قضية العدد.. من الجرائم التي تتسم بالغموض الشديد الذي يكتنف ملابسات حدوثها وأيضاً دوافع ارتكابها.. وذلك نظراً لعدم معرفة هوية "المجني عليه" فيها.. وبالتالي تبقي دوافع الجريمة في طي الغموض.. وبهذا يبقي الغموض مسيطراً علي شخصية "الجاني" أيضاً. "المجني عليه" في هذه القضية رجل مسن يقارب الستين عاماً عثر علي جثته ملقاة بأحد شوارع مدينة الأقصر ولم يعثر معه علي أي أوراق أو مستندات تدل علي شخصيته أو تشير إلي أهليته أو بلدته.. وأيضاً لم يتعرف أحد من أهالي المنطقة عليه مما دفع المباحث لتكثيف جهودها للتعرف علي شخصيته بالنشر عن الجثة في محاولة للتوصل إلي أي خيوط تساعد علي كشف غموض الجريمة وفك ألغازها. بدأت فصول الكشف عن الجريمة ببلاغ إلي مأمور قسم شرطة الأقصر بالعثور علي جثة لشخص مسن علي جانب طريق الكباش. فأسرع رئيس مباحث القسم إلي مكان البلاغ حيث عثر علي جثة لرجل يقترب عمره من الستين عاماً يرتدي كامل ملابسه ولم يعثر بحوزته علي أي مستندات أو أوراق تشير إلي شخصيته أو بلدته.. وليس هناك آثار إصابات ظاهرة بالجسد. تحرر محضر بالواقعة واخطرت النيابة التي انتقلت إلي مكان العثور علي الجثة وأجرت معاينة للموقع وقامت بمناظرة الجثة.. ثم أمرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها.. وبيان ان كان هناك إصابات أدت إلي الوفاة ومعرفة الاداة المستخدمة في احداثها ان وجدت. كما طلبت سماع أقوال مكتشف الجريمة والعاملين بالمنطقة التي عثر علي الجثة بها والمترددين عليها لمعرفة أي مشاهدات عن الحادث أو هوية "المجني عليه" وكلفت المباحث بالنشر عن الحادث وسرعة التحري عن الواقعة وملابسات حدوثها وسرعة ضبط واحضار "الجاني" أمام النيابة للتحقيق.. وتقديمه للعدالة للقصاص منه. أعد مدير إدارة البحث الجنائي بالأقصر فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية.. ودلت التحريات الأولية ان "المجني عليه" ليس من أبناء البلدة حيث لم يتعرف عليه أحد من الأهالي أو العاملين بالمنطقة أو المترددين عليها. رجحت التحريات ان يكون "المجني عليه" من خارج البلدة وان كانت هناك شبهة جنائية وراء مقتله فيرجح إلي ان "الجاني" تخلص منه في مكان آخر ثم ألقي بالجثة في منطقة العثور عليها.. ولم تستبعد التحريات ان تكون مشاجرة نشبت بين "المجني عليه" وبين "الجاني" لأي خلافات انتهت بالجريمة. راحت أجهزة البحث الجنائي تفحص بلاغات الغياب بدائرة القسم وأقسام المحافظة لعل أوصاف أي منهم تطابق أوصاف الجثة كما تم استدعاء خبراء المعمل الجنائي لأخذ بصمات الجثة وفحصها في محاولة لمعرفة هوية صاحبها.. وأيضا تصويرها للنشر عنها لعل أحداً يتعرف علي شخصية القتيل أيضاً تم فحص المترددين علي المنطقة والعاملين بها والباعة الجائلين والزائرين. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري فحص فيها رجال المباحث كافة التحريات التي توصلوا إليها ودراسة الاحتمالات المحيطة بالحادث لكن أياً منها لم يقودهم إلي خيوط للكشف عن هوية "المجني عليه" أو إزالة الغموض الذي أسدل ستائره علي الجريمة. وينتظر رجال المباحث التقرير الطبي لعل الوفاة تكون طبيعية وليس هناك شبهة جنائية ورائها لكن يبقي الغموض مسيطراً علي أركان الحادث بعدم معرفة هوية "المجني عليه" وان كانت هناك شبهة جنائية فإن "الجاني" أيضاً يبقي مجهولاً حتي الآن!!!