لم يتطرق كاتب سواء كان صحفياً أو أديباً لفكرة سرقة مبادئ الثورات وشعاراتها قبل الروائي الإنجليزي الشهير جورج أورويل وهو القائل "إن كان التحرر يعني شيئاً فهو الحق في أن تقول للناس ما لا يودون سماعه" هذا الكاتب الذي حفر لنفسه موقعاً في التاريخ الإنساني والأدبي بأهم روايتين. رواية "مزرعة الحيوانات" ورواية "1984" والذي أدرك مبكراً قبل غيره حتي من السياسيين أن الحقيقة والحقيقة واحدة هي العمل الثوري الوحيد في وقت الخداع العالمي. فكرة سرقة الشعارات والمبادئ وكيفية تسخيرها لخدمة أهداف غير التي انطلقت في البداية من أجلها ركز عليها جورج أورويل في روايته مزرعة الحيوانات حيث ثارت الحيوانات ضد صاحب مزرعة مانور السيد جونز وقرروا القيام بثورة واستغلوا غياب صاحب المزرعة في حضور حفل في مزرعة مجاورة وقرروا القيام بثورتهم. إلا أن جورج أورويل لم ينس أن أسباب الفعل الثوري هذا كان بسبب الجوع والحرمان والظلم والتعسف الذي شعر به جميع الحيوانات. لم يكن في المزرعة ساعة قيام الثورة سوي حارسها وخادم السيد جونز اقتحموا المنزل وقتلوا الخادم وهرب الحارس وأعلنوا قيام دولتهم في المزرعة. دولة لا ظلم فيها ولا عدوان. دولة يتمتع فيها كافة الحيوانات بفرص متساوية ونجحت ثورتهم وجلس مفكروها في وضع المبادئ التي ستقوم عليها الدولة الحيوانية الجديدة واتفقوا علي مبادئ ستة. قرروا أن يكتبوها بخط واضح ليقرأها كل الحيوانات. كانت لحظة تاريخية عندما تجمع الحيوانات ليقرأوا مبادئ الثورة وليساعد من يعرف منهم القراءة والكتابة أخاه الحيوان الذي لم يتلق قدراً مناسبا من معرفة القراءة والكتابة مبادئ هلل لها الحيوانات وكان أكثرهم فرحاً الحمار الذي تعذب طويلا في أعمال المزرعة الشاقة تقول المبادئ إن جميع الحيوانات متساوية ولا يقتل حيوان حيوانا آخر ولا يجوز لحيوان أن يتناول خمرا ونجحت الثورة وإذا بالبعض يقفز عليها ويضيف ويغير من المبادئ ما يتناسب مع طموحاته وأحلامه. اعتبر البعض أن هناك تغييرا.. مجرد تغيير طرأ علي المبادئ إلا أن البعض أدرك أن هناك من سرق الثورة وشعاراتها ومبادئها. قالوا إن الحيوانات متساوية ولكنهم أضافوا بعضها أكثر مساواة. حركوا عملية القتل بإضافة ألا يقتل الحيوان إلا بذنب. سمحوا بتناول الخمور لقادة الرأي. لقد عرف جورج أورويل اللصوص مبكراً وفضحهم في رواية ستظل من كلاسيكيات الأدب العالمي.