* لم يجد الشاعر المعروف فاروق شوشة. أمين عام مجمع اللغة العربية. رئيس الإذاعة الأسبق. وصاحب برنامج "لغتنا الجميلة" غير كلمة "خدم" ليصف بها شلة المنتفعين والطالبين والزمارين من الكُتَّاب والأدباء والشعراء والإعلاميين الذين يطلقون علي أنفسهم "النخبة المثقفة".. أراد أن يصفعهم علي وجوههم علي الملأ. لعلهم أن يثوبوا إلي رشدهم. ويعرفوا حجمهم الحقيقي.. ويدركوا مدي القبح الذي وصلت إليه صورتهم عند الناس. وكثيراً ما وجه الشعراء والأدباء صفعات إلي أترابهم لما وجدوا لديهم من انحراف وخروج عن الجادة.. فقد قال الشاعر جرير قديماً: أعددت للشعراء سُماً ناقعاً.. فسقيت آخرهم بكأس الأول".. وقال نزار قباني في سبعينيات القرن الماضي: "سقط الفكر في النفاق السياسي.. وصار الأديب كالبهلوان.. يتعاطي التبخير.. يحترف الرقص.. ويدعو بالنصر للسلطان". أما فاروق شوشة الهادئ الرزين فقد عمد أن يكون صدامياً هذه المرة.. واختار كلمة "خدم" عنواناً للقصيدة التي كتبها في هؤلاء المنافقين. الأفاقين.. الذين لا يحملون فكراً ولا ضميراً. ولا يقدمون إبداعاً حقيقياً.. فهم مدعون لا يرون غير مصالحهم الشخصية. ومكاسبهم التي من أجلها يمكن أن يفعلوا أي شيء. وكل شيء في أي وقت.. حتي لو قيل لهم: اقتلوا آباءكم. وقد ألقي شوشة هذه القصيدة في معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام. فأحدثت ضجة هائلة.. حيث بدت وكأنها كشف حساب ومراجعة قاسية لما آل إليه المشهد الثقافي من فساد وتردي.. وهذه بعض أبيات من القصيدة الطويلة. خدم.. خدم وإن تبهنسوا وصعَّروا الخدود كلما مشوا وغلَّظوا الصوت فزلزلوا الأرض وطرقعوا بالقدم خدم.. خدم وإن تباهوا أنهم أهل الكتاب والقلم وأنهم في حلكة الليل البهيم صانعو النور وكاشفو الظلم وأنهم بدونهم لا تصلح الدنيا ولا تُفاخر الأمم ولا يُعاد خلق الكون كله من العدم!! لكنهم خدم بإصبع واحدة يُستَنفرُون مثل قطعان الغنم ويهطعون علهم يلقون من بعض الهبات والنعم لهم إذا تحركوا في كل موقع صنم يُكبرون أو يهللون حوله يُسبحون باسمه ويقسمون يسجدون ويركعون يمنعون في رياء زائف وفي ولاء متهم خدم.. خدم .. وفي حوار مطول حول القصيدة وأوضاع الثقافة والمثقفين نشره الزميل أبوالسعود محمد في "المصري اليوم" الإثنين. قال شوشة: إن المثقفين هم صُنَّاع الفساد وعباقرة التردي.. وهم الذين ألغوا القيم الصحيحة والنبيلة من أجل أن يغنموا منصباً أو شهرة. أو جائزة.. أو يستفيدوا من عطايا السلطان.