في جنازة عسكرية مهيبة شيع المصريون أمس فقيد مصر والعالم وعميد الدبلوماسية المصرية د.بطرس بطرس غالي الرئيس الشرفي للمجلس القومي لحقوق الإنسان والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة. تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي الجنازة العسكرية التي أقيمت بمنطقة المراسم العسكرية بالتجمع الخامس.. بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وفضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية وعدد من الوزراء والمحافظين والشخصيات العامة وكبار قادة القوات المسلحة والشرطة ورموز الفكر والسياسة بمصر وممثلين عن عدد من المؤسسات الأممية والدولية.. علي أن يقام العزاء مساء اليوم بالكنيسة البطرسية بالعباسية. قام الرئيس السيسي بتقديم العزاء لأسرة الفقيد الذي انتقل إلي الأمجاد السماوية بعد مسيرة حافلة بالعمل والعطاء علي الصعيدين الإنساني والوطني. ترأس البابا تواضروس الثاني صلاة الجنازة علي جثمان الفقيد بالكنيسة البطرسية بالعباسية وسط حضور رسمي وديني وشعبي. دخل جثمان الفقيد إلي الكنيسة ملفوفاً بعلم مصر وتقدمه أفراد الكشافة الذين حملوا صليباً مصنوعاً من باقات الورد. بدأت صلاة الجنازة بقرع أجراس الكنيسة وإلقاء التراتيل والألحان الحزينة وخصصت الكنيسة الجناح الأيمن لأسرة الفقيد وباقي الكنيسة للوزراء والشخصيات العامة. حضر صلاة الجنازة بالكنيسة البطرسية إيرينا بوكوفا رئيسة اليونيسكو ومندوبة عن بان كي مون وعدد كبير من الوزراء وعلي رأسهم سامح شكري وزير الخارجية ود.هاني قدري دميان وزير المالية وسفراء فرنسا وبريطانيا وسويسرا وإيران بالقاهرة ود.نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية ود.عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين ود.فايزة أبوالنجا مستشار رئيس الجمهورية ود.محمد فايق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ومني مكرم عبيد ود.علي السمان رئيس لجنة الحوار ومستشار الرئيس السادات ود.عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار ود.عماد أبوغازي وزير الثقافة الأسبق ود.زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء الأسبق والمطران منير حنا رئيس الكنيسة الأسقفية بمصر وطارق المهدي محافظ الاسكندرية الأسبق وحسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق وعدد من القيادات الدينية والأساقفة وعلي رأسهم الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة والأنبا أرميا رئيس المركز الثقافي القبطي والأنبا موسي أسقف الشباب الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وجورج إسحق وحافظ أبوسعدة عضوا المجلس القومي لحقوق الإنسان وممدوح عباس رئيس نادي الزمالك السابق ومنير فخري عبدالنور وزير التجارة والصناعة السابق. شهدت الكنيسة البطرسية تشديدات أمنية علي جميع الأبواب وفي محيط الكنيسة الأرثوذكسية بالعباسية وتم وضع الحواجز الحديدية وانتشر جنود الأمن بطول سور الكنيسة والبوابات الإلكترونية للكشف عن المفرقعات تحسباً لأي طارئ. صرح مصدر أمني ل "المساء" بأنه تم اتخاذ كل الإجراءات الأمنية التي تناسب الحدث خاصة ان الفقيد شخصية عالمية.. وذلك لإيجاد حرم آمن وتغطية أعلي العقارات بالفرق البحثية مع منع انتظار السيارات والمركبات في محيط الكنيسة والتنسيق مع الأمن الإداري للكنيسة لفحص كل المترددين والشخصيات العامة.. كما تم تمشيط الموقع من خبراء المفرقعات والحماية المدنية. قال عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق ووزير الخارجية الأسبق لمصر: "كم هو صعب علي ولكنه واجب كواحد من تلامذة وزملاء وأصدقاء الراحل العظيم أن أقف لأنعي د.بطرس بطرس غالي هذه الشخصية المنفردة التي أثرت في العمل السياسي علي المستوي العالمي. أضاف موسي خلال كلمته بصلاة الجنازة أن الراحل رأس الدبلوماسية لسنوات عديدة وكان وزيراً للشئون الخارجية ونائباً لرئيس الوزراء ومارس الصحافة ورأس مراكز البحث والفكر وترك بوزارة الخارجية بصمة لا تُمحي إضافة إلي دوره في الملف الثقافي والتنويري. أوضح أن الراحل كان علي رأس المفوضين المصريين في عملية السلام وكان مفاوضاً لبقاً وكان دائماً محافظاً علي المصلحة المصرية. وكان حريصاً علي فتح الباب لإقامة دولة فلسطينية. أكد أن أفريقيا اقترحت أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة للدفاع عن مصالحها قائلاً: "تعلمت منه الكثير أنا وجيل كبير من الدبلوماسيين المصريين خاصة انه كان واعياً لبعد التنوير الأوروبي والبعد المتوسطي. قال البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية: "نودع هذا الإنسان النبيل د.بطرس بطرس غالي علي رجاء القيامة". أضاف في كلمته خلال صلاة الجنازة كما تقول الأمثال الأفريقية القديمة: "عندما يموت رجل عجوز فإن مكتبة قد احترقت" ونودعه ليس كمصري فقط بل كإنسان عالمي أعماله تحتاج لمجلدات. أوضح أن الراحل نري فيه 3 صفات الأولي رجلاً صانعاً للسلام والثانية معلماً للأجيال والثالثة مخلصاً للوطن. قال: إنه مصري مخلص ويستحق أن يكرم في مماته ورحيله بهذا الحضور الكبير وعلي رأسه الرئيس الذي تقدم الجنازة العسكرية ومعه لفيف من القيادات السياسية والعسكرية بالإضافة إلي الكلمات التي قيلت من ممثل الأممالمتحدة واليونسكو والمنظمة الفرانكوفونية وكل هذا يبين كم كان هذا الرجل يحتل القلوب. وجه منير فخري عبدالنور وزير الصناعة والتجارة الأسبق الشكر باسم عائلة بطرس غالي للرئيس عبدالفتاح السيسي والبابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية. كما أعرب عن شكر العائلة لرئيس الوزراء شريف إسماعيل ود.أحمد الطيب شيخ الأزهر علي مشاركتهما في صلاة الجنازة العسكرية.