قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنف الغموض طرفيها.. "المجني عليهما" في هذه الواقعة مجهولا الهوية "الأولي" سيدة في العقد الثالث من العمر و"الثانية" طفلتها الصغيرة.. وكل منهما مصاب بطلقات نارية.. وعثر علي جثتيهما علي الطريق الدائري بالبحر الأحمر. أيضا كانت دوافع الجريمة مجهولة. وإن كان المرجح فيها أن الانتقام كان الدافع وراء الجريمة سواء كان دفاعا عن الشرف.. أو التخلص من "المجني عليها" لاخفاء جريمة أخري قد تكون الخطف أو الاغتصاب.. واخفاء الجاني لجريمته بالتخلص من الأم والطفلة لقيت حتفها بالصدفة. وإذا كان المجني عليهما مجهولي الشخصية..ودوافع الجريمة غير معروفة.. فإن الجاني يبقي مجهولا لحين كشف هوية المجني عليهما ومعرفة دوافع الحادث.. خاصة أن أهالي الأحياء القريبة من مكان العثور علي الجثتين لم يتعرفوا علي هوية الأم مما يشير إلي أن القتيلة من مكان بعيد عن مكان العثور علي الجثتين.. وأن الجاني ارتكب جريمته في مكان اخر وقام بنقل جثتي المجني عليهما والقائهما علي جانب الطريق السريع لاخفاء معالم جريمته.. وإبعاد الشبهات عن نفسه ليهرب بفعلته. بدأ الكشف عن فصول الجريمة ببلاغ من أحد الأهالي لمأمور قسم شرطة ثان الغردقة بالعثور علي جثتين علي جانب الطريق الدولي احداهما لسيدة والأخري لطفلة مشوهة نتيجة نهش الكلاب الضالة لجثتها. أسرع رئيس مباحث القسم إلي مكان البلاغ حيث عثر علي جثة الأم بكامل ملابسها وبها إصابة بطلق ناري بالرقبة وليس معها ما يدل علي شخصيتها وبجوارها طفلتها التي لم يتعد عمرها عاما واحدا وبها أثار طلق ناري بالجسد.. وقد نهشت الكلاب الضالة أجزاء من جسدها مما أدي لاحداث تشوهات بها.. وعثر عليها ملقاة بجوار جثة والدتها التي يرجح أن تكون في العقد الثالث من عمرها. تم إخطار النيابة التي انتقلت إلي مكان العثور علي الجثتين وقامت بمعاينة المكان ومناظرة جثتي المجني عليهما وأمرت بنقلهما إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها والأداة المستخدمة في إحداثها.. وبيان ما بها من إصابات وأسبابها.. وإن كان هناك إصابات أخري غير ظاهرة من عدمه.. كما طلبت سماع أقوال مكتشف الحادث. أيضا كلفت المباحث بسرعة النشر عن الحادث للتوصل إلي شخصية المجني عليهما وجمع التحريات اللازمة لكشف غموض الحادث.. والتوصل إلي دوافع الجريمة وملابساتها وظروف حدوثها.. وتحديد شخصية الجاني وضبطه وإحضاره أمام النيابة للتحقيق.. كما أمرت بانتداب خبراء المعمل الجنائي لتصوير المجني عليهما وإعداد تقرير عن الحادث. أعد مدير الادارة العامة للبحث الجنائي بالبحر الأحمر فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية.. وأشارت المعلومات الأولية إلي أن المجني عليهما ليستا من أبناء المنطقة أو المقيمين قريبا من مكان العثور علي جثتيهما وأن الجريمة وقعت في مكان اخر وتم القاء الجثتين علي جانب الطريق الدولي ظنا من الجاني أنه تمكن من الهروب بجريمته وإبعاد الشبهات عن نفسه. رجحت التحريات أن يكون الانتقام هو الدافع المحرك لارتكاب الحادثة.. سواء كان بدافع الانتقام للشرف.. أو لخلافات قوية.. ولم يستبعد رجال المباحث أن تكون المجني عليها تعرضت لعملية خطف أو اغتصاب وإن الجاني تخلص منها خشية افتضاح أمره.. أو فشله في الحصول علي فدية. راح فريق البحث يفحص بلاغات الغياب بقسمي الغردقة أول وثان.. وبقية أقسام المحافظة سعيا وراء التعرف علي شخصية المجني عليها الأم.. وأيضا التحري عن المترددات علي الأحياء القريبة من مكان العثور علي جثتي المجني عليهما من البائعات والمتسولات وسماع أقوال أهالي المنطقة عن أي مشاهدات حول الحادث قد تساعد في كشف غموضه. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث جهودا مضنية وحثيثة..وفحصوا كل التحريات التي جمعوها..وفحصوا كافة المعلومات التي توافرت بين أيديهم..إلا أن أي منها لم يقدهم إلي خيوط تساعد في كشف غموض الحادث أو التوصل إلي هوية المجني عليهما في الحادث.. لتبقي دوافع الجريمة في طي الكتمان..ويبقي أيضا الجاني مجهولا.. حتي الأن!!!