تشريد مليون عامل.. والسبب حساب المصانع في استهلاك الغاز بالدولار!! كشف طلب تقدم به بكر أبو غريب عضو مجلس النواب عن دائرة البدرشين إلي العديد من المسئولين عن كارثة ومشكلة كبيرة تهدد بتوقف حوالي 550 مصنعا وتشريد مليون عامل وفني يعملون في المنطقة الصناعية بالجيزة. يقول النائب في الوقت الذي نتحدث فيه عن القضاء علي البطالة وتشجيع الاستثمار في شتي مجالات العمل في البلاد والتسهيل علي أصحاب رءوس الاموال لانشاء المشروعات التي تخدم المواطنين وتصب في النهاية في مصلحة البلاد والتنمية فوجئت بمذكرة من الحاج صلاح أبو بكر رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية الانتاجية لتصنيع مواد البناء بالجيزة والمشهرة برقم 406 لسنة 1985 والتي تمثل اصحاب مصانع الطوب الطفلي بمنطقة عرب أبو ساعد- الصف- محافظة الجيزة تعاني من مشكلة خطيرة تهدد بتوقف اكثر من 350 مصنع طوب طفلي و 100 مصنع رخام وجرانيت و 100 مصنع صناعات أخري يعمل بها اكثر من نصف مليون عامل وفني عمالة مباشرة بالاضافة إلي اكثر من نصف مليون اخري عمالة غير مباشرة. يضيف هذه المنطقة انشئت عام 1985 بقرار محافظ الجيزة في ذلك الوقت لحل اكثر من مشكلة وتجميع جميع مصانع الطوب الطفلي في منطقة صناعية واحدة لتجنيب المدن والقري خطر التلوث البيئي من جراء تلك المصانع وقد امتثل جميع اصحاب المصانع لقرار المحافظ وقاموا بناء مصانعهم في تلك المنطقة "عرب أبو ساعد- الصف" وقاموا بانشاء البنية التحتية للمنطقة بالكامل علي نفقتهم الخاصة من طرق وكهرباء وغاز وخلافه حتي المياه يقومون بشراء "الفناطيس" وعمل الخزانات لتوفير المياه للشرب ولحاجة العمل نظراً لعدم توافر المياه في تلك المنطقة دون ان يحملوا الدولة بأي اعباء او تكاليف. بداية المشكلة قلت إلي هنا الأمر عظيم.. ما هي المشكلة ** المشكلة بدأت عندما عرضت الحكومة علي اصحاب المصانع استخدام الغاز الطبيعي الصديق للبيئة بديلاً عن المازوت الملوث للبيئة.. واكدت ان الغاز الطبيعي به فائض وانها إلي الحكومة مستعدة لتوصيل الغاز لجميع المصانع.. وهنا امتثلت الاغلبية لطلب الحكومة وقام اصحاب المصانع بتوصيل الغاز وقام كل صاحب مصنع بتحمل كامل التكلفة لتوصيل الغاز خارجياً وداخلياً علي نفقته الخاصة التي بلغت حوالي مليون جنيه لكل مصنع.. وبالطبع خرج عن القاعدة عدد من اصحاب المصانع رفضوا الغاز واستمروا في العمل بالمازوت الملوث للبيئة والعجيب ان من التزم ووافق علي طلبات الحكومة وتحمل النفقات أصبح في مأزق اليوم أما غير الملتزم فاصبح هو الفائز والرابح. الغاز بالدولار * كيف؟! ** بدأ ضخ الغاز بهذه المنطقة بديلاً للمازوت الملوث للبيئة اعتباراً من 2003 واكتمل عام 2013 حتي اصبح عدد المصانع التي تعمل بالغاز الطبيعي حوالي 281 مصنعاً وظهرت المشكلة منذ عام 2011 بعد قيام ثورة يناير وتمثلت في خفض ضغط الغاز بصورة لا تتناسب مع قدرة المصانع علي التشغيل.. اما المشكلة الاكبر والأهم فهي زيادة سعر الغاز من 2 دولار إلي 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية وهذه الزيادة مغالي فيها بشكل كبير وتسبب خسائر فادحة لاصحاب المصانع مما اضطر بعضهم إلي غلق مصانعهم وتشريد العمالة والبعض الأخر تعرض لخسائر كبيرة ادت إلي تراكم الديون عليه واصبح معظم اصحاب المصانع مهددين بالحبس وغلق المصانع وتشريد العمالة التي تبلغ حوالي مليون عامل مباشر وغير مباشر مما يودي إلي زيادة البطالة ووجود قنابل موقوتة هي العمال الذين تم تشريدهم.. فلماذا يتم محاسبة اصحاب المصانع بالدولار رغم ان جميع الخدمات التي تستخدم في صناعة الطوب الطفلي محلية.. والطوب منتج محلي لا يتم تصديرة واصحاب المصانع والعمالة مقيدين.. علماً بان اغلبية المصانع علي مستوي الجمهورية التي تعمل بالمازوت الملوث للبيئة تربح جيداً لأنها تتعامل بالسعر الثابت للمازو بالجنية المصرية وتستفيد من الدعم المقدم للمازوت وتثبيت سعره في حين ان المحاسبة بالدولار وليس الجنية تؤدي إلي تحميل المصانع اعباء زائدة نظراً لزيادة سعر الدولار كل فترة ناهيك عن مشكلة تراكم المديونيات علي اصحاب المصانع لشركة الغاز والفوائد التي اضافتها الشركة. الحل * والحل؟!