الإمارات نموذج

من الحياة

وسط المشهد العربي المضطرب والمتناقض وفي هذه الأوقات الصعيبة التي تكثر فيها الصراعات في عالمنا العربي تبرز دولة الإمارات كمنوذج قوي للوحدة والتلاحم أربعة وأربعون عاما علي مسيرة الاتحاد الذي أرسي دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. لقد ترك الراحل انجازات كبيرة ستظل ماثلة أمام الأجيال الجديدة تذكرهم بحكمة واصالة القائد وجهوده في بناء دولة قوية عمادها التماسك والتلاحم وعنوانها التسامح والمحبة كل هذا وأكثر جعل من تجربة الوحدة نموذجا يستحق التأمل والتقدير في ظل ما نشهده من محاولات التفتيت والتقسيم والتشرذم في المنطقة العربية.
ولأن الايمان بالاتحاد وقوته ليس شأنا داخليا فقط فقد كان لقيادة الإمارات دورا بارز في تأسيس منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجاء بيان اعلان أبو ظبي عام 81 ليؤكد ويدعم الروح الأخوية ويعمق الروابط والصلات في مختلف المجالات سجل الإمارات يؤكد أنها دولة رائدة في الكثير من الميادين ويؤكد أنها قادرة علي النجاحات ومعالجة التحديات من خلال التوازن السليم. والأهم إيمانها بقيم السلام والتعايش التي تربط بين شعوب العالم.
لقد استطاعت الإمارات بفضل قادتها أن تؤسس أرضية مشتركة لقبول الآخر واحترامه وتعد تجربتها من أكثر التجارب نجاحا في تعايش أكبر عدد من الجنسيات والثقافات المختلفة علي أرضها آمنة مستقرة فهناك شعور جمعي بين الوافدين أن لديهم دورا ومسئولية في تنمية المجتمع واستقراره.
لقد استمرت سياسة الإمارات بنفس القوة والنهج الذي أرساه الشيخ زايد فالهدف سلامة الدولة والاتحاد وتعزيز رفاهية المواطن إيمانا بضرورة الحفاظ علي النسيج الاجتماعي المتماسك الذي يعمق الروابط ويوحد المشاعر.
تحت راية الاتحاد ال 44 توج احتفال العام ¢يوم الشهيد¢ عرفانا من القادة بما قدمه الشهداء من تضحيات أثناء تأديتهم واجب الدفاع عن الحق والشرعية في اليمن.
جاء الاحتفال لمساندة اسرهم ودعمهم وللتأكيد علي قيم حب الوطن والتضحية والفداء.
ولان عظمة الأمم لا تقاس بالثروة ولكن بقدر ما يقدمه أبناؤها من عمل وعطاء وإنجازات في مسيرتها التنموية كان حرص القادة علي التنمية والاستثمار في العنصر البشري سعيا نحو بناء الدولة العصرية الحديثة.
وبالطبع جاء الشباب في قمة الاولويات والاهتمامات لأنهم القادرون علي المضي نحو المستقبل بنجاح إلي الأفضل لذلك حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي علي تأسيس العديد من المبادرات القوية التي تستهدف الشباب وتؤسس لمستقبل أفضل وآفاق التطور والتقدم وتوالت مبادرات الابتكار والابداع التي تشجع وتدعم المبتكرين باعتبارهم بوابة المستقبل والتطور والارتقاء.
كل ما يدور علي هذه الأرض الطيبة يحكي قصة بناء ورجال عظام ترجموا الأحلام والأماني إلي واقع ملموس لتبقي ذكري روح الاتحاد خالدة في نفوس أبناء الإمارات والمقيمين علي أرضها.