قضية العدد.. من الجرائم التي تتميز بالاثارة والغموض الذي يكتنف جنباتها ويسيطر علي طرفي الجريمة فيها.. "المجني عليها" امرأة في العقد الثالث من العمر عثر علي جثتها طافية علي صفحة مياه الترعة وبها اثار ذبح من خلف الرقبة ومقيدة اليدين من الخلف.. ويبدو انها ألقيت في الترعة بمحافظة بني سويف وجرفها التيار حتي تم العثور عليها بمنطقة العياط بمحافظة الجيزة. دوافع الجريمة.. وان كانت مجهولة أيضاً.. الا ان المرجح أنها كانت بدافع الانتقام للشرف ويبدو هذا واضحاً من اسلوب القسوة الظاهر علي الجثة وحشية "الجاني" في ارتكاب جريمته حيث كان الغضب الشديد يسيطر عليه حتي أفقده عقله فارتكب جريمته بكل قسوة.. لكنه أيضاً كان يعرف ماذا يفعل ولديه دافع قوي لارتكاب جريمته سواء بدافع الانتقام للشرف أو التخلص من آثار جريمة بارتكاب جريمة أخري لاخفاء معالم الجريمة الاولي. ما دامت الجثة مجهولة.. ودوافع الجريمة مجهولة أيضاً.. بالتالي سيبقي "المجني عليه" مجهول الهوية حتي يتم كشف غموض الحادث بالتعرف علي هوية "القتيلة" والتوصل إلي أهليتها ومحل إقامتها والتحري عنها ومعرفة علاقاتها وخلافاتها حتي يتم التوصل إلي شخصية "الجاني" وتقديمه للعدالة للقصاص. بدأت فصول الكشف عن الحادث ببلاغ من الاهالي إلي مأمور قسم شرطة العياط بالعثور علي جثة لامرأة طافية علي مياه الترعة تم اخطار قوات الانقاذ التي قامت بانتشال الجثة. واشارت المعاينة الظاهرية لرئيس مباحث القسم إلي ان الجثة لامرأة في العقد الثالث من العمر حيث يقارب سنها ال28 عاماً وانها مقيدة اليدين من الخلف.. وهناك أثار ذبح من خلف الرقبة.. كاد ان يفصلها عن الجسد.. وترتدي كامل ملابسها. تم اخطار النيابة التي أسرعت إلي مكان البلاغ واجري رئيس النيابة مناظرة للجثة أشارت لوجود أثار تعذيب وكدمات بانحاء متفرقة من الجسد.. ويرجح أنها وضعت مولوداً منذ فترة قريبة جداً.. وأن الوفاه لم يمر عليها سوي عدة أيام قليلة.. وان الجثة جرفها التيار من مسافة بعيدة مما يرجح انها القيت في الترعة ناحية بني سويف.. ورجع هذا أن أحداِ من الأهالي لم يتعرف عليها. بعد اجراء المنظارة للجثة أمرت النيابة بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة سبب الوفاه والاداه المستخدمة في إحداثها وساعة حدوثها.. وبيان ما بها من إصابات والاداة المستخدمة في أحداثها وإن كانت هناك إصابات أخري غير ظاهرة من عدمه.. كما انتدبت خبراء المعمل الجنائي لرفع البصمات عن الجثة ان وجدت وأخذ بصماتها والنشر عن صورتها في محاولة للتوصل إلي شخصيتها. كما كلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها وظروف ارتكابها.. وسرعة التعرف علي هوية "القتيلة" وكشف غموض الحادث والتوصل إلي هوية "الجاني" وضبطه واحضاره أمام النيابة للتحقيق. أعد مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي بالجيزة فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية بالتنسيق مع مديرية أمن بني سويف أشارت تحرياته لصحة الترجيحات بان "المجني عليها" من بني سويف أو من حدودها مع الجيزة واشار التقرير الطبي بان "القتيلة" وضعت مولوداً بالفعل منذ فترة قصيرة قبل مقتلها مما أكد التحريات الاولية بان الجريمة جاءت بدافع الانتقام للشرف. لكن كان هناك تساؤل امام المباحث عن كون "الجاني" أحداً من اقارب وأهلية "القتيلة" تخلص منها لارتكابها جريمة مخلة بالشرف فأراد غسل عاره بقتلها.. أم أن "المجني عليها" كانت علي علاقة أئمة مع أحد الرجال وحملت منه سفاحاً.. وعندما رفض الزواج بها والاعتراف بنسب المولود والزواج بها هددته بالفضيحة وكشف أمره مما دفعه للتخلص منها خشية الفضيحة ليرتكب جريمة مركبة بأن تخلص من جريمته الاولي التي خشي الفضيحة فيها بجريمة أخري.. وفي كلت الحالتين تبقي شخصية "المجني عليها" هي مفتاح الفضيحة. راح فريق البحث يفحص بلاغات الغياب بمحافظي الجيزة وبني سويف سعياً للتوصل إلي شخصيتها والتحري عن المتغيبات علي حدود المحافظين وايضاً فحص حالات الوضع ومتابعة الحمل خلال الشهر الاخير قبل اكتشاف الجريمة.. وأيضاً سؤال "القابضات" الداية عن حالات الوضع التي اجريت خلال الفترة الاخيرة بمعرفته ومعرفة نتيجة كل حالة ووضعها الحالي. علي مدي أيام وليالي طويلة عن البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث جهوداً مضنية وحثيثة جمعوا خلالها كل ما توصلوا اليه من معلومات وماسعوا لجمعه من تحريات بهدف للتوصل إلي معلومة تقودهم لكشف غموض الجريمة.. ولكن أي منها لم يقدم لهم الخيط الذي يقودهم لحل لغز الجريمة.. أو التوصل إلي شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!