أصبحت المنطقة الشرقية من ليبيا المحاذية لحدودنا منطقة ملتهبة نظراً لأن الحكومة المنتخبة والمعترف بها دولياً في ليبيا ليس لها سوي سيطرة ضعيفة علي المنطقة الشرقية من برقة ويحارب جيشها الناشئ سييء التسليح والمفتقر للتدريب. الجماعات الجهادية المسلحة في بنغازي ثاني كبري مدن ليبيا في المنطقة الشرقية وغيرها. والمجتمع الدولي يتدخل في ليبيا منذ الإطاحة بالقذافي وحتي الآن وبتدخل من هذا المجتمع وقعت بعض عناصر الجماعات المتصارعة برعاية الأممالمتحدة اتفاقية لتقاسم السلطة لكن جماعات أخري تعارض الاتفاق ولا يزال الصراع مستمرا والسلام يراوغ الجميع. وتشير بعض التقارير إلي أن الميليشيات المسلحة التي تمارس نشاطها في ليبيا يصل عددها إلي 2000 جماعة ينخرط بعضها ضمن تنظيمات أكبر ويصارع بعضها بعضا في مختلف أنحاء البلاد. وأحدث التطورات تمثلت في اتخاذ مقاتلي داعش معقلاً قوياً لهم وسط مدينة سرت الساحلية وتقدموا تجاه حقول البترول في سدرة وراس لانوف كموقع جذاب للحصول علي الموارد المالية. كما يوجد تنظيم درع ليبيا ويضم عدة ميليشيات تعمل في أنحاء البلاد والتنظيم المركزي يؤيد حكومة المؤتمر الوطني العام غير المعترف بها دولياً والتي تنظر له كجزء من قوات وزارتها للدفاع وله فرع ببنغازي اسمه "قوات درع ليبيا رقم 1". وبجانب "فجر ليبيا" تعتمد حكومة المؤتمر الوطني العام علي جماعات أخري تشمل الكتيبة 166 التي شاركت مع فجر ليبيا في قتال قوات داعش حول سرت وبداخلها لكنها انسحبت بعد تغلب داعش عليها. وقد ظهر تنظيم داعش في عام 2015 وقام علي أكتاف الجهاديين في درنة حيث تعهدوا بالولاء له واستولوا علي المقار الحكومية هناك وسيطر التنظيم علي وسط سرت وأعلن سيطرته علي المدن السابق ذكرها في بداية الموضوع وشن هجمات في طرابلسوبنغازي ضد سفارات وفنادق واستهدف مركز تدريب أمنيا في زليطن قرب العاصمة. وهناك جماعة أنصار الشريعة التابعة للقاعدة وتنتشر شرق ليبيا وتحارب قواتها الجيش الوطني التابع للحكومة المعترف بها دولياً في طبرق وللجماعة فروع في درنة وسبراطة. ويوجد مجلس شوري الثوار ببنغازي ويضم تحالفا من جماعات أنصار الشريعة ولواء 17 فبراير واللواء رأف الله السحاتي وللمجلس فرع في أجدابيا ببنغازي وأعلن ولاءه مرتين لداعش ويقاتل الجيش الوطني الليبي. أما مجلس شوري المجاهدين في درنة فيتبع القاعدة وظهر للعلن بعد قيامه بطرد داعش من درنة في .2015 والجماعات المؤيدة للحكومة المعترف بها دولياً تضم الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال حفتر والوحدات المؤيدة له. ويؤيد جيش حفتر القوات الخاصة إضافة للواء الدبابات الحكومي وتمثل القوات الخاصة هدفا لهجمات الميليشيات الإسلامية. وهناك كتائب الزنتان والصواعق والقعقاع المعادية للميليشيات الإسلامية وتؤيد الحكومة المعترف بها دولياً واشتبكت عدة مرات مع فجر ليبيا وهاجمت حكومة المؤتمر الوطني العام فور إعلان الجنرال حفتر بدء "عملية الكرامة" في مايو .2014 ورغم توقيع اتفاق السلام مؤخرا فلا تزال ليبيا ملتهبة وتمثل بؤرة للإرهاب علي حدودنا الغربية وهي حدود طويلة وممتدة من البحر المتوسط شمالا وحتي قرب حدودنا مع السودان جنوباً ولولا يقظة وتنبه قواتنا المسلحة والجهات المعنية لتسلل العديد من هذه الجماعات ومارست إرهابها اللعين علي أرض مصر. ليبيا أصبحت مصدر خطر كبير ويجب أن تظل عيوننا مفتوحة دوماً عليها!!