خيم الحزن علي صالة الوصول رقم "3" بمطار القاهرة الدولي عقب وصول الطائرة التونسية القادمة من تونس والتي تقل 35 مصرياً بينهم 6 سيدات من المحتجزين في ليبيا بعد تحريرهم من قبضة جماعات مسلحة قامت باختطافهم من منازلهم ونقلهم إلي معسكر للهجرة غير الشرعية حيث تم تعذيبهم واهانتهم داخل المعسكر. أجمع المصريون العائدون من ليبيا أنهم كتب لهم حياة جديدة ولم يصدقوا أنهم نجوا من الموت الذي كان قريباً منهم وعادوا إلي وطنهم سالمين بفضل جهود القيادة المصرية التي أولت اهتماما ً بهم وكانت حريصة علي عودتهم. التقت المساء عدداً من المصريين العائدين بعد وصولهم لمطار القاهرة. قالت هويدة المرشيدي "31 عاما" من محافظة الاسكندرية وأم لثلاثة أطفال إنها كانت تقيم في ليبيا برفقة زوجها وأطفالها منذ اربعة أشهر في مدينة مصراتة وفوجئت بقيام الجماعات المسلحة باقتحام منزلها ليلا عقب انفجار في احدي المناطق ولم تعلم سبب الاقتحام وتم القبض عليها مع مجموعة أشخاص من جنسيات مختلفة ونقلها من المنزل داخل شاحنة الي معسكر للهجرة غير الشرعية حيث ادعت المجموعة المسلحة بانه سيتم أخذ بعض المعلومات منهم حول الانفجار وسيتم إطلاق سراحهم فيما بعد. واضافت المرشدي أنه تم القبض عليهم واستحوذت الجماعة المسلحة علي الأموال التي كانت في حوزتهم وتم وضعهم داخل المعسكر بقلب الصحراء الليبية وتم فصل الرجال عن النساء والقيام بتعذيبهم لمدة شهر ولم يسلم الأطفال من التعذيب ووجهوا لهم السباب وتم منع توزيع الأكل والشرب علي جميع المصريين. واعربت هويدة عن شكرها للرئيس عبد الفتاح السيسي علي جهوده في إعادتهم الي البلاد واكدت انها لن تعود مرة اخري الي هناك بعد ان تعرضت لهذه الإهانات حيث انها تعرضت لعذاب لم تشهده طيلة حياتها. وقال زوجها. محمود محمد 33 عاما عامل محارة من الاسكندرية إنه تعرض للاهانة من جانب الجماعة المسلحة حيث قامت بالاستيلاء علي مبلغ من المال كان بحوزته وكانوا يقومون باختيار ما يريدونه من حقائبهم ويأخذونه.. مضيفا أنه تم توجيههم الي معسكر للهجرة غير الشرعية وتعذيبهم وتوجيه الاهانة لهم ومعاملتهم اسوأ معاملة عند علمهم انهم مصريون.. لافتا إلي أنهم كانوا يقومون بتدريب الجنسيات المختلفة علي حمل السلاح داخل المعسكر. أضاف محمود أن هناك عدداً آخر من المصريين محتجزون في هذا المعسكر منذ اكثر من 3 أشهر حيث قامت الجماعة المسلحة بتعذيب أحدهم بالكهرباء.. مؤكدا أنه لن يترك مصر مرة اخري بعد ما حدث له هو وأسرته. قالت جمالات صبحي المرشدي "21 عاما من محافظة الاسكندرية وأم لثلاثة أطفال" إن الجماعات المسلحة قامت باقتحام منزلها ليلا وتم اصطحابها هي ورضيعتها الي معسكر الهجرة غير الشرعية علما انها ليس لديها معلومات حول وضع زوجها وطفلتها البالغ عمرها 3 سنوات. و تم احتجازها لمدة شهر حيث تعرضت للاهانة والضرب داخل المعسكر من قبل الجماعات المسلحة . وجهت جمالات الشكر للرئيس السيسي والحكومة المصرية علي جهودها التي بذلتها لعودتهم الي ارض الوطن. يقول عبد الحليم خليفة ابراهيم من مركز اسطا محافظة الفيوم أنه أثناء عودته من عمله في حافلة بصحبة بعض المصريين وجنسيات أخري تم توقيف الحافلة وأجبرونا علي النزول منها وأستولوا علي كل متعلقاتنا من أوراق وجوازات سفر ونقود وتليفونات محمولة.. مشيرا إلي أنه تم وضعنا في سيارة نقل بعد أن قيدونا بالسلاسل الحديدية وأقتادونا الي غرفة عمليات مصراتة. أضاف ابراهيم إنهم قالوا إننا وصلنا ليبيا بطريقة غير شرعية رغم أن أوراقنا معهم وتأكدوا من أننا عمال ولسنا مهاجرين بطريقة