* يسأل ابراهيم عبدالموجود الملواني صاحب شركة للتسويق العقاري بالإسكندرية: نري بعض الناس يقومون بقراءة القرآن في الشوارع وفي وسائل المواصلات ويستجدون بقراءتهم من الناس فما حكم الشرع فيهم؟ ** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الأزهر: القرآن كتاب هداية وتشريع ومعاملات وأخلاقيات ليكون هداية للناس عموماً وللفرد خصوصاً مع نفسه وللفرد مع الفرد ومع الناس عبادة ومعاملة وأخلاقاً. قال تعالي: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم". وقال تعالي: "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلي النور بإذن الله ويهديهم إلي صراط مستقيم" فهذه هي رسالة القرآن الحقيقية. ولكن من الناس من هم طلاب دنيا فبدلاً من أن يتدبروا ما فيه ويتخذوه هداية جعلوه وسيلة للاستجداء والتعاويذ والتمائم والأحجبة واكتفوا بتلاوته تباهياً وتفاخراً في المآتم وجعلوه وسيلة للتسول والتغني والتطريب والتنغيم وهذا خروج بالقرآن عن رسالته وجلالته ووقاره ويتخذونه وسيلة للكسب العاجل وللتجارة السريعة وهذا كله منهي عنه. وقد نهي فقهاء الإسلام عن قراءة القرآن في بيت تدور فيه الرحي وعللوا ذلك لئلا يعلو صوت غير صوت القرآن عليه لأن الحق يعلو ولا يعلي عليه. فكيف إذا قرئ القرآن في الترام مثلاً أو العربة أو القطار أو الشارع حيث تتكاثر الأصوات والمناداة علي السلع والبضائع وقد نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن التسول والاستجداء فقال لأن يأخذ أحدكم حبله علي غاربه فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه وإذا كان الإنسان قادرا علي العمل فلا يجوز له أن يسأل الناس: فقال صلي الله عليه وسلم: لا تجوز الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي وهو القوي الذي يقدر علي العمل والواجب علي الشرطة أن تلاحق هؤلاء الذين يستجدون بالقرآن حفاظاً علي جلال القرآن وفضله وهيبته. * يسأل شعبان السيد بدرة من أسوان: ما حكم زيارة القبور بالنسبة للرجال والنساء علي السواء؟ ** يجيب: إن زيارة القبور في ذاتها مندوبة للرجال والنساء لقوله صلي الله عليه وسلم: قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد صلي الله عليه وسلم في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكركم بالموت. فقد ورد عن أبي هريرة ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: لعن الله زوارات القبور فهو إما منسوخ لحديث كنت نهيتكم أو محمول ما إذا كانت زيارتهن أي النساء للقبور لتجديد الحزن والبكاء والندب علي ما جرت به عادتهن. وأما إذا كانت زيارة النساء للاعتبار والعظة والترحم من غير فعل أو سلوك يغضب الله أو بغرض التبرك فلا بأس بها وذلك عند أمن الفتنة وأمن الطريق ومصاحبة أحد المحارم أمناً للنساء. وأما المبيت في المقابر في المواسم والأعياد من الرجال والنساء والأطفال والأكل والشرب فهو مكروه كما يكره الجلوس علي القبر ووطؤه أي بالقدم ويكره النوم عند القبر وقضاء الحاجة. والمعهود من السنة الزيارة والدعاء عندها دون طواف لأن الطواف لا يكون إلا للكعبة المشرفة. ولقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يزور قبور المسلمين بالبقيع الفرقد ويقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. أسأل الله لي ولكم العافية. وكان صلوات الله وسلامه عليه يزور شهداء أحد علي رأس كل حول ويقول السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار. والمستحب في زيارة القبور أن يقف مستدبر القبلة مستقبلاً وجه الميت وأن يسلم ولا يمسح القبر ولا يقبله ولا يمسه.