في المنظمة العالمية وتلقي الرشاوي التي أطاحت به من الحقل الكروي وجر معه واحداً من ألمع نجوم اللعبة بلاتيني الفرنسي مما حرمه هو الآخر من التواجد في مجال اللعبة طوال حياته القادمة. وللتذكرة فإن انفانتينو السويسري هو الشخصية الثانية لتولي رئاسة الفيفا بعد كل من روبرت جورين الفرنسي 1904 إلي 1906 ودانيال يورولي الانجليزي 1906-1918 وجول ريميه الفرنسي 1921 إلي 1954 والبلجيكي رودولف سيلدرايرس 1954-1955 والانجليزي آرثر دوريوري 1955-1961 ومواطنه سير ستانلي راوس 1961-1974 والبرازيلي هواو هافيلانج 1974-1968 والسويسري جوزيف بلاتر من 1998 إلي 2015 وأخيراً جياني انفانتينو من 2016-.2019