اليوم تحتفل الكرة المصرية بعيدها ال"111" في سهرة كروية تحفل بكل مظاهر المتعة والتشويق والإثارة لفنون الساحرة المستديرة عندما تبدأ أحداث اللقاء المرتقب بين قطبي الكرة الأهلي والزمالك وهو اللقاء الذي أصبح مع مرور الزمن عيداً للعبة واحتفالية يسعد بها جماهير الناديين العملاقين في قمة يترقبها وينتظرها بلهفة وشغف الملايين من عشاقها تسجل أحداثها ومفارقاتها وأهدافها ونتائجها في عقولهم وقلوبهم يتندرون بها ويتذكرونها في مجالسهم وسهراتهم بعد أن أصبحت جزءاً لا يتجزأ من طقوس اللعبة في مصر المحروسة ورغم الأجواء الساخنة والتصريحات النارية التي تواكبها دائماً أو تحيط بها إلا أنها تبقي عيداً للكرة المصرية وجماهيرها بكل ما تحمله الكلمة من معان بل نراها دائما بما تضمنه من حشد هائل لأفضل نجوم اللعبة في صفوف الفريقين أصبحت تعد فرصة تاريخية لهؤلاء النجوم للتعبير عن أنفسهم وإمكاناتهم والانطلاق منها لمزيد من المجد والشهرة والنجومية وحفر أسمائهم في ذاكرة الجماهير واللعبة.. ولهذا فإنها في المقابل كثيراً ما تكون قاتلة ومقبرة لمن يخطئ من اللاعبين والمدربين ويتسبب في خسارة فريقه بشكل مباشر مثلما هي تمثل ميلاداً لنجوميتهم لمن يجيد ويتألق فيها ويبدع وإذا كنا نتكلم عن الإبداع فلابد أن نتفق أن قمة الليلة مليئة باللاعبين ممن لديهم القدرة علي الإبداع والابتكار في الملعب منهم علي سبيل المثال في الزمالك شيكابالا ومصطفي فتحي وأيمن حفني وكهربا وعمر جابر وفي الأهلي حسام غالي وعبدالله السعيد وصالح جمعة وأنطوي والقاطرة ماليك إيفونا فهؤلاء النجوم يمثلون القوة الضاربة في القطبين والأوراق الرابحة التي يعلن عنها الجهاز الفني بالقطبين زيزو وميدو آمالاً كبيرة في حسم القمة لصالح أي منهما.. لما يمتلكه هؤلاء النجوم من قدرة عالية علي صنع الفارق وإيجاد الحلول للمواقف الصعبة وجعل أنصاف الفرص أهدافاً وأري هنا أن تحقيق هذا الهدف يتوقف علي مدي حالة التوفيق التي ستصاحب أداء الفريقين والحالة المزاجية التي سيكون عليها هؤلاء النجوم عندما تنطلق أحداث القمة "111" هذا أولاً وثانياً مدي قدرة ونجاح دفاع أي من الفريقين في تعطيل وإيقاف خطورة هؤلاء النجوم.. وهنا نجد أن تاريخ القمة لا يعترف بمستوي وعروض القطبين قبل القمة لأنها تخضع دائماً لمعايير ومقاييس خاصة بها.. كونها تمثل بطولة خاصة للاعبي وجماهير الناديين.. وبالتالي فالتوقعات فيها مرفوضة وغير مقنعة علي الاطلاق فليس شرطاً أن يفوز الفريق الأكثر جاهزية فنياً وبدنياً وتكتيكياً قبل القمة فإذا كان البعض يري أن الأهلي وصل لفورمة عالية في المباريات الأخيرة وجاء عرضه القوي أمام إنبي والفوز عليه بهدفين نظيفين خير شاهد علي هذا الواقع الحالي بينما الزمالك خسر في آخر مبارياته أمام الإسماعيلي بعد أن قدم عرضاً لا يليق ببطل الدوري وخسر بهدف نظيف ولكن رغم هذا الواقع فإن الزمالك يمتلك كل المقومات التي تؤهله للفوز خاصة أن تلك القمة تمثل خطوة مهمة في استعادة توازنه وتضييق فارق النقاط ليصبح نقطة واحدة بينما نجد الأهلي يسعي لاستغلال صحوته لتوسيع فارق النقاط مع الزمالك حامل اللقب ليصبح 7 نقاط يؤكد بها انفراده بقمة الدوري وعزمه علي استرداد لقب البطولة.. وهذا يعني أن القمة "111" ستقام تحت شعار اللعب الهجومي المفتوح لأن الفوز هو حلم نجوم القطبين وهذا ما يزيدها سخونة وحرارة في هذا الطقس البارد جداً ويجعلنا نتوقع عيداً حافلاً بكل فنون اللعبة من متعبة وإثارة وتشويق ولكن يبقي الفوز حليف الفريق الأكثر هدوءاً وتركيزاً وتوفيقاً في استغلال الفرص المتاحة في القمة "111" والتي تحمل عنوان قمة الروح الرياضية.. كما أطلق عليها مسئولو الناديين لتخرج بصورة حضارية تليق بسمعة وعراقة وريادة الكرة المصرية.