لن أمل التأكيد علي أن الوطن العربي يعاني حرب استنزاف لقدراته العسكرية والاقتصادية. ولموروثه الحضاري. القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من المسميات التي تدعي الدفاع عن الإسلام ليست إلا واجهات تستهدف الإساءة إلي الإسلام. وتقويض الأمة العربية. في خطة مرحلية جديدة نستطيع أن نتعرف إلي بداياتها في تاريخنا المعاصر منذ فرض الغرب وجوده في الأقطار التابعة لدولة الخلافة العثمانية. أتاحت الأستانة بممارساتها البشعة ضد الأقطار والبلدان التي استعمرتها. نشوء حركات التحرر وطلب الاستقلال. ووجدت مؤامرات الغرب في سعي الشعوب لنيل استقلالها. فرصة لنسج المؤامرات والفتن حتي بين أقطار أبناء الوطن الواحد. وهو ما حدث علي سبيل المثال بين الشريف وآمل سعود. وكان لعميل المخابرات البريطاني الشهير لورنس دور في إذكاء الصراع. ليمهد الأرض أمام الوجود الاستعماري الغربي وكانت معاهدة سايكس بيكو إعلان وفاة لرجل أوروبا المريض. ووراثة الاستعمار الغربي لأقطار ولبلدان دولة الخلافة. ولا شك أن وعد بلفور بإنشاء دولة يهودية في فلسطين كان جزءاً من المخططات الاستعمارية الغربية لتبديل صورة المنطقة. إلي ما صارت عليه. وإلي ما هي عليه الآن. في حملتها للرئاسة الأمريكية. اعترفت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أن حكومتها هي التي مولت الجماعات الإرهابية في بداية تكوينها قبل عشرين عاماً. البداية بتنظيم القاعدة. تكون تحت إشراف أمريكي مباشر. أمده بما يعينه علي مواجهة الاحتلال السوفييتي لأفغانستان. ثم تولدت من القاعدة تنظيمات إرهابية أخري. حظيت كذلك بالدعم الأمريكي. إذا كانت القاعدة قد انقلبت علي راعيها. وهو ما تمثل في حادثة تدمير مركز التجارة العالمي بنيويورك. فإن التنظيمات المتولدة من القاعدة نفذت ما دبرت له واشنطن من فوضي مدمرة في أقطار الوطن العربي. بما يخدم المخططات الأمريكية. ثم تحولت بعملياتها إلي الراعي والممول. تصدر إليه إرهابهاالإرهاب تكوين شيطاني. بلا دين. ولا وطن. ولا انتماء سياسي. يعميه الحقد عن تبين أهدافه. إنه يجد ذاته في القتل بأبشع الوسائل. وبالتدمير والإحراق. ومن يصنعه بوههم التحكم في أفعاله. يرتد عليه بعملياته الإرهابية. والمثل ما حدث مؤخراً في ولاية كاليفورنيا الأمريكية! من المآزق القاسية التي واجهتها المخابرات المركزية الأمريكية. أنها أنفقت ملايين الدولارات علي شبان سوريين باسم المعارضة المعتدلة. أحسنت إعدادهم. وتزويدهم بالأسلحة الحديثة. وحين دفعت بهم إلي الأرض السورية سلموا أسلحتهم إلي مقاتلي داعش. وانضموا إليه.