مع نسمات الصيف وإغلاق المسارح الشتوية وختام مواسم الفرق الكبري بدأت الفرق الصغيرة في الموسيقي العربية والغناء تأخذ فرصتها وتسعي لكسب أكبر قدر من الجماهير وقد نجح الكثير منها في هذا مما يستحق أن نلقي الضوء علي حفلاته التي نجحت فنياً وجماهيرياً وأسفرت عن اكتشاف مواهب جديدة. وما نقدمه في السطور القادمة جزء من كل فمازال هناك فرق أضاءت ليالي القاهرة بحفلات جيدة يعوقنا ضيق المساحة عن الحديث عنها. نجوم الثورة من الفرق التي تألقت في ثورة 25 يناير وقدمت هذا الأسبوع حفلاً ناجحاً بساقية الصاوي فرقة "اسكندريللا" التي يقودها عازف العود حازم شاهين وبمشاركة طارق عبدالله ومجموعة من عازفي ومطربي مدينة الإسكندرية. قدم الحفل الشاعر أحمد حداد وأدت الفرقة باقة من الأغنيات ألحان سيد درويش والشيخ إمام بالإضافة لبعض الأغاني التي تخص الفرقة منها راجعين- احنا الشهداء- البحر بيضحك ليه- انت مصري. كما شهدت المجموعة بعض الأغاني الوطنية التي أشعلت الصالة بالتصفيق وأيضاً أخذ الجمهور يغني معها. حازم شاهين أول عازف عود يتخرج من بيت العود وقد كسب قلوب الجماهير باشتراكه في ثورة 25 يناير منذ بدايتها فهو كان يومياً في ميدان التحرير يلهب حماس الجماهير بأغانيه الوطنية. فرقة اسكندريللا تأسست عام 2001 ويتعاون معها أبناء الشعراء فؤاد حداد وصلاح جاهين التي تخصصت في أداء أشعارها ويتعاون معها بعض الشعراء منهم أمين حداد ونجيب شهاب الدين وهيثم البرغوثي. والفرقة تتكون من 8 عازفين و8 مغنين. أما الظاهرة المثيرة للانتباه خلال فترة الصيف هي الفرق الصغيرة وهي جزء من فرق الموسيقي العربية الكبري حيث استطاعت أن تجذب الجماهير وتؤكد علي موهبتها من خلال الحفلات التي حققوا فيها أعلي نسبة مشاهدة. من أوائل هذه الفرق "فرقة كنوز" للفنان محمود درويش نجم الفرقة القومية للموسيقي العربية الذي قدم هذا الشهر حفلين أحدهما علي المسرح المكشوف في دار الأوبرا والآخر في مهرجان القلعة..ورغم أنه اشتهر بأدائه لأغاني العندليب إلا أنه استطاع الخروج قليلاً من عباءة عبدالحليم وقدم مجموعة متنوعة من الألحان خضع فيها لبعض المناسبات. فأدي لحن فريد الأطرش هلت ليالي حلوة وهنية وذلك بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم وبمناسبة نتائج الثانوية العامة شدا بأغنية "وحياة قلبي وأفراحه". كما غني أغنية "بالأحضان" بمناسبة ثورة 23 يوليو وفي مهرجان القلعة أدي أغنية أهواك ورسالة من تحت الماء وأمانة عليك ياليل طول وحلوين من يومنا والله وجميل وأسمر ويا حلو صبح وهذه الأغنية الأخيرة نالت الإعجاب وقد ختم الليلة بأغنية أم كلثوم "دارت الأيام". أما نجمة فرقة التراث أحلام أحمد فقد تألقت في الحفل الذي أحيته في ساقية الصاوي والذي غلب عليه أهل الثقافة والعلم والفن حيث جاء مواكباً لافتتاح معرض رسامي الكاريكاتير. أدت أحلام في الحفل حوالي 12 فقرة بدأت بالأغنية الوطنية "يا حبيبتي يا مصر" ثم مجموعة أغاني فيروز التي اشتهرت بها وتقدمها دائماً تحت عنوان "فيروزيات" منها "حبيتك بالصيف" و"شادي" و"سهر الليالي".. كما أدت من ألحان محمود الشريف أغنية "يا عطارين دلوني" ولفريد الأطرش "ليالي الأنس" ومن ألحان السنباطي شدت بأغاني "لعبة الأيام" و"حيرت قلبي معاك" كما تضمن البرنامج أغنية "ماليش أمل" التي كان للكمان فيها دور بارز وكان فرصة رائعة لإظهار إمكانيات د. سامي الروبي لتصبح هذه الفقرة من أكثر فقرات الحفل ثراءً. أما الختام فكان مع نشيد الحرية لمحمد عبدالوهاب والبرنامج جاء متنوعاً أثبتت من خلاله أحلام أحمد نجمة فرقة التراث بالأوبرا وتلميذة عبدالحليم نويرة أن لديها صوتاً متميزاً وقدرة كبيرة علي الأداء المتنوع وأنها ترتدي ثوب اللحن بمهارة رغم اختلاف الملحنين من الرحبانية إلي السنباطي والشريف وعبدالوهاب وبالرغم من أنه حفلة صغيرة إلا أنها كشفت فيه من كنوز التراث مما أثار إعجاب الحاضرين وأضفي علي افتتاح المعرض لمحة فنية تعانقت فيها الموسيقي والغناء مع فن الكاريكاتير. وفي مهرجان القلعة كان من الحفلات الناجحة حفل "ريم كمال" وفرقتها "روائع النغم" حيث امتعت الجميع لمدة ساعة كاملة بحوالي 8 أغان بدأتها بإهداء إلي روح الفنانة الراحلة سعاد محمد حيث شدت بأغنيتها الشهيرة "بقي عايز تنساني" واختتمت البرنامج بالاحتفال بثورة يوليو حيث غنت "يا أغلي اسم في الوجود" وبين البداية والختام أدت ريم أغاني متنوعة منها "سيرة الحب" و"الطير المسافر" و"علي الحلوة والمرة" و"العيون السود" و"عاللي جري". وخلال هذه الحفلات ظهرت موهبة شاركت في حفلات بعض النجوم هي الصوت الواعد آية عبدالله والتي بدأت مشوارها الفني مع المايسترو سليم سحاب في كورال أطفال الأوبرا ورغم صغر سنها الآن حيث إنها لا تتعدي السابعة عشرة إلا أنها تدربت تدريباً علمياً علي أيدي عدد من المتخصصين جعل أداءها مع صوتها الفطري الجميل يعد نموذجاً للغناء التعبيري والذي يحافظ علي تفاصيل اللحن مما يجعلنا نتنبأ لها بمستقبل باهر. العازفون هذه الحفلات شارك فيها مجموعة من العازفين كان أبرزهم عازف الأرج مصطفي سند الذي كان قاسماً مشتركاً في معظم الحفلات حيث إن لديه قدرة عالية علي قيادة الفرقة كما أنه يعوض بنغماته عن الآلات الناقصة في التخت كما إنه يحفظ جيداً معظم الأغاني.. من المتألقين أيضاً عازف الكمان د. سامي الروبي وعازف الناي صلاح كامل.