قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي تتسم بالغموض الشديد نظراً لأن طرفي الجريمة مجهولا الهوية.. "المجني عليه" فيها شاب في العقد الثالث من العمر عثر علي جثته علي جانب الطريق الدولي بمنطقة جمصة في حالة تعفن وليس معه ما يدل علي شخصيته أو يشير إلي أهليته. "الجاني" أيضا مجهول الهوية لم يترك أثراً لجريمته.. أما دوافع الجريمة فهي غير معروفة نظراً للغموض الكثيف الذي يسيطر علي الحادث ويسدل عليه ستائر أسراره ويحيطه بغموض الغازه. بدأت فصول الكشف عن الجريمة ببلاغ إلي مأمور قسم شرطة جمصة بالعثور علي جثة متحللة بجانب الطريق الدولي في حدود المدينة فأسرع رئيس مباحث القسم إلي مكان البلاغ حيث عثر علي جثة لشخص في العقد الثالث من العمر مرتدياً كامل ملابسه الأفرنجية وهي بنطال جينز وجاكت مع تي شيرت. أوضحت المعاينة الاولية أن الجثة في حالة تعفن مما يؤكد وجودها بمكان العثور عليها منذ فترة وأن الجريمة وقعت منذ ما يزيد علي الاسبوع ولم يعثر بين طيات ملابسه علي أي مستندات تشير إلي شخصيته أو محل اقامته.. أيضاً لم يتم التعرف علي وجود اصابات بالجثة من عدمه نظراً لحالة التعفن التي اصابتها. تحرر محضر بالواقعة وأضطرت النيابة التي أمرت بنقل الجثة إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة اسباب الوفاة وساعة حدوثها والاداة المستخدمة في احداثها وبيان ما بها من اصابات. كما أمرت بالنشر عن الجثة وسماع أهالي المنطقة عن أي مشاهدات حول الحادث.. كما كلفت المباحث بسرعة التحري عن الواقعة وملابساتها.. والتحري عن شخصية "المجني عليه" وسرعة التوصل إلي شخصيته وكشف غموض الحادث ودوافعه لسرعة ضبط وأحضار "الجاني" أمام النيابة للتحقيق. لم يتعرف أحد من أهالي "منطقة الكسار" بجمصة علي شخصية "المجني عليه" ولم يشر أي منهم إلي أي مشاهدات عن الحادث.. فرجحت التحريات أن القتيل ليس من أهالي المنطقة.. وأن الجريمة وقعت في مكان أخر.. وقام "الجاني" بنقل الجثة في سيارة والقي بها علي جانب الطريق الدولي ليتخلص من أثار جريمته ويبعد الشبهات عن نفسه.. كما أنه تخلص من كل ما يدل علي هوية "المجني عليه" حتي لا يتعرف عليه أحد.. لتضليل رجال المباحث. راح فريق البحث الجنائي يفحص بلاغات الغياب بدائرة القسم والاقسام المجاورة.. وفحص أن كانت مواصفات المبلغ بغيابهم تطابق مواصفات الجثة من عدمه.. أيضاً راح يفحص العمالة الوافدة بالمدينة ويتحري عن المتغيبين منهم خاصة العاملين في البناء والتشييد أو الشواطيء وقاطني الشاليهات والشقق المفروشة. أيضاً قام رجال المباحث بالنشر عن صورة القتيل والتحري عن الباعة الجائلين بالقرب من مكان الحادث وفحص الخلافات الأخيرة.. وأيضاً المشاجرات التي وقعت في الفترة السابقة للعثور علي الجثة وما انتهت اليها اطرافها. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث جهوداً مضنية وحثيثة قاموا خلالها بفحص كافة الاحتمالات ودراسة التحريات التي توصلوا اليها.. لكن أي منها لم يقودهم إلي كشف غموض الحادث بالتعرف علي هوية "المجني عليه" أو معرفة دوافع الجريمة وملابساتها وبالتالي يبقي "الجاني" في هذة الجريمة مجهول الشخصية حتي الآن!!