هل سألت نفسك ماذا تريد لمصر ومن مصر ولشعبها العظيم؟! هل أنت من المعتصمين في التحرير أم ضد كل ما من شأنه تعطيل حركة الحياة وتصعيب الأمور علي الناس؟! ما هي الصورة والحالة التي تريد أن تكون عليها مصر في الحاضر والمستقبل؟! ما هي إمكانياتك في المشاركة في تلك الحالة أو الصورة. وما هي حدود طموحاتك وإسهاماتك في صياغة النظام الجديد؟! إن كنت من المعتصمين في التحرير فهذا حق كفله لك القانون والدستور. وليس لأحد ان يسلبك هذا الحق. لكن أين حق الآخرين الذين يئنون من وطأة الحاجة ويناشدون كل معتصم ان كفانا ذلك فالمتضررون أكثر من 15 ألف عامل. بخلاف أصحاب المحلات وهم أيضاً بالآلاف!! ان كنت تطلب حقاً فأين حق الآخرين؟. ليس من حقك الإضرار بمصالح الآخرين. أي أنت حر ما لم تضر!! ليس من مصلحتك ترسيخ ثقافة الضغط علي الحكومة والمسئولين فإن ذلك الذي يلبي مطالبك الآن. لا يلبي مطالبك وطموحاتك في بناء نظام ديمقراطي نريد ان نستظل به جميعاً. ففي مراحل بناء الديمقراطية والأنظمة الجديدة لابد ان نراعي فيها كل لبنة وكل سلوك ولا نستهين أبداً بإدخال سلوكيات قد تكون بعيدة تماماً عن الديمقراطية ولا تساعد أبداً في ترسيخ مباديء الديمقراطية. الحكمة تقتضي من المرء ألا يبتدع أمراً ويروج له ثم يعاني منه مستقبلاً فإذا رسخنا لمبدأ الضغط من التحرير فربما نكون أول من يعاني منه بعد ذلك!! لا نريد ان نناقض أنفسنا فإذا شئنا ان ننعم بالأمن والاستقرار والحرية فلابد ان نساهم بجدية في ذلك ولنطوي صفحة الماضي بكل ما فيه فالتفتيش في الماضي وتقليبه لم يدفعنا للأمام بل ربما يجرنا للخلف!!