توماس إدوارد لورنس.. كان ضابطا في قلم المخابرات البريطانية, تم وضعه في قلب مخطط استعماري ممنهج لتمزيق الدولة العثمانية والقضاء علي دولة الخلافة. بدأت الخطة باختياره عام1913 لاستكشاف الأرض العربية تحت غطاء دراسة الاثار والبحث عن الطريق الذي سار فيه نبي الله موسي وقد تقرب إلي العرب في الجزيرة العربية ولبس ملابسهم وشاركهم الحياة البدوية وظل اسمه بكل أسف وقتا طويلا يدوي في الصحف العربية علي أنه ملك العرب غير المتوج, وكان دوره وضع خطط الهجوم علي مرافق الطرق والمواصلات التي كان يسيطر عليها الأتراك وظل يعمل علي دفع العرب إلي الحرب وهو يعلم تماما أنهم موضوعون في خدعة كبري لضرب العرب بالأتراك وتمزيق وحدتهم ثم تحويل كل منهم إلي طريق جديد. ولعل حقيقة الدور الذي لعبه لورنس ينكشف من تلك العبارة التي سجلها في مذكراته حيث يقول:( انني أكثر ما أكون فخرا أن الدم الانجليزي لم يسفك في المعارك الثلاثين التي خضتها لأن جميع الأقطار التي كانت خاضعة لنا لم تكن تساوي في نظري موت إنجليزي واحد, ولقد جازفت بخديعة العرب لاعتقادي أن مساعدتهم كانت ضرورية لانتصارنا), وهكذا تم للمستعمر وقتها ما أراد و إنهارت الدولة العثمانية بأيدي العرب وأتت النهاية بأن يقف اللورد اللنبي قائد الجيوش المتحالفة في القدس عام1918 ليقول الآن انتهت الحروب الصليبية وجاءت اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم منطقتنا بين إنجلترا وفرنسا, وتلا ذلك وعد بلفور كبداية لقيام دولة إسرائيل علي أرض فلسطين العربية والتي إعتبرها لورنس أرضا تاريخية لليهود, وهذا ما دعا وايزمان في كتابه( التجربة والخطأ) أن يوجه شكره للخدمات الجليلة التي قدمها الكلونيل لورنس للقضية الصهيونية مقرا بأن علاقته بالصهيونية علاقة وثيقة رغم تظاهره بالميل للهرب.. تري كم لورانس بيننا اليوم؟ د.صبحي محمد الفحل