غير شرعية لكن كل هذا لم يشفع لنا وتم حجزنا في مكان تابع لهم لمدة 51 يوما ذقنا خلالها العذاب ألواناً لا أكل ولا ماء ولا مكان يحمينا من البرد. أكد ابراهيم أنهم تفاوضوا معه وقبل أن يأخذ مبلغ 1500 دينار وسلموهم هاتفا أتصلوا من خلاله بزملائهم وأحضروا لهم المبلغ المطلوب لكن تم تسليمهم الي جماعة أخري فأحتجزوهم من يوم 25 نوفمبر الماضي الي نهاية يناير الماضي لكن خلال هذه المدة نجحوا في الاتصال بالسفارة المصرية في ليبيا بعد أن سمعوا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يرسل طائرات لإجلاء المصريين المقبوض عليهم وبالفعل تم تحريرنا وإجلاؤنا الي الحدود التونسية ووفرت لنا السفارة المصرية تذاكر سفر وعدنا الي أرض الوطن. وقال حسن مصطفي من محافظة المنيا إنه ذهب ومعه بعض المصريين الي مرسي مطروح بناء علي إتصالات من طرف مصريين وليبيين لتوفير فرص عمل لهم مقابل مبالغ تتراوح بين 4 و5 آلاف دينار يتم تحصيلها بعد دخولهم ليبيا واستلامهم العمل ودخلوا عبر منفذ السلوم وبعد دخولهم استقبلتهم مجموعة مصرية وليبية لكن فوجئوا بهم يسلموهم للجماعات المسلحة "تسليم أهالي" -علي حد وصفه- فبدأوا يسألونهم عما إذا كانوا يتبعون الإخوان المسلمين أم الرئيس السيسي وحاولوا تجنيد عدد مهم للإنضِمام للميلشيات المسلحة. لكن في العموم يتم معاملة المصريين أسوأ معاملة فمنذ القبض علينا تعرضنا لشتي أنواع العذاب خاصة الذين يرفضون الإنضمام للجماعات المسلحة. وأضاف مصطفي أن المصريين دون غيرهم يتم تعذيبهم بالكهرباء والتنكيل بهم عن طريق الوقوف طوال الليل في مناطق مكشوفة بدون أكل أو ماء . قالت أحلام محمد كنت أقيم مع عمي وزوجته وأثناء خروجي أمام المنزل الكائن بمنطقة زليطة القريبة من طرابلس فوجئت بمجموعة مسلحة ترتدي أقنعة علي وجهها وتلقي القبض علي وتصطحبني الي منطقة صحراوية وأنا منهارة تماماً ثم فوجئت بأنني في سجن الحربلي للنساء بمنطقة الجويعة . قال مصطفي ربيع محمد 28 سنة عامل لا أتصور أن القسوة وصلت إلي هذا الحد من أبناء مفترض أنهم من العرب لقد القوا القبض علينا داخل مسكننا عنوة وقاموا بتعذيبنا وإهانتنا لكن المحنة التي عشناها مع هؤلاء الجبناء تحتم علينا ألا نترك وطننا مهما كان. عبد الحليم خليفة 42 سنة يقول منذ 5 نوفمبر الماضي وأنا داخل السجن ولا يمكن أن أصف كم الاهانات والتعذيب والذي وصل لحد الصعق بالكهرباء والضرب المبرح والعمل لخدمتهم وسلب كل مامعنا ولولا تدخل القيادة المصرية في الوقت المناسب لتعرضنا للموت من شدة العذاب. قال مصطفي ربيع من الفيوم تم القبض علي في مدينة زليتن الليبية ونقلي إلي معسكر إيواء الخمس منذ 40 يوما وتعرضت للضرب والصعق بالكهرباء. قال أبوغنيمة سالم من المنيا: بعد إلتحاقي بأحد الأعمال بليبيا تم القبض علي ونقلي إلي معسكر الهجرة غير الشرعية في مدينة الخمس الليبية وسط ظروف معيشية صعبة حتي تدخلت الخارجية وقامت بالإفراج عنا. ومن جانب آخر قال السفير هشام النقيب مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج ان وزارة الخارجية لن تترك أي مواطن مصري يرغب في العودة من ليبيا أو أي دولة أخري حيث تحرص الخارجية علي حماية المصريين بالخارج. أكد السفير ان منظومة رعاية المواطنين يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي وأن أمن المواطن جزء لا يتجزأ من أمن مصر وليس هناك تنازل في ذلك موضحاً ان وزارة الخارجية علي تواصل مع الحكومة الليبية الشرعية لمساعدتنا في عودة المواطنين العالقين علي أراضيها والذين يرغبون في العودة إلي وطنهم.