شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب العديد من الندوات الدينية التي تناولت مختلف القضايا التي تهم المجتمع كذلك شارك بعض الكتاب بمجموعة متنوعة من الكتب الدينية التي شهدت إقبالا متزايدا خاصة تلك التي تفند زيف ادعاءات المتطرفين وترد علي ما يسوقونه من حجج لتبرير انتهاكاتهم التي تتنافي مع مبادئ الدين الحنيف ساعد في ذلك تحسن الجو وإجازة نصف العام اللذين شجعا رواد المعرض علي الإقبال علي الحضور بكثافة. حول قضايا "البرلمان وازدراء الأديان والأحزاب والأئمة ودور المرأة والتعليم" تم عقد لقاء فكري مع د. آمنة نصير عضو البرلمان وأستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر التي ألقت الضوء من خلاله علي بدايتها وإصرارها علي إكمال رحلتها التعليمية رغم رفض المجتمع الصعيدي لذلك حيث إنها من قرية موشا بمحافظة أسيوط وكيف أنها طالبت أقاربها للتدخل من أجل السماح لها بإكمال تعليمها حتي وصلت لعميدة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ثم أكدت أن الإسلام لم يتزعزع رغم محاربته من عدة جهات وذلك لقوته وجوده ورجاله مشيرة إلي أن النفس البشرية تعاني من الانشطار أو التناقض ففي داخل كل منا نفس سوية وأخري فاجرة وهنا تكمن أهمية الوسطية التي تبعد النفس عن هذا الفجور ومنه الإرهاب الذي تنفيه تماما عن ابن تيمية مؤكدة أن كثرة الفتاوي بدون فكر التي ابتلينا بها في عصرنا الحديث وكثرة التطاول دون رحمة وكثرة الأقاويل دون علم جعلتنا لا نعرف كثيرا من ظروف فتاوي بن تيمية. فقد وجد ابن في زمن الحروب الصليبية التي كانت تريد أن تقضي علي الإسلام. وكانت فرنسا تعاني من فقر شديد وجمعوا الآلاف تحت شعار الصليب وخاضوا حروبا كثيرة وكانت نصوص وفتاوي ابن تيمية ثمار الحروب الصليبية وهي لا تصلح الآن لاختلاف الزمان والمكان والأسباب. وحول الحكم علي فاطمة ناعوت قالت نصير: لم نجد تحديدا دقيقا لتهمة ازدراء الأديان ويصعب تحديده وتطبيقه ولكنه مصطلح من المتربصين. فلابد أن نخرج من الإطار وعلينا أن نقدم فكرا رشيدا ومعرفة اللغة معرفة جيدة. ولا أرغب أن يكون مصطلح ازدراء الأديان موجودا ولكنني أطالب كل صاحب فكر وقلم أن يتكلم بأصول علمية منعا للغرق. ومثل هذه القضايا قديمة. إذا رسخت عقيدة الإيمان بطريقة صحيحة لا يؤثر فينا شيء مؤكدة أن أول القضايا التي ستناقشها في البرلمان ستكون إزالة مصطلح ازدراء الأديان. فالله عز وجل قال للرسول "لست عليهم بمسيطر". ولا يجب أن أطارد إيمان إنسان أو نطلق عليه مصطلحا فلنترك الناس يخطئون ويتعلمون ولكن صاحب الفكر عليه أن يراعي آليات العلوم. وعن سؤال: هل الفقه الإسلامي أصبح ذكوريا. قالت هذا الكلام سليم تماما فالعصور السابقة كانت الغلبة فيها للرجال مع أنه في العصر النبوي برزت العديد من النساء .. أما عن تجديد الخطاب الديني قالت "نصير" الفترة التي نمر بها تحمل أمورا شائكة وبحكم أنني أنتمي للأزهر كنت أتمني أن يكون هناك تغيير ويكون دور للأزهر أفضل من هذا .. أما حول الفتاوي المنتشرة في هذا العصر. قالت إن أي اجتهاد بشري في أي مجال من مجالات المعرفة قابل للتغير ولا يوجد أحد مقدس. تجديد الخطاب الديني عقدت كذلك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان "تجديد الخطاب الديني" قدمها د. محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية وكل من محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء. والمفكر حسن حنفي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة. وسط حضور مكثف من زوار المعرض. في البداية قدم د. الجندي سؤالا "هل نحن بحاجة لتجديد الفكر أم تجديد الخطاب" مؤكدًا أننا نحتاج إلي تجديد كلا الاثنين مشددا علي أهمية التجديد في التراث الإسلامي ودور الأزهر في ذلك. من جانبه أكد د. زقزوق علي أهمية تجديد الفكر الديني أولا مشيرا إلي أن الخطاب الديني لابد أن يسبقه الفكر الديني ولابد أن نتحدث عن "التجديد" بصفة عامة لأنه سنة الحياة. فكل شئ يتغير موضحا أن من يقفون ضد تجديد التراث والخطاب الديني يعتقدون بأن هذا التجديد سوف يقضي علي ثوابت الإسلام رغم أن الفكر الديني جزء لا يتجزأ من الفكر الإنساني. والفكر الإنساني بطبعه متجدد. لذلك الفكر الديني أيضا لابد أن يكون متجددا ويحتاج في ذلك إلي العمل بمفهومين مفهوم العقل الإنساني ومفهوم الاجتهاد مؤكدًا أنه لا يوجد تناقض بين التجديد وبين طبيعة الإسلام. مستدلا بقوله تعالي "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" وأن حال الفكر الديني لن ينصلح إلا بتصحيح التعليم الديني والمدني في مصر. وتعليم النشء التفكير النقدي.. من جانبه قال د. حسن حنفي عند رده علي سؤال "هل يجوز أن نعترض علي نص ديني؟" إننا لا نعترض علي نصوص القرآن. وإنما نعطي لها تأويلا جديدًا. فلا أحد يعترض علي نص قرآني. ولكن نحاول إعادة تفسيره إذا شعرنا أنه هناك سوء استخدام له .. وحدد ثلاثة مستويات لتجديد الخطاب الديني وهي الألفاظ أو اللغة. الفكر. الواقع الذي تعبر عنه هذه اللغة وأنهي حديثه قائلا "نحن بحاجة إلي ابن خلدون جديد". كتب متنوعة احتوي المعرض بعض الإصدارات التي ناقشت بعض القضايا الدينية من منظور مختلف مثل كتاب "تجديد الفكر الديني" للدكتور نبيل عبد الفتاح حيث استضافت قاعة ضيف الشرف بالمعرض مناقشة هذا الكتاب بمشاركة الدكتور السيد ياسين والدكتور علي الدين هلال وزير الشباب الأسبق والدكتور محمد بدوي .. وفي بداية الندوة قدم الكاتب ملخصًا لما يتناوله كتابه موضحًا أنه يناقش فيه ما نفتقده في قضية الفكر التنويري. شبه د. السيد ياسين الكتاب بالأجندة البحثية وأكد أن أهميته تكمن في أنه يطرح أسئلة هامة حول الثقافة القبطية أو الإسلامية مشيرا إلي أن المجتمع المصري لا يعرف الكثير حول هذه الثقافة مثل "متي نشأت مشكلة تجديد الفكر الإسلامي" وغير ذلك من المفاهيم التي تدل علي أننا نعاني من ازدواجية التعليم الديني. قال د. علي الدين هلال إن الكاتب طرح في كتابه سؤالين هامين وهما : لماذا تخلفت الدول الإسلامية والعربية. وما السبيل إلي النهضة؟ ومن خلال الإجابات المتعددة التي تناولها تتصدر الإجابة "تجديد الخطاب الديني" حيث إننا في مصر نعاني من مشكلة الجمود الفكري الذي يضم كافة الأنماط الليبرالية والإسلامية وغيرها مشيرا إلي أن الدين مختطف من مفكري القاعدة ومفكري الإخوان ومفكري الدولة وأن المسلم المعاصر متمزق ويجد تناقضا في كل شيء يتعلق بحياته الشخصية. أكد د. محمد بدوي إلي أن كل فصل بالكتاب يصلح أن يكون بابًا للبحث لأي شخص رغم أن هناك تركيزًا في جزء من الكتاب علي دور المؤسسة الدينية حيث إن الهيئات والمؤسسات الدينية لا تستطيع إخراج خطاب سليم. وفي الحقيقة نجد ذلك منذ عهد العثمانيين". كما شهد المعرض إقبالا علي كتاب "الإعلام الغربي وقضايا العالم الإسلامي: الصحافة الإلكترونية الأمريكية نموذجاً" للدكتور أيمن محمد إبراهيم بريك. المدرس بكلية الإعلام جامعة الأزهر والذي ألقي الضوء من خلاله علي آليات واستراتيجيات تناول الإعلام الأمريكي لقضايا العالم الإسلامي. والتحيز ضد المسلمين. وتناول الصحافة الإلكترونية الأمريكية لقضايا العالم الإسلامي كذلك كتاب "عيش اللحظة" للداعية مصطفي حسني الذي يحمل نفس اسم البرنامج الذي يقدمه الداعية ويعرض فيه مشاكل الشباب والمجتمع وارتباطها حلولها بقيم الدين الإسلامي. من جهة أخري أصدر المجلس الأعلي للشئون الإسلامية كتابين جديدين في إطار سلسلة "قضايا إسلامية". وقام بطرحهما بصالته بمعرض الكتاب بسعر 2 جنيه للموسوعة. وهما كتابي: في فضاء الثقافة. من تأليف الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف. والمؤلف الثاني هو مجموعة أبحاث مختارة ومنتقاه من أعمال المؤتمر الخامس والعشرين للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية تحت عنوان :"نحو تفكيك الفكر المتطرف" ويأتي ذلك في إطار سعي الوزارة لنشر سماحة الإسلام. وتيسير أداء شعائره علي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها دون عنت أو مشقة. كما قررت وزارة الأوقاف عمل تخفيض يقدر ب70% علي أشرطة القرآن الكريم المجود والمرتل. إضافة إلي بيع كثير من المطبوعات بسعر رمزي. كما طرحت عددا من الكتب منها: الجزء الثاني من كتاب "الخطب العصرية لوزارة الأوقاف المصرية". الذي أعدته الإدارة العامة لبحوث الدعوة.