* يسأل إبراهيم الملواني صاحب شركة للتسويق العقاري بالإسكندرية: ما معني قوله تعالي: "الطيبون للطيبات" وهل الزوجة الطيبة لا تتزوج إلا برجل طيب والعكس؟! ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: في هذه الآية وقع كثير من الاختلاف بين الناس. حيث بدأ بعضهم يقولون بأنها مقتصرة فقط علي حالة معينة من المجتمع. وأحياناً يبتلي كل من الزوجين أو أحد الزوجين بآخر ليس جيداً. وهناك من قال بأنها عامة جداً. فكل شخص يأخذ من ما توافق طبعه. وجنسه. وتصرفاته. وفي هذا كان من الواجب أن يقف الإنسان أمام الآية كثيراً. ويتأمل كيف ان الآية بنيت من البداية كالتالي: "الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم" من سورة النور. فنلاحظ ان الآية بدأت بالتصنيف بطريقة جميلة جداً حيث أخذت بالتصنيف بتفصيل عالي الدقة. فالله يقول بأن الخبيثة لا تكون في الزواج. واستمرار الحياة. إلا للخبيث. والخبيث من الرجال لا يكون إلا للخبيثة من النساء. وعلي الجانب الآخر الطيبة من النساء للطيب من الرجال. والطيب من الرجال للطيبات من النساء. فهذا أمر حاسم. لا يجوز فيه التغيير أو التبديل. فهنا التفصيل واضح أشد الوضوح. ولم تترك الآية أي فجوة للتأمل أو التأويل. فلقد بنيت الآية علي التفصيل الدقيق لكل عنصر من عناصر العلاقة. وربطته بالعنصر الآخر. بنوع رابطة واحد لواحد. وهي ما تسمي في علم اللغة الرابطة الأحادية. التي لا يجوز توجيه رابطة في العلاقات داخلها. لأنها لا يمكن أن تحتمل هذا أبداً. وأفكار الناس الخاصة بأن الرجل يكون طيباً متواضعاً. ويبلي بواحدة خبيثة قليلة الحياء والدين. فأقول كيف للطيبة أن تجتمع مع الخبيث وهذا لا يكون أبداً. غير انه يجب علينا نحن البشر أن لا نحكم من الأشكال فقد يكون من ظنناه طيباً خبيثاً. أو من ظنناها خبيثة طيبة كذلك. فالمسألة ليست برأينا وما يقوله الناس. والمسألة ليست من علاقة. ولا مشكلة الطرف الخارجي أمثالنا. الذي يشاهد العلاقات. بل هي مسألة مختصة بالاثنين. اللذين يتشاركان جميع الأسرار. فالأمر متشابه لدي الطرفين. لذلك يقال لك بأن الزوجة. هي أكثر الناس قدرة علي فهم زوجها. وأفكاره» ليس بسبب انها قريبة منه. بل لأنها تصدر من نفس المصدر الذي يصدر منه. فإن كان زوجها طيباً كانت أفكارها تصدر من الطيبة والرحمة. وإن كان خبيثاً صدر فكرها من الخبث والمكر. ومن أبرع ما حكي المفسرون في هذا ان الرجل إن كان طيباً. والمرأة كذلك وغير في قلبه الزمن. فإنه يحدث الانفصال بين الطرفين في لحظة من اللحظات. ولا يمكن لهما الاستمرار أبداً. لأنهم اختلفوا في الرابط الأساسي. الذي يقوم عليه المودة والرحمة. فالرجل الطيب لا يحتمل الخبيثة. والطيبة لا تحتمل الخبيث. والخبيثة لا تحتمل الطيب وتعتبره ضعيفاً. والخبيث لا يحتمل الطيبة ويعتبرها ضعيفة أيضاً علي نفس المنوال.