** سيدتي: عمري 19 عاما.. معتمد علي نفسي في جميع حياتي.. ملتزم دينياً والحمد لله من أسرة مكونة من خمسة أفراد.. أبي موظف بسيط وأمي ربة بيت.. وأخي وأختي.. نقيم جميعا في شقة في مدينة صغيرة.. شقتنا تمليك نشبه آلاف الأسر المصرية.. كل هذا رائع ولكن ما يزعجني الحالة العاطفية التي أمر بها. لقد أحببت فتاة وعمري 16 عاما.. كانت تكبرني بعامين أحببتها ولم أفكر في هذا الفارق.. ثلاث سنوات وهي تشغل عقلي وقلبي.. وكان حبي من طرف واحد.. وإن كانت تعلم هي بعذاب قلبي ولكنها لم تحبني.. ثم تمت خطبتها واعتبرت ذلك نصيبي وتمنيت لها السعادة.. فهو الحب الحقيقي.. وباختصار هي أول حب في حياتي.. بعد ذلك أحببت فتاة أخري.. تعرفت عليها عن طريق صديقة لها.. أحببتها أنا أولاً.. فهي جميلة جدا وان كنت كثيرا ما أسال ما قيمة الجمال بدون تدين وأخلاق.. انه لا يساوي شيئا في نظري.. فقد كانت تلك الفتاة تحب زميلا لها في العمل وعرفت أنه يتسلي بها ولن يتقدم لخطبتها ثم عرفت الفتاة بأنني أحبها فتركت هذا الزميل وتحدثت إلي فقلت لها انني سأخطبها فقط عندما انتهي من مساعدة أبي في جهاز شقيقتي. اتقفنا علي أنها ستنتظرني لمدة عام.. لكنني وجدتها بعد ذلك تسير مع زميلها وجارها أكثر من مرة وعندما سألت أصدقائي قالوا انهم مجرد جيران وزملاء.. لكنني تأكدت أنها علاقة الغرام التي لم تنته بينهما فأخبرتها بأنه لن يخطبها ويتسلي بها.. فتركته وعادت لي وتركت العمل الذي يجمعها به.. عملت في مكان آخر وكنت أفضل عدم عملها فهي من النوع الذي لا يلتزم الحشمة في ملابسها وتحب المكياج الصارخ. علم الجميع بحبي لها.. كنت مخلصا النية بالتقدم إلي والدها.. ولذلك طلبت منها أن نخرج معا لكنها رفضت.. وبدأت أحاول معها في أن تلتزم بالحشمة في الملابس وأن تغطي شعرها المكشوف.. فقالت بعد الخطوبة سوف أسمع كلامك.. أزعجني كلامها كثيرا.. وأزعجني أيضا إهمالها لي وبدأت أفكر هل هي تحبني حقا أم تتسلي بي وأنها لم تنس هذا الزميل القديم وعندما سألتها قالت: أمامي وقت حتي أتعود عليك.. ثم قابلت والدها لشرح ظروفي له وطلب يدها.. وبالسؤال عن والدها عرفت أنه انسان سيء السمعة وأفعاله غير مطمئنة.. لكنني قلت انني أريد الفتاة لا والدها ثم طلب مني الوالد مهلة ليرد علي.. في عيد ميلادها.. أهديتها ساعة يد ومجموعة طرح لغطاء الشعر وكتبا تتحدث عن الحجاب والالتزام.. ثم جاءت الصدمة بعد أيام.. أعلنت خطبتها علي شخص آخر حاولت معرفة ما حدث.. ولماذا؟ وهل كان غصبا عنها أم برضاها؟ فقالت إجابة مائعة: لا هذا ولا ذاك أحيانا أحمد الله أن النصيب لم يحدث.. وكثيرا ما أسأل نفسي هل أخطأت لأنني عرفت فتاة مثل هذه؟ وهل كان من الضروري لاحتفظ بها أن أكون من الشباب المستهتر؟ هل أخطأت عندما تحدثت معها عن الحشمة والالتزام.. أرجوك أجيبيني. سيدتي: أسئلة أخري أود طرحها وانتظر أجابتها منك كيف اختار الزوجة الصالحة؟ التي تعينني علي ديني ودنياي دون أن يظل قلبي معلقا بمن لا يهواني؟ ** عزيزي: يا صاحب القلب المعلق ولم يزل عمرك يحبو نحو الأمل أرهقته بالتجارب الفاشلة والحب برئ من هذا الفشل.. لكنها العجلة والتسرع الشديد في كل ما يتعلق بأمور حياتك والتي دفعت بك إلي التخبط الذي تعاني منه الآن.. بداية من حبك لفتاة من طرف واحد وتكبرك بعامين.. وليست هذه هي الأزمة لكنها فتاة تعلم بحبك ولا تبادلك نفس الحب وتمت خطبتها وقلت عن حبها أشياء جميلة.. منها أنه لا ينسي لأنه الحب الأول وفي نفس العام بدأت علاقتك الجديدة ويا ليتها فتاة سلبت عقلك.. بل سعيت للعلاقة بها كمن يفتش عن فص ماسيً في كومة نفايات.. بحثت عن تلك الفتاة وعرفت أن لها علاقة مع زميل لها وعرضت عليها خطبتك بعد أن عرفت بأنه يتسلي بها.. وكأنك المنقذ المخلص لها من الضياع وبعد فترة تركتك وعادت إليه رغم تلويحك لها بالزواج ومن بعدها بقليل عادت ترفض الخروج معك مع أنها تخرج مع غيرك.. تطالبها بالحشمة فترفض.. ثم تعلم سمعة الأب وتقدم علي مشروع الخطبة.. حتي فوجئت بها مخطوبة لآخر.. وتعاني الصدمة تلو الأخري. أنت يا صديقي تبحث عن الصدمات لا أكثر.. فقد أرهقت سنوات عمرك ال 19 عاما.. رغم علمك بأنك تمر بفترة المراهقة عندما أحببت في سن ال 16 عاما.. البارقة الوحيدة للأمل في شخصك في هذا الرسالة هو التزامك الديني.. وشيء آخر التزامك نحو أسرتك وشقيقتك التي تساعد في تجهيزها للزواج.. هذا يدل علي نبل وشهامة رغم تخبطك في أمورك العاطفية أما عن أسئلتك الكثيرة سأرد عليك فيها.. بالطبع أنت لست مخطئا لأنك لم تكن مستهترا مع البنات.. والدين الذي تتمسك به هو الذي سيعصمك.. لكنك أسأت الاختيار فليس من المنطق في شيء أن تحاول زراعة قطن مثلا في أرض رملية صحراوية جافة وهذا ما فعلته بالنسبة لتلك الفتاة المستهترة.. أما بالنسبة لكيف تختار زوجة صالحة فقد حددها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام عندما قال: "تنكح المرأة لأربع مالها وجمالها وحسبها ودينها.. فأظفر بذات الدين تربت يداك" صدق رسول الله فهل تريد كلاما مني بعد هذا الكلام؟ أما عن كيف تجعلها تحبك؟ فهذا بسيط إذا احببتها ستحبك.. إذا اتقيت الله فيها ستحفظك.. الحب يا صديقي شيء من عند الله يضعه في قلب الحبيبين ولا يبحث طرف عن الآخر.. لكنهما يلتقيان قدرا من عند الله.. انتظر قدرك فسوف يرسله الله أما عن التوافق في المؤهلات فهذا أفضل.. حتي لا يحدث ما يعكر صفوكما بعد ذلك.. أو تشعر أنت بأنك أقل منهما ولهذا فالتوافق في السن أو الشهادة أو المستوي الاجتماعي يكون اسلم للطرفين.. فقط تمهل حتي تجد الفتاة المناسبة لك والتي تحفظك في مالك وعرضك إذا غبت عنها.. وتري منها الرضا والحب إذا كنت بجانبها.. فقط تخير لنطفك عندما تختار.. يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "تخيروا لنطفكم فإن العرس دساس" صدق رسول الله